كتبت بسنت السيد
حالة من الحزن والاستياء أصابت رواد التواصل الاجتماعي في العالم بعد الإعلان عن أول حالة انتحار لمراهق أمريكى كان ضحية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط والذى يدعى سيول سيتزر ويباغ من العمر أربعة عشر عاما دفع حياته نتيجة لتعرضه اليومى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ودفعه لإطلاق الرصاص على رأسه بسبب ارتباطه العاطفي بشخصية افتراضية على منصة للذكاء الاصطناعي كان يتابعها وهو ما دفع والدة سيول المنتحر من رفع دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة وتطبيق جوجل موجهة اصابع الاتهام لهما