قصيدة “ليست هي النصف ” التي كتبتها الشاعرة سكينة جوهر الفائزة بالمركز الرابع في مسابقة مئذنة الأزهر الموسم الرابع ٢٠٢٤م ونصها:
مِن كفِّها يَنتشي زَهْرُ الدُّنا عَبِقَا
يَفـوحُ مِنهُ الشَّذى بِالحُـبِّ مُنْطلِـقَا
..
شَـاءَ الإلَهُ لَها خلْـقاً .. فـأنْبَـتـها
مِنْ ضِلْعِ( آدَمَ ) حَتَّى يَسْتوي نَسَقَا
..
وَإنْ تَكُنْ قدْ نَمَتْ مِنْ ضِلْعِهِ فَكمَا
يَنْمو مِن الْجـذْرِ سَـاقٌ للسَّما سَمِـقا
..
فَالجِذْرُ مانفْعُهُ إنْ ظلَّ مُنْغَــرِسًا
بالأرضِ لَمْ يُعْطِنا حَبَّاً وَلاوَرَقـا ؟؟
..
ودونها مااحتوتهُ الأرضُ أو عَمرتْ
هذي الحياةُ.. ولا أحيتْ له رمقا
..
فإنها مُزنةٌ بالغيث راويةٌ
قلبَ الرجال وِداداً بالوفا دَفقا
..
لَيْستْ هِيَ النِّصْفُ يَاقومِي كَما زَعَموا
لَكِنْ هِيَ الْكُلُّ وَاسْألْ مُنْصِفًا حَذِقا
..
على امْتدادِ سَنـينِ الدَّهْرِ كَمْ كَتَبتْ
سُطـورَ مَجْــدٍ تَليدٍ شَـــعَّ مُتَّسِقَا
..
بَـذَّتْ فَطاحِلَ أقْوامٍ .. وَما انْتَهكَـتْ
– يَوْمًا- رُجولَةَ مَـنْ لِلْخيرِ قَـدْ سَبقا
..
في الطِّبِّ كانَتْ وَفي التَّعليمِ رَائـدَةً
وَفي السِّياسَــةِ نَجْـمٌ زاهِرٌ بَــرِقا
..
في السِّلْمِ والْحَربِ..في بَيْتٍ وَمَزْرَعَةٍ
بالْجـدِّ نَحْـوَ علاها قَلْبُـها خَفَـقا
..
أدْوارُها في نُهوضِ الْكَــوْنِ وَاضِحَةٌ
في كُلِّ صَخْرٍ بِهِ شَقَّـتْ لَهَا نَفَـقَا
..
وَسَـلْ ( إِيَاحَ ) بِـمصْرٍ عَنْ قِيـادَتِها
وَجَيْشها لِـقوى (الْهُكْسوسِ) مُسْتَبِقا
..
وَتِلكَ (بلْقيسُ) فَوقَ العَرْشِ إذْ مَلكَـتْ
وَأُوتِــيَتْ كُلَّ شَيءٍ زادَها أَلَـقا
..
و(مريمُ ابنةَ عمرانَ ) التي صدقتْ
وصدَّقتْ بِكلامِ الله مُعتنَقا
..
وأحصنتْ فرجَها .. فاختارَها مثلاً
على العفافِ.. وما مِثلٌ لها سَبقا
..
وَإِنْ عَدَدْتُ .. فَكُثْرٌ .. لايُحيطُ بِمَا
خَلَّدْنهُ مِنْ عُلا إلَّا الَّـذي خَلَـقا
..
أعْطى لَهُنَّ خيوطَ الصَّبْرَ..تَنْسِجُهُ
وَاللينَ كَيْ تَحْتوي الْمَغْرورَ وَالصَّفِقا
..
هِيَ الأنـوثةُ غَضٌّ سِحْــرُها- أبَـداً-
وإنْ دَعَا الأمْرُ تُخْفيـها لـِتَنْطَلِـقا
..
هِيَ ااﻷمومةُ .. واﻹرضاعُ قد فُطرتْ
عليه .. لاتَبتغي أجراً ولا شَفقا
..
هي النِّضالُ وَروحُ النَّصْرِ إنْ عَزَمَتْ
هِيَ النِّهارُ وَإنْ ليْـلٌ بِها غَسـقا
..
هِيَ الحَنانُ وَفيضُ الْوُدِّ إنْ عَشِقـتْ
وَذي (خَديجةُ) نَهْرٌ لِلْحَبيـبِ سَقَى
..
نَادَى لَهَا:( زَمِّلونِي) فَاحْتوتْهُ نَدىً
تُـزيلُ عَنهُ لَظَى الإعْياءِ. . وَالرَّهَقا
..
وَآمنـتْ بِــهُداهُ حِيـنَ كَـذَّبَهُ
أعْتَى الرِّجالِ.. وَأعْلَتْ ذِكْرَهُ الأُفـقا
..
فاسْتَلْهِموا مِنْ سَنا جَدَّاتِكُمْ قبَسًا
أيَارجالُ .. وَصُونُوا عَهْدَ مَنْ وَثـقا
..
( حَوَّاءُ )..قبْلَ دَعاوَى الغَرْبِ..كَرَّمَها
رَبِّي.. وَتكْريمُهُ بالْحَقِّ قدْ نَطَقا
..
في سُورةٍ لَمْ تَزلْ بـالذِّكْرِ تُــنْصِفُها
تُزيحُ ظُلْماً وَإظْلاماً بِها لَحِـقا
..
مِنْ بعْدِ مَا ضَيَّعتْ أَحْلامَها نُظُــمٌ
سَوْداءُ..بَلْ غلَّقَتْ فِي وَجْهِها الطُّرُقا
..
قـالَ الْبَشيــرُ حَديــثاً فيهِ يَمْنَحُها
وِسَامَ فخْـرٍ عَظيـمِ القَــدْرِ مُـؤتَلِـقا
..
(شَقائقٌ لِــلرِّجالِ ) .. الْحُـرُّ يُكْرِمُها
وَمنْ يُهِنْ فَـــلئيمُ طَّبْعـُـهُ .. فسَـقَا
فـ( سَدِّدوا..قارِبوا) ياقومَنا احْترِموا
عَهدَ السَّماءِ.. ويافَوزَالذي صَدقَا !!!
..
فَالمرْأةُ -اليومَ – تَشْكو مَنْ يُهمِّشُها
وَمَنْ بِحبْلِ جَفاءٍ رُوحَها شَـنـقا
..
تَشْتــاقُ مُـزْنَ كَريمٍ تَسْتظِـلُّ بِه
يَروي رُباهَا الْهَنا.. لا الْهَــمَّ وَالْقَلقا
..
فإنَّهاأُمُّكُمْ ..وَالأخْتُ ..وَابْنَتُكُمْ
وَإنَّها الـزَّوجُ والْقلْبُ الَّذي عَشِقا
شعر : سكينة المرسي حسين جوهر ( سكينة جوهر )
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو نادي أدب طلخا بالمنصورة