Site icon مباشر 24

ملوك الدراما.. لماذا اختفت المسلسلات الهادفة؟.. نقاد يجيبون

كتبت : بسنت السيد 

الدراما قوة ثقافية لا يستهان بها في التأثير على قيم وعادات المجتمع، فكم من مشكلات وجدت في الدراما حلولا، فالرسالة الدرامية لديها قدرة فائقة على التسلل لعقل وقلب المشاهد وصولا لتغيير اتجاهاته تجاه قضية ما ومن هنا تنفذ الرسالة الدرامية إلى المشاهد مؤثرة فيه ولكن بشكل غير مباشر.

لماذا اختفت المسلسلات الهادفة؟

من منا ينسي ليالى الحلمية ورأفت الهجان وزيزينا والشهد والدموع ورحلة أبو العلا البشري وغيرهم، الكثير من الأعمال الدرامية المؤثرة التى أثرت في وجدان وقيم المشاهد العربي على مر العقود الماضية.

وفي الوقت الحاضر عكست الدراما قيما وعادات مختلفة إذ أصبحت تعبر بفظاظة عن حال الواقع المصرى الذى ربما فرضته الدراما التليفزيونية فنجد البطل يقوم بأعمال إجرامية لمجرد أنه قد عانى من بعض الظروف المعيشية القاسية بحسب الحبكة الدرامية التى نسجها المؤلف لتقدم للمجتمع مجموعة من القيم والسلوكيات الغير مرغوبة والتى تنعكس سلبا على جيل بأكلمه لتنتج قيما وعادات وتقاليد أصبح المجتمع يعانى منها اليوم.

تاريخ الدراما المصرية

ويؤرخ لتاريخ الدراما المصرية مع بداية افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، حيث بدأ ت واستمرت إلى يومنا هذا مُنتجة أعمالا من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية التي استطاعت جذب الملايين من المشاهدين من شتى أنحاء العالم

أول مسلسل عربى

يُعتبر المسلسل الاذاعي “عائلة مرزوق ” من أهم و أقدم المسلسلات الإذاعية التى تابعتها أجيال ومازالت وقد بدأ إذاعته في عام 1959 على الإذاعة المصرية ضمن فقرات “إلى ربات البيوت” الذى أعدته صفية المهندس الإذاعية المعروفة، من خلال حلقات متصلة منفصلة تهتم بقضايا الأسرة المصرية والعربية مع الاحداث التى تواكب العصر في معالجة درامية سلسة و اقعية .

وكانت مدة الحلقة لا تتعدى ال5 دقائق، اشترك في التمثيل فيه أكثر من ٢٠٠ فنان يمثلون شخصيات تنتمي وتعكس مشاكل لأسرة التى يمثلها الموظف المكافح “مرزوق” بكل مايعانيه م مواقف حياتية تُمر على الأسر المصرية والعربية مثل الزواج والطلاق والبطالة ،واستمرت إذاعة هذا المسلسل الاذاعي على مدار 60 عاما بشكل يومي بلا انقطاع ومن أبرز الممثلين فيه فؤاد المهندس وفريد شوقى وغيرهم ومستمر إلى الآن.

ظهور الدراما التليفزيونية

دخل سباق المنافسة مع الإذاعة عندما انطلق البث التلفزيوني المصري عام 1960، حينما بدأ وقتها انتاج أول مسلسل تلفزيون مصرى بعنوان “هارب من الأيام”، والذي عرض على شاشة التلفزيون المصري عام 1962، وهو من تأليف فيصل ندا عن قصة الأديب ثروت أباظة، وبطولة الراحل عبد الله غيث، والفنان الراحل وتوفيق الدقن، والمبدع حسين رياض، والفنانة الراحلة مديحة سالم.

وتوالت الأعمال التليفزيونية التى راجت وأصبحت وجبة أساسية في يوم المشاهد العربي أثرت فيه ومازالت.

الناقدة الفنية هبة عبدالفتاح تتحدث

وفي حوار حصرى لموقع مباشر 24 تحدثت الناقدة الفنية هبه عبد الفتاح قائلة عن أسباب اختلاف الدراما المصرية الحالية عنها في الماضى ويعود ذلك في رأيها لاختلاف المبادىء والمعايير المجتمعية فالدراما فى ال80 عكس الدراما في 2024،

واستكملت عبد الفتاح من منا ينسي الشهد والدموع ،ودموع في عيون وقحة وليالى الحلمية وفي أوائل ال90 نجد مسلسلات كالراية البيضا وحديث الصباح والمساء والضوء الشارد وغيرها.

السر كاتب سيناريو محترف

وتؤكد أن كتاب السيناريو كانو يقومون بمجهود جبار من حيث الاهتمام بالصيغة وانتقاء الألفاظ لأن لديهم قناعة ومسؤولية الكلمة التى تدخل كل بيت ،وتجلى ذلك في أعمال درامية سواء دراما اجتماعية أو مأخوذة من ملفات المخابرات العامة المصرية أو حتى السير الذاتية الملهمة للكثيرين كمسلسل الايام لطه حسين أو هى والمستحيل وغيرها من المسلسلات التى عاشت وستعيش لأجيال قادمة

عوامل نجاح الدراما

وأوضحت هبة عبد الفتاح في حديثها للموقع أن من أهم أسباب نجاح واستمرارية العمل الدرامى الورق القوى المكتوب فالسيناريو يسير بتسلسل درامى كأنه سيمفونية على عكس ما يحدث الآن من سيناريوهات تعتمد على توليفة من الراقصات وبنات الليل الأغنيات مستخدمين ألفاظ بذيئة مبررين ذلك بأنه موجود بالمجتمع.

