” بين الأمل والخوف” قصة
لستة أيام، حملتُ معي قلمًا ودفترًا لأدوّن أثر تلك الغرفة العتيقة في نفسي، حيث كانت غرفة ذات حضور طاغٍ، كأن لها أنيابًا حادة رغم شحوبها وتعبها الظاهر.
لم يرى العابرون فيها سوى ملامح من شبابها، فقد كانوا يرونها بصورة مختلفة عني، رأوها مدهشة، تكسوها أغطية بيضاء أنيقة، بينما كنت أراها أشبه بأكفان تخفي الأحبة خلف جدران مبللة بدموع متقلبة تعكس مشاعر متضاربة.
في داخل الغرفة، كانت قرارات العلاج متخبطة، كخطوط متعرجة على منضدة متحركة بعجلات تبدو مرهقة.
كانت أحيانًا تتعثر بأخطاء طبية بين ممرات الأسرة، فينهار معها حلم يتجدد مع آخر كوب ماء يروي الجسد المنهك من ألم الإبر وسحب الدم الذي يستنزف طاقته.
وفي أوقات أخرى، حين تُسيّر بقرارات حكيمة، تعبر الممرات بسلام، حاملةً معها الأمل لمريض غائب مؤقتًا، ليعود من جديد وسط همسات ونقاشات المرافقين، ولسان حالهم يتساءل بتعجب: هل سيعود كما كان في السابق؟!
اقرأ ايضا: