الشيخ أشرف محسن يكتب: دور الإعلام فى الحفاظ على الأسرة
لعله أصبح واضحًا ذلك الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام – بأساليبه المختلفة – فى حياة الناس، وذلك الدور يزداد اتساعا وتأثيرا كلما زادت إمكانيات الإعلام، ولا شك أن الإعلام يشهد تطورا كبيرا كل يوم فى أساليبه ووسائله.
وكذلك لا يخفى على أحد مكانة الأسرة وضرورة الحفاظ عليها، لما لها من أهمية قصوى فى الحفاظ على استقرار الأمم والدول والمجتمعات، ولأنها أصغر مكون اجتماعى من مكونات الأمم والدول، والحفاظ عليها مسؤولية الجميع، ويجب حشد كافة الإمكانيات الدينية والثقافية والفكرية والعلمية للحفاظ على هذا المكون الصغير.
فإذا كان دور الإعلام بتلك الأهمية، والحفاظ على الأسرة فى الغاية من الأهمية، فيجب حشد التوعية المهمة إعلاميا من خلال البرامج والأعمال الدرامية والصحافة وغيرها فى تلك الحملة التى تعنى بأهمية الأسرة والحفاظ عليها،. تقديم كافة أشكال الدعم للأسرة حتى تتبوأ مكانتها فى نفوس النشأ.
والحقيقة أن هذا الدور متشعب جدا غاية التشعب، فهو لا يكون من خلال الحديث عن الأسرة فقط، ولكن أيضا بتقديم نمازج صالحة تعلى من شأن الأسرة، وتقديم هذه النماذج بمعناها الصحيح، الذى يعطى لكل واحد من أفراد الأسرة دوره الحقيقى والواقعى، ويعطى قدسية لهذا الكيان، ويسعى لتوطيد علاقة أفراد الأسرة بعضهم مع بعض حتى يظل هناك انسجام بين أفراد الأسرة بعضهم مع بعض، ولا يمكن الوصول لهذه القيم إلا من خلال المنظومة الدينية الواضحة المعالم التى تكلمت عن الأسرة بداية من اختيار شريك الحياة، مرورا بالمراحل المختلفة التى من خلالها تتكون الأسرة، من الخطبة والعقد والبناء وهو الدخول ومرورا بالأولاد فى مراحلهم المختلفة، ودور كل من الرجل والمرأة فى تلك المراحل، حتى يمكن تنشاة أجيال صحيحة نفسيا وعاطفيا، حتى تستطيع تلك الأجيال الناشئة من تكوين أسر سليمة فى المستقبل.
الشيخ أشرف محسن يكتب: الحكم والفتوى
وها نحن نرى ونشاهد تلك الخلافات التى غالبا يكون لا أصل لها، والتى غالبا ما تنتهى بتفريق ذلك الكيان الأسرى، وها نحن نرى ما يحدث فى محاكم الأسرة من مشكلات يندى لها جبين العقلاء.
والأسرة فيما مضى كانت أكثر استقرارا وانسجاما وتمسكا، يوم أن كان كل فرد يعلم وظيفته داخل ذلك الكيان ثم إنه لا يطلب أكثر من حقه، فالرجل يمثل المودة والرحمة والأمن والطمأنينة والكفالة المادية والمعنوية، ويمثل القوة الفاعلة والسند، والمرأة تمثل السكن والمودة والرحمة ورعاية الأفراد فى ذلك الكيان الصغير، ولابد أن تعود الأسرة لذلك العهد، عهد التكامل والتصالح والهدوء والسكينة،
أما ما يحدث الآن ويغزيه الإعلام ويسعى فى تأكيده، من أن الرجل والمرأة ضدان، وتغليب دور أحد على أحد، أو بيان المظلومية لأحد من أحد، وما ظهر من حركات نسوية استدعت أن يكون لها ما يقابلها من حركات ذكورية، يغزى الإعلام الأولى، ويجعل من الثانية العدو اللدود، حتى نسى الجميع الدور المنوط به، والوظيفة التى يجب عليه أن يقوم بأدائها، فلم يعد ذلك التكامل موجودا، بل الموجود النقيضين والضدين، فى حين أن الأصل أن هذا يكمل نقص الآخر حتى يتم الكمال في النقيضين والضدين.
وإذا كان الإعلام بأدواته ووسائله يعلى من الحب ويجعله هو القيمة الكبرى والأهم، والتى من أجله لا مانع عنده من هدم الكيان الأهم وهو الأسرة، وتفكيك ذلك التكامل، وترك أطفالا للضياع، فينشأ جيل معاق نفسيا وفكريا وسلوكيا، ولا مانع عند الإعلام من كل ما كان الحب سببا له، من علاقات محرمة وزنا وهجر البيوت بحجة انتصار الحب، والحقيقة أن البيوت لا تبنى على الحب كما قال عمر رضى الله عنه، إنما تبنى على المودة والرحمة والحقوق والواجبات.
الشيخ أشرف محسن يكتب: مسؤولية المجتمع
إذا فلابد ضرورة أن تعاد صياغة المسلك الذى يسلكه الإعلام حتى يتم الحفاظ على استقرار الأسرة، وحتى يتم ذلك لابد من أن يكون أصحاب الشأن والقائمين على الإعلام ممن يؤمنون بأهمية الأسرة وضرورتها، وممن لم يتشوه نفسيا، وممن يكون عنده على الأقل الحد الأدنى من الفهم الصحيح للدين حتى يتم ذلك البناء، وكذلك يتغير شكل الخطاب الإعلامى، فلابد من التأكيد على الدور التكاملى بين أفراد الأسرة، ولابد من وضوح الرؤية الإعلامية فى ذلك الشأن، وتقديم أشياء كالعقوق للوالدين وترك الأسرة والتخلى عنها، والعداء الذى يكون بين الزوجين أثناء الخلافات وغيرها من الأمور، على أن هذا أشد المنكر وأعظم البلاء، لا أن يكون الحب الذى مبناه على فعل الحرام هو الأساس والقيمة، وما عداه لا معنى له فى وجوده، وهذا فى غاية القبح والبشاعةودنائة الأصل وسوء النية.
والله الهادى إلى سواء السبيل
الشيخ أشرف محسن يكتب: من ذا الذى ما ساء قط؟