كيف تنمى مهارات التواصل الاجتماعي لطفل التوحد؟.. أستاذ علم النفس يُجيب
كتبت بسنت السيد
انتشر مرض التوحد خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير، حيث يعرف التوحد أو ما يعرف اصطلاحًا بطيف التوحد أو الطيف التوحدي هو مجموعة من الحالات التي تصنف بأنها أمراض نماء عصبي بحسب الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي تصدره الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.
وبحسب الإحصائيات التي صدرت مؤخرًا فإن معدل الإصابة بالتوحد عالميًا هو واحد من بين 150 طفلاً، إضافة إلى ذلك تلعب العوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا، فمن المنطقي أن نرى نسبة أعلى من التوحد في أسرة طفل مصاب بالتوحد.
إن احتمال إصابة أحد أطفال التوحد المصابين بالتوحد أعلى بنحو 10 مرات من الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء مصابون بالتوحد، ويمكن اكتشافه في المراحل الأولى لحياة الطفل فهناك سمات يمكن ملاحظتها، وقد جاءت كالتالي:
1- لا ينظر في أعين الآخرين أو يبتسم لهم في كثير من الأحيان.
2- لا يتفاعل عند توجيه الحديث إليه.
3- اهتمامه بالآخرين قليل.
4- يصعب تهدئته.
5- قليل الكلام، أو يجد صعوبة في التحدث واستخدام اللغة.
6- لا يفضل التنوُّع في اللعب.
7- يمكن أن يغض بشدة من الأشياء الصغيرة.
8- بالكاد يبدي رد فعل عندما يتعرض للأذى.
9- يواجه صعوبة كبيرة في النوم أو البقاء نائمًا.
10- لديه مشاكل في الأكل.
11- يركز بشكل كبير على مواضيع أو تفاصيل معينة.
كيفية تنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد
من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية، إن تنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد تُعتبر من الجوانب الأساسية لتحسين جودة حياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع مباشر 24، يعد اضطراب طيف التوحد من الحالات التي تؤثر على القدرة على التفاعل والتواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن تصميم برامج متخصصة لتطوير هذه المهارات ضرورة حيوية.
التشخيص المبكر وبناء الخطط الفردية
ويوضح أستاذ علم النفس قائلًا: ويبدأ تحسين مهارات التواصل بالتشخيص المبكر، حيث يُمكن إعداد خطط فردية تناسب مستوى وقدرات كل طفل، حيث يعتمد ذلك على تقييم شامل لإحتياجاته اللغوية والاجتماعية، مما يُمكن الأخصائيين من اختيار الاستراتيجيات المناسبة سواء كانت علاجًا نطقيًا أو استخدام وسائل تواصل بديلة مثل الصور أو تطبيقات الأجهزة اللوحية.
التدخل باستخدام العلاج السلوكي
وأشار أستاذ علم النفس إلى أن تقنية تحليل السلوك التطبيقي (ABA) تعد واحدة من أكثر الأساليب فعالية في تطوير مهارات التواصل، وتعتمد هذه التقنية على تعزيز السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات غير المرغوبة، من خلال مكافأة الطفل عند محاولاته للتواصل بشكل صحيح.
التواصل البصري والإشارات غير اللفظية
ونوه عبد الفتاح درويش يتعلم أطفال التوحد غالبًا من خلال الصور والإشارات البصرية، حيث يُمكن استخدام أنظمة التواصل بالتبادل الصوري (PECS) التي تتيح للأطفال التعبير عن احتياجاتهم من خلال بطاقات تحتوي على صور وأيقونات. تساعد هذه الطريقة في تحسين تفاعل الطفل مع محيطه وتشجعه على استخدام وسائل بديلة للتواصل.
البيئة المحفزة للتواصل
ويضيف و تلعب البيئة المحيطة دورًا أساسيًا في تطوير مهارات التواصل، ويجب أن تكون بيئة الطفل غنية بالمحفزات التي تدفعه للتفاعل مثل اللعب التفاعلي، القراءة المشتركة، واستخدام الألعاب التعليمية، كما يجب على الآباء ومقدمي الرعاية أن يكونوا قدوة في التواصل، من خلال التحدث بوضوح وصبر مع الطفل.
دمج الاجتماعي والتدريب العملي
ويؤكد استاذ علم النفس عبد الفتاح درويش على ضرورة الدمج في الانشطة الأنشطة الاجتماعية مع الأطفال الآخرين فرصة تطوير مهارات التفاعل لديهم. ويجب الانتباه علي تسجيل الطفل في برامج جماعية تُركز على الأنشطة التفاعلية مثل اللعب الجماعي أو الفنون.
كما يساعد التدريب العملي اليومي مثل التسوق أو إعداد الطعام في تحسين قدرته على التواصل في المواقف الحياتية المختلفة.
استخدام التكنولوجيا المساعدة
ونوه درويش إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت من الأدوات الهامة لتنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد. كما يمكن إستخدام تطبيقات تعليمية مصممة خصيصًا لتحسين النطق وفهم اللغة، وهذه الأدوات تُقدم تجربة ممتعة وتفاعلية تُحفز الطفل على التعلّم والمشاركة.
التعاون مع الأسرة والمدرسة
ويتابع أستاذ علم النفس: يتأتي تحسين مهارات التواصل لدي اطفال التوحد من حدوث تعاونًا مستمرًا بين الأسرة، المدرسة، والمعالجين.
ويمكن للآباء حضور جلسات تدريبية لتعلم طرق تعزيز مهارات الطفل في المنزل، بينما تساهم المدرسة في تقديم بيئة تعليمية متخصصة تدعم هذه الجهود.
نصائح وتوجيهات
ووجه أستاذ علم النفس عدة نصائح، قائلًا:” بأن نجاح تنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد يعتمد على تطبيق استراتيجيات متعددة تُلائم احتياجات كل طفل بشكل فردي. والعمل المتكامل بين الأسرة والمختصين يُسهم في تعزيز قدرة الطفل على التعبير عن نفسه وبناء علاقات اجتماعية إيجابية، مما يُساعده على العيش باستقلالية وثقة”.
اقرأ ايضا:
“البساط الأبيض”.. ورش فنية لذوي الهمم بمتحف محمود مختار