محمد بديع سربيه يكتب: شارع النجوم

كتب الصحفي الراحل محمد بديع سربيه صاحب مجلة الموعد وكان رئيس تحريها منذ أن رحل عن عالمنا، مقالًا بعنوان ” شارع النجوم، وكان في مجلة الموعد، جاء نصه:” لقد حضرت أفلامًا كثيرة قامت ببطولتها ممثلات الجيل الجديد أمثال: سعاد حسنى، ونادية لطفى، ونجلاء فتحى، ولكن هذه الأفلام لم تعجبني كما أعجبتني أفلام ممثلات الجيل السابق كفاتن حمامة وماجدة، فهل أنت معى فى هذا الرأى؟

الجواب: ـ أنا معك فى الإعجاب بممثلات الجيل السابق، و نست معك فى عدم الاعجاب بممثلات الجيل الجديد، وفى اعتقادي الشاشة العربية أدوار لاتقل روعة و خلودا عن أدوار ماجدة وفاتن حمامة..ثم لاتنسى يا عزيزى أنه لكل زمان دولة.

وممثلات، قد تضطر السيدة سلوى السعيد، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك، إلى الاستعانة بالعقل الإلكتروني لتتمكن من الخروج من دوامة الحيرة، وإيجاد الحل لمشكلة مهرجانات الفن الشعبى فى الصيف المقبل.

ومهرجانات الفن الشعبى فى بعلبك بدأت على وجه التحديد فى عام 1957، وكان الغرض من هذه المهرجانات أحياء التراث الفولكلوري اللبناني، ووضع الرقصات الشعبية، و أهمها رقصة الدبكة، وفى إطار متجدد، بحيث تماشى الرقصات الشعبية، العالمية.

ومنذ بداية مهرجانات بعلبك، فإن الأوبريتان أن توالت طوال عشر سنوات بين أعمدة القلعة التاريخية، وكانت أدوار البطولة، غناء، و تمثيلا، تتوزع بين مطربتين لا ثالث لهما، هما الشحرورة صباح، والمطربة فيروز، فإذا مثلت صباح فى عام أوبريت (موسم العز) فإن من المحتم أن تكون فيروز بطلة المهرجانات فى العام الذى يليه، وأن تظهر بين الأعمدة السنة كبطلة لأوبريت (البعلبكية) مثلا.

وبالرغم من كل ما قبل ويقال فى مهرجانات الفن الشعبى فى بعلبك، فإن الحق يفرض الاعتراف بأن هذه المهرجانات قد أعطت الفن الشعبى اللبنانى الكثير من الحيوية، وكانت السبب فى اتساع الأرض التى ينشر فوقها فضلا عن إنها زودت العالم الفنى بزخم من الغناء والرقص الشعبين.

ولكن، وهنا المشكلة التى تعانى منها الرئيسة سلوى السعيد، هل أن بطولة مهرجانات بعلبك يجب أن تبقى حكرا بين صباح وفيروز فقط فإذا غابت الأولى ظهرت الثانية وإذا ابتعدت الثانية تقدمت الأولى؟.

إن ما يعرفه كافة الذين يعيشون الأجواء التى يتم فيها وضع البرامج السنوية لهذه المهرجانات هو أن اللجنة التى حملت أعباء بعلبك ومهرجانات فى كل صف لم تقصر مرة فى البحث عن بطلات جديدات، وكانت فى كل صيف حريصة على أن تفع مطربة أو مطربا إلى أدوار بارزة، لعل وعسى أن تقدمها مطربة تستطيع أن تحمل بصوتها وشكلها و موهبتها أثقال بطولة أوبريت كاملة، ولكن الذى أكدته التجارب هو أنه ليس بين كل المطربات والمطربين الذين ظهروا فى أدوار ثانية وثالثة فى المهرجانات من اجتذب الجماهير إليه، أو كان على قدم المساواة، من حيث الرصيد الشعبى، مع صباح وفيروز.

واختتم محمد بديع سربيه مقاله قائلًا: ” أمام لجنة مهرجانات بعلبك كانت تعرض دائما أسماء الكثيرات من المطربات المعروفات فى لبنان، ولكن كان هناك سؤال واحد يقف أمام اسم كل مطربة، وهو: هل أن هذه المطربة تملك اسما فنيا قادرا على سحب الناس من بيوتهم، وجعلهم يقطعون فى الليل مسافة ستين أو سبعين كيلوا مترا من أجل الاستماع إليها كما هو الحال” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى