“ضربة شمس”.. قصيدة جديدة للشاعر أسامة مهران
أصدر الكاتب الصحافي الشاعر الكبير الدكتور أسامة مهران، قصيدة جديدة بعنوان” ضربة شمس” فهو الذي يستطيع أن يمس أوتار الروح بكلماته، وأن يرسم لوحات بديعة من الكلمات، وأن يعبر عن أعمق المشاعر والأحاسيس، من خلال قصائده هو الذي يستطيع أن يخلق عالمًا خاصًا به من خلال شعره، وأن يترك بصمة لا تمحى في نفوس القراء، وجاء نص القصيدة كالتالي:
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
انكمش الطول
وتمدد عرضْ
صرخ الأولادْ
انتشر الأوغادْ
وتفكك بعضٌ من بعضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
سحبت في قبضتها كل شعاعٍ
للشمسْ
كل الأنفسِ أمارة بالسوء
إلا شقاءُ النفسْ
فأباحت سننًا
وأزاحت فرضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
ما هذي النار الطوافة يا أبتاه
أين دفنت شقيقي
ولماذا تبكي أماهْ
يهمس طفلٌ
يتفرق حفلٌ
يا وِلْداهْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
لم تكن المحنة نصرًا في القاموسْ
عند الغافي الأعلى
أو عند القدوسْ
تستسلم أم بنين الأمة
تتبرع بدماءٍ ليست دمها
بكلامٍ من فميَ
أو من فَمِها
وتبادر بدعاءٍ يتقن وجهتهُ
ووعاءٍ يجهل صبتهُ
وحراءٍ من بعد الركضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
هل كان مُقوقس ضيعتنا يتمشى
تحت البارودْ
أم شُبِّه للأشياءِ القصوى
بأن النصر حليفٌ أزلي
لمن جاء بتلمودْ
يسأل أصحاب العزة والملكوتْ
ليحيلوا الكونَ رمادًا
والأهوال عمادًا
والأنفال رقادًا
وقبولاً بالرفضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
فُتِحت نيران جهنم والخزرج ينتشرونْ
بقوةِ فتحٍ فوق رؤوسِ الأشهادْ
أسباطٌ ذات عمادْ
وأصابع فوق زنادْ
تنقضُّ وتنقضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ
انفرط العقد الخامس بعد الألف
بعد الحين المتبقي من دهرٍ
من حينْ
طور فوق الجبلِ
أم طور سِينِينْ
لم أتعلم أن أبدأ بالحبِ
لمن قالت في المهدِ
أُحِبكْ
لم أتلق دروسًا في محو الأميةِ
أو دورات في التخمينْ
كنتِ لي أصلاً وفروعًا
ودموعًا من طينْ
كانت موقعة من نكراء
من كربٍ وبلاءْ
من داحس
أو غبراءْ
إلى حطينْ
أو جينِينْ
فأذابت من كان يخبئ
سلطانًا تحت الأرض
لأبدأ ملحمتي معهم
وأحدد أيام العرضْ
فتحَ السيدُ نيرانَ هواه
بقايا دُنياه
سجايا سجاياه
وتوقف نبضْ
سقطت قنبلةٌ تحت الأرضْ