هبة عبد الوهاب تكتب: مؤتمر أدباء مصر بين القبول والرفض
بقلم: هبة عبد الوهاب
إن مؤتمر أدباء مصر هو أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تُقام سنويًا في مصر، ويُعنى بالثقافة والأدب بوصفهما رافدين أساسيين للهوية الوطنية. يتم تنظيم المؤتمر برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو يُعد منصة حيوية لتفاعل الأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء البلاد، حيث يجتمعون لمناقشة القضايا الأدبية والفكرية والثقافية.
يظل من أهم أهداف المؤتمر:- التواصل بين الأدباء لتبادل الرؤى بين مختلف الأجيال والمناطق. ومناقشة القضايا التي تتصل بالواقع المصري، مثل الحفاظ على الهوية الوطنية، وإلقاء الضوء على دور الأدب في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في ظل التحولات التكنولوجية، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء. ودعم المواهب الشابة وإبراز أعمالهم. يأتي هذا وسط الاهتمام بإحياء التراث الثقافي وتسلط الضوء عليه.
وعلى مدار تاريخ مؤتمر أدباء مصر، استضاف المؤتمر نخبة من الأدباء والنقاد، وتناول موضوعات مثل “الثقافة ومواجهة التطرف”، و”الأدب في مواجهة التحديات الرقمية”، و”الهوية الوطنية في الأدب المصري”. كما شهد تكريم رموز أدبية تركت بصمة في الثقافة المصرية.
هبة عبد الوهاب تكتب عن: الذكاء الاصطناعي والإبداع في عصور الرقمنة
ولا شك أن هذا المؤتمر هو مناسبة للاحتفاء بالتنوع الثقافي واللغوي كما أنه يُمثل منصة للتفكير الجماعي حول سُبل تطوير الحراك الثقافي ومواكبة التغيرات العالمية. فهو يُجسد نبض الثقافة الوطنية، ويُثبت أن الأدب ليس مجرد كلمات تُكتب، بل هو قوة تغيير تُساهم في بناء المجتمعات.
ولكل هذا علينا الإنتباه له والوقوف على فاعلياته، ومراقبة آداءات الأعضاء وسلوكهم خلال المؤتمر وتقديم كل ما يقدمه المؤتمر للمجتمع الثقافي حتى يستطيع التعاطي معه، فهو كغيره من الفعاليات الكبيرة قد يواجه بعض العيوب والتحديات التي تؤثر على فاعليته. وفقًا للمتابعات النقدية والتقارير الثقافية، كما ظهر في بعض دورات المؤتمر منها مثلا.
التآمر والشللية وتكليف الأحباء واسترضاء الجهات على حساب مكاسب المؤتمر ، بالإضافة إلى ضعف التنظيم، أو التأخير في البرنامج، وسوء ترتيب الجلسات، وارتباك جدول الأعمال. وأحيانا اختيار الأماكن غير المجهزة بالكامل لاستضافة عدد كبير من المشاركين، وتفاقم المشكلات اللوجستية التي تتعلق بالراحة والإقامة.
وجاء في بعض الدورات التركيز الجغرافي أزمة واضحة، حيث هيمنت على المؤتمر بعض المحافظات الكبرى، مما همش بعض الأدباء من المحافظات النائية، وأضعف تمثيل التنوع الثقافي الذي يُفترض أن يكون سمة للمؤتمر.كما لوحظ أيضا غياب الحوارات الفعّالة، حيث اشتكى البعض من غياب الجلسات الحوارية التي افتقرت إلى التفاعل الحقيقي بين المشاركين، وطغى أسلوب الإلقاء التقليدي على النقاش المفتوح والمثمر.
“جراح في الركبة اليسرىٰ” جديد سلسلة “كتاب القارئ” نصوص ضالة للشاعرة هبة عبد الوهاب
واشتكى بعض النقاد من غلبة توجهات فكرية معينة على نقاشات المؤتمر، ما أدى إلى تهميش بعض الأصوات النقدية المخالفة، وهذا ما يعارض مبدأ التنوع الثقافي والفكري.
وكما رأي البعض في الكثير من الدورات، أن المؤتمر يُعيد تناول نفس الموضوعات دون تقديم رؤى جديدة أو حلول عملية.
أخيرا: ضعف التسويق الإعلامي, حيث لم يحظَ المؤتمر بالتغطية الإعلامية الكافية، مما جعل الجمهور العام غير مدرك لأهميته.
وهناك انتقادات تتعلق بعدم تخصيص ميزانيات كافية لدعم الأدباء المشاركين أو تغطية تكاليف السفر والإقامة، ما دفع بعض الأدباء إلى الانسحاب أو الامتناع عن الحضور.
أخيرا/ نأمل أن يظل مؤتمر أدباء مصر منصة ثقافية فاعلة ومعالجة لهذه العيوب، لذلك فهذا يتطلب تخطيطًا أفضل في الدورات القادمة، وفتح المجال لمزيد من التنوع والتفاعل، بالإضافة إلى تعزيز الدور الإعلامي والتركيز على إشراك الأصوات من جميع الأجيال والمناطق.
هبة عبد الوهاب تكتب: تمكين المرأة
بقلم هبة عبد الوهاب