كتبت بسنت السيد
تسعى كل أم لتربية أبنائها تربية سليمة ليكونوا نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم وناجحين في بناء علاقات قوية مع المحيطين بهم، ولكن قد تخطىء بعض الأمهات بسبب الخوف الشديد على أبنائها من الوقوع في الخطأ، ولاسيما الذكور منهم، و ربما لتجنهم ألم الخوض في تجارب فاشلة تؤثر سلبًا على مسيرتهم في الحياة فكيف تتجنب الأمهات الآثار السلبية المتوقعة لتربيتهن الخاطئة لأبنائهن الذكور؟
تدخل الأمهات في التفاصيل
وحول هذا الموضوع يعقب الدكتور عبد الفتاح درويش، أستاذ علم النفس الاستشاري النفسي، في حديث خاص لموقع مباشر24 أن سيطرة بعض الأمهات المفرطة على الأبناء الذكور تؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية عميقة مستقبلًا تمتد إلى مختلف جوانب حياتهم الشخصية والمهنية.
وتابع:” وخاصة عندما تتدخل الأم بشكل مفرط في قرارات الابن وتتحكم في تفاصيل حياته اليومية، فإن ذلك يعوق تطور شخصيته المستقلة ويحد من قدرته على اتخاذ القرارات بثقة”.
و استطرد قائلًا:” هنا قد ينشأ الطفل في ظل هذه البيئة وهو يفتقر إلى المهارات الاجتماعية والنفسية التي تمكنه من مواجهة التحديات الحياتية، ما قد يؤدي إلى ضعف في الثقة بالنفس وصعوبة في تحمل المسؤولية”.
واستكمل درويش على المدى الطويل، قد يعاني هؤلاء الأبناء من اعتماد زائد على الآخرين، سواء في العلاقات الشخصية أو المهنية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال أو الفشل في بناء حياة متوازنة.
ونوه أستاذ علم النفس، أنه يمكن أن يؤدي هذا التحكم إلى ظهور مشكلات في بناء علاقات صحية مع الشريك المستقبلي، حيث قد ينقل الابن أنماط السيطرة التي عايشها إلى حياته الزوجية، أو على العكس يصبح مستسلماً كلياً.
علاوة على ذلك، قد تساهم هذه السيطرة في تقليل الدافع لدى الأبناء لتحقيق إنجازات شخصية أو مهنية، إذ يشعرون أن قراراتهم ليست ذات أهمية أو تأثير.
مساحة للنمو والاستقلالية
وأوضح أستاذ علم النفس على أنه من الضروري أن يدرك الآباء والأمهات أهمية منح الأبناء الذكور مساحة للنمو والاستقلالية، وتعزيز قدراتهم على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات منذ الصغر.
وقال: فإنه ينبغي أن يقوم دور الأم على التوجيه والدعم بدلاً من السيطرة، لضمان بناء شخصيات متوازنة وقادرة على النجاح في الحياة.
زهرة شوشة تكتب: فخ العروض الغذائية
أسباب سيطرة الأم على الأبناء الذكور
وأكد عبد الفتاح درويش أن سيطرة الأم على الأبناء الذكور ناتجة عن عدة عوامل نفسية واجتماعية، من أبرزها شعور الأم بالحماية الزائدة تجاه ابنها، خاصة في الأسر التي تشهد فقدان الأب أو انشغاله، مما يدفع الأم إلى تعويض دوره.
مضيفا قد يكون السبب أيضًا غياب الاستقلالية في شخصية الأم نفسها أو محاولتها تحقيق طموحاتها غير المحققة من خلال الأبن.
ويتابع وهنا تلعب الثقافة الاجتماعية دورًا مهمًا، حيث يُعطى الذكور أحيانًا مكانة خاصة تجعل الأم تسعى للتحكم بحياتهم لضمان تحقيق نجاحاتهم بما يتماشى مع تطلعاتها.
أساليب مواجهة سيطرة الأمهات السلبية علي أبنائها
وأوضح درويش أنه ينبغي تعزيز وعي الأم بمفهوم الاستقلالية : يجب أن تدرك الأم أهمية السماح للابن بخوض تجاربه الخاصة وتعلم إتخاذ القرارات.
التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة حيث يساعد النقاش المفتوح والصادق بين الأبناء والأمهات على تقليل السيطرة، كما يُمكن للأبناء التعبير عن احتياجاتهم ووجهات نظرهم إضافة لتوزيع الأدوار الأسرية حيث أن مشاركة الأب أو الأقارب في تنشئة الطفل يُقلل من عبء السيطرة من جهة الأم ويمنح الابن نماذج أخرى يحتذي بها.
ويضيف طلب الدعم المهني في بعض الحالات، قد تحتاج الأم أو الابن إلى استشارة معالج نفسي لفهم الدوافع والسيطرة على تأثيراتها.
أسماء أولاد بحرف الخاء جديدة 2024.. إليكم أبرز الأسماء
تعزيز المهارات الشخصية للابن وبالتالي يجب تشجيع الأبناء على تنمية الثقة بالنفس، تحمل المسؤولية، وحل المشكلات بأنفسهم.
نصائح للتعامل مع الأم المسيطرة
ويوجه عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس مجموعة من النصائح والإرشادات للحد من سيطرة الأمهات وهى كالتالى امنحي أبناءك مساحة للنمو والاعتماد على أنفسهم.
ويضيف كوني داعمة بدلاً من متحكمة، وساعديهم في بناء شخصيات مستقلة، ثم ضرورة أن تتقبلي فكرة أن الفشل جزء من التعلم وأن الابن بحاجة لتجربة الحياة بنفسه.
وأخيرًا يجب الإنتباه إلي أن التوازن بين دور الأم في التربية واحترام إستقلالية الأبناء هو مفتاح تنشئة جيل قادر على تحقيق ذاته ومواجهة تحديات الحياة.
اقرأ ايضًا:
خبراء الصحة النفسية: صديقات السوء وتضخم ذات المرأة أهم أسباب الخلع