إفلاس درامى

وتابعت عبد الفتاح أن معظم القصص الدرامية الحالية مستهلكة ومبنية على العرى والقيم المتدنية المخلة بالشرف والكرامة والتى تروج للمساكنة والدعارة والعلاقات الشائكة.

وتساءلت هو احنا وصل مجتمعنا لكدة فعلا؟ بالتأكيد لا فمازالت هناك قيم وأخلاق فمجتمعنا المصرى متماسك ومتدين ولديه قيم ومبادئ واخلاق وتربية.

ووجهت اتهامها للدراما التليفزيونية الحالية من خلال ما تقدمه من حوار بذيء يتضمن عبارات صريحة وايحاءات جنسية عكس دراما ال80وال90 وبدايات الألفية .

وطرحت سؤالا آخر حول من يوجه الآخر الدراما ام المجتمع ؟
قالت هبة عبد الفتاح الناقدة الفنية أن الدراما هى التى توجه المجتمع لأن الدراما في الماضى كان لها هدف ورسالة تبنى اجيال وتربي على القيم والأخلاق.

من المسؤل عن هذا الطرح السيء؟

أشارت عبد الفتاح أن كاتب السيناريو هو المتهم الأول لأنه هو من يقدم هذا الاسفاف فلو احترم عقلية المشاهد لقدم أعمالا ناجحة ومحترمة ،وعبرت عن أسفها عن الدراما المشوهة التى لاتنتمى لا للدراما المصرية ولا الأوربية وانما هى مسخ مطموس الهوية والموضوع مجرد عمل تجارى لاقيمة له.

أما المسؤل الثانى في راى هبة عبد الفتاح هم الفنانين أنفسهم الذين يوافقون على ادوار تعتمد على البلطجة والاسفاف بعكس ملوك الدراما مثل يحيى الفخرانى وعادل امام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز.

أما المسؤل الثالث فهم المنتجين ومعهم المخرجين أيضا، وترى عبد الفتاح أن المنظومة كلها تحتاج الى تعديل مسارها لتقديم اعمال هادفة ذات قيمة ولاتعتمد على مشاهد حصرت المرأة المصرية في ادوار كبائعة هوى أو خطافة رجالة أو غانية أو وعاء لشهوات الرجل

وأكدت أننا بحاجة ماسة إلى أعمال درامية على غرار الثمانينات والتسعينات بصورة عصرية محترمة لا دراما تشوه سمعتنا في الخارج وعلينا أن نقف جميعا وقفة ضد هذا الاسفاف حتى تعود الدراما لمسارها الصحيح،  ونرجع لمجدنا وعظمة انتاجنا فلدينا كتاب سيناريو محترفين، وأتمنى أن ننقذ الدراما المصرية من الضياع لتعود مصر هوليود الشرق من جديد.

طارق الشناوي: أنا ضد الترويج للتطرف والعنف

وفى ذات السياق، أكد الناقد الفنى طارق الشناوى، في حديثه للموقع قائلا:”لا اريد أن يكون حكمنا على هذا المسلسل أو العمل الدرامى الذى يحتوى على مشاهد فيها عنف أو تعاطى مخدرات أو اى مشاهد سلبية بأن نصدر عليه حكما بأنه عمل مسيء لسمعة الوطن أو يصنف العمل بأنه عمل سيء ن الدراما الحالية ليست مخطئة عندما تصور الواقع كما هو معظم الدول الأوربية والمتقدمة فيها الفقراء والمحتاجين ومعذبون في الأرض وبلطجية ومجرمين ،وتابع الشناوى في ناس بتنام في الشوارع موجودين في دول متقدمة كفرنسا واسبانيا وحتى في المانيا.

ويعتبر الناقد الفنى طارق الشناوى أنه من وجهة نظره لايعتبر تقديم حالة يعد مسيئا للوطن ولكنه يرى أن هؤلاء ممن يقدمون هذه الأعمال ظرفاء والحكم عليهم بالرداءة أو الإساءة احكام خاطئة على حد قوله
ويؤكد الشناوى في حديثه للموقع أن الجاذب للمشاهد هو السلبي وليس الإيجابي موضحا أن شخصية السفاح دراميا أشد جذبا من عالم الذرة وضرب مثلا بفيلم اللص والكلاب لنجيب محفوظ ،وهو في النهاية دراما مليئة بالدماء وكذلك ريا وسكينة قدمت أكثر من مرة إذاعة ومسرح وتليفزيون.

ويرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن الإطلالة من تلك الزواية هى الاصح ويتساءل هل تروج للعنف والبلطجة والمخدرات ام تقدمها في عمل درامى ، وصرح قائلا: أنا ضد الترويج للتطرف والعنف بأسلوب فنى.

Exit mobile version