مالك حلاوي يكتب: ممدوح عبد العليم بطل من ورق

نشرت مجلة نادين في أحد أعدادها مقالا صحفياً للكاتب مالك حلاوي بعنوان “ممدوح عبد العليم بطل من ورق”، وقد جاء نص المقال كالتالي:

بطل من ورق

ممدوح عبدالعليم ومنذ انطلاقته الأولى عرف كممثل شاب يبشر بمستقبل جيد، فدخل عالم البطولات المطلقة قبل أوانه، وكانت إحدى محطاته التى عدل عليها الكثير شخصيته فى فيلم الخادمة، إلى جانب نادية الجندي ويومها نجح ممدوح فى الدور لكنه فشل فى اختراق حاجز النجومية وبقى عند حدمد الممثل الشاب، القادر على لعب ادوار أولى.

وإذا كانت نادية الجندى قد طفت على اسمه فى فيلم الخادمة، باعتبارها نجمة الشباك التى كانت يومها فى أوج تألقها بعد سلسلة أفلام الباطنية، أو بالأحرى الأفلام التى انجرفت فى تيار الباطنية، ضمن نفس الموضوع الذى كرس نادية الجندى كنجمة شباك فى أدوارها التى اعتمدت الإغراء والجرأة بدرجات متقدمة عن السينما المصرية التقليدية.

إذا كانت هذه الظروف قد أضعفت من حجم البطولة المطلقة لممدوح عبد العليم يومها، فإنه هنا مع فيلم،، بطل من ورق،، هو البطل الأول وآثار الحكيم شريكته هو بحكم البطولة المتوازية إذا لم نقل أن اعتماد الفيلم هو على شخصية البطل الرجل أى على شخصية ممدوح نفسه حسب تركيبة النص.

والنص بالمناسبة جديد على السينما المصرية قصة وسيناريو وحوار إبراهيم الجيروانى يدور فى فلك الأفلام البوليسية التى كانت سائدة فى السينما العالمية خلال الستينات ربما أو قد تكون صالحة اليوم لحلقة تلفزيونية من حلقات، هانتر ،، أو نايت هيت، إذا ما تجاوزنا الأسلوب الكوميدى الذى اعتمد فى هذا الفيلم والذى لا يدخل فى سباق النص بل يعتمد على أداء الممثلين.

فالكاتب ممدوح عبدالعليم لو تم تبديل شكله وجعله أكثر رصانة لما احتجنا إلى تغييرات فى السيناريو حتى فى الحوار ليتحول النص إلى بوليسي فعلا، لا إلى كوميديا بوليسية.

وهذا النمط الأخير هو الأكثر اقتناعا لجمهورنا العربى، إذ أنه يخفف من وطأة النواقص التقنية لعمل بوليسي متكامل وهذه مسألة تبرز ذكاء مخرج الفيلم نادر جلال فى تعامله مع النص.

لكن ماذا على صعيد الممثلين، خصوصا ممدوح عبدالعليم صاحب الفرصة ممدوح كان هنا أمام مسؤوليتين مسؤلية البطولة المطلقة و مسؤلية الأداء الكوميدي الذى كان قد تطرق إليه بشكل محدود سابقا، معتمداً فيه على النظارات بصورة بارزة بحيث كانت هى الطابع الذى جعل صورة البطل مهزوزة أضف إليها نوعية ملابسه و لهجته الصعيدية.

فهو هنا، سيناريست صعيدى، كوميدية وجديدة على ممدوح فى حين أن شخصية آثار الصحفية الشابة المندفعة هى شخصية شبه هكرره وروتينة، هما يعطى شريكها الحظ الاوفر فى خطف الاضواء منها ضمن الفيلم، خصوصا إذا علمنا أنهما يحتلان المساحة الكبرى فى الفيلم، فيهما فعلا بطلا الفيلم بلا منازع يأتى بعدهما بدرجات أحمد بدير (كمساحة زمنية) علما أنه لعب شخصية جديدة  بطل من ورق أن بالنسبة إلى أدوار السابقة أو بالنسبة إلى السينما المصرية عموما.

حيث كانت برودته فى لعب الجريمة منها الى فهمنا و أدائنا للجريمة فى أعمالنا العربية بعد أحمد بدير هناك دور صلاح قابيل الظابط، الذى يكلف بملاحقة القصية، وهو على عكس بدير لعب شخصية تقليدية لا تقدم أو تؤخر فى مسيرته رغم مساحتها الزمنية المعقولة.

والفيلم يكاد يقتصر على هذه الأدوار وأن تكن أهل إبراهيم قد لعبت شخصية مبتورة، كان بالإمكان اللعب عليها أكثر (الممثلة المحكومة بأدوار الخادمات والتى تسعى الى بطولات أولى بفلوسها) بطل من ورق قلة الشخصيات فى الفيلم أعطت المجال أكثر للبطلين الرئسيين و بالدرجة الأولى لممدوح عبدالعليم بسبب الظروف التى ذكرناها.

و بطل من ورق لكن هل قطف ممدوح النجاح المطلوب؟، حتى الآن تبقى الإجابة سلبية لأن الفيلم جاء عاديا جدا دون أى بريق أو هالة تطلقة مع أبطاله أو بالأحرى مع بطله المطلق إلى الصفوف الأولى، فكان ممدوح عبدالعليم فيه بطلا من ورق بالفعل، ولست لأقول أن الذنب ذنبه، ففى حين كان عليه تحمل مسؤليتينكما سبق وذكرت البطولة والكوميديا) ضاع بينهما وبين مسؤولية ثالثة هى نص الفيلم الأقرب إلى السهرة التلفزيونية، تيليفيلم.

اقرأ أيضاً..

هل ظلمت أم كلثوم الموسيقار محمد القصبجى؟.. اعرف الحكاية كاملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى