ليلى حمادة: فرصة العمل مع فاتن حمامة لن تتكرر و السينما مثل البورصة (حوار)
نشرت مجلة الموعد حوارًا نادرًا للفنانة ليلى حمادة، فتحت فيه خزائن أسرارها، وجاءت مقدمة الحوار كالتالي:
والدور الذى أغرق الصبية الحلوة فى هالات من ضوء الشهر تكبدت بسببه الكثير، فقد اضطرت إلى الغياب عن صفوف معهدها أيامًا طويلة، حتى كادت الإدارة تهددها بالإيقاف.
وكانت ليلى نقول لأسرتها: فى وسعى أن أعوض الدورس الضالعة: ثم تضيف: أما فرصة العمل مع فاتن حمامة فلا يمكن أن تتكرر: والغريب أن ليلى نجحت فى الامتحانات.
الامتحان الفنى أمام سيدة الشاشة العربية، والامتحان الدراسى أمام لجنة أعضاؤها متشددون: وتلفون من عباس حلمى.
ليلى عاوزك تفوتى على: ورد من العصفور الذهبى الصغير: حاضر: ويعرض عليها المنتج المهندس أن تقوم بدور ابنة دلوعة الشاشة شادية، فى فيلم “ذات الوجهين” الذى يخرجه حسام الدين مصطفى.
وبطلة الفيلم إنسانه مريضة نفسيًا، مصابة بحالة من حالات الانفصام، نجعلها مع هلال 30 كل شهر تغيب عن بيت الزواج، لتوجه إلى خيام للفجر فترتمى بين دراعى عشيق، شادية كانت موزعة القلب والجسد بين الزوج حماد حمدى والعشيق عزت العلالى.
وكان على ليلى وحدها أن تشبلها من عتدتها، وأن تخلصها من حالة الانفصام: ومثلت الدور بإتقان، ونجحت ليلى، وأن كان الفيلم نفسه لم ينجح جماهيريا، وكما تخصص فريد شوقى فى أدوار الشر، وتحية كاريوكا فى أدوار المعلمة، ونجلاء فتحى فى أدوار السندريلا، أرأدورا للعصفور الصغير أن يظل دأخل قفص التلميذة.
وبدأت تتمرد واتصل بها منتج فى الأسابيع الماضية، يعرض عليها دورًا جديدًا، وقبل أن يفاتحها فى التفاصيل سألته: دور تلميذة؟ ورد الرجل باقناع: طبعا.
وقالت ليلى بأصرار: أسفة: ودهش المنتج، ولكن العصفور الصغير قال بصراحة أنه لن يقضى عمره فى أداء دور الطالبات، وانسه بكتبه أن يؤدبه فى المعهد: ليلى لا تريد أن تكون تلميذة على الشاشة.
ما الدور الذى تحلمين به أذن؟
وتفكر لحظات ثم تقول: فى مخبلتى فيلم عرضه التلفزيون، وقامت ببطولته نجمتى المفضلة جين سيمونز، الفيلم بطلته إنسانة ذات وجه ملائكى، ومن هنا كان عنوانه “وجه ملاك” ولكنها فى الواقع إنسانة ذات نوازع شريرة، تدفعها لإرتكاب جريمة قتل يروح ضحيتها إنسان أحبته بكل قلبها وتخلى عنها بندالة.
وتضيف التلميذة التى ملت أدوار التلمذة: هذا هو اللون الذى أحبه، اللون الذى يرتكز إلى خلق لشخصية غير عادية، لا إلى تكرار دور سبق تأديته بصور مختلفة، ويسألونها:
وهل تقتلين مثل جين لو أن حبيبك خانك؟
ويصطبغ وجهها بوعج خلاب، وتقول: أولًا: قلبى لم يعرف الحب بعد: وتضيف: وثانيًا أنا غير قادرة على إيذاء نملة فكيف أؤذى إنسانًا، أنها سينما أى خيال، لا أكثر ولا أقل.
والعصفور الصغير انتهى من امتحاناته الجامعية، وبدأ بتفرغ للفن مؤقتًا، وحتى استئناف العام الدراسى الجديد، والعطلة مقسمة بين العائلة فى مصيفها السكندرى، وبين الاستديوهات.
وعائلة ليلى ميسورة الحال، لذا من رأى والدها أن تؤجل التمثيل حتى تتخرج، ولكن ليلى تعارض الرأى بمنطق عاقل، وتقول أن السينما مثل البورصة، أسهمك قد ترتفع فيها فجاة اليوم، ثم تعود إلى الهبوط بعدها.
ولهذا السبب هى تريد أن تستغل فرصة ارتفاع اسهمها لتدعم مركزها، وهو أمر يبدو سهلا، فالحظ البيتى لنجاح العصفور الجامعى فى ارتفاع مستمر، وتضحك ليلى وتقول: ولو السينما مثل الرجل ليس لها أمان: ومطلوب من أبنة فاتن حمامة العزيزة تسير للمثل الذى يبدو انه وليد تجربة سابقة . وليس مجرد كلام منقول عن شفاء الأخرين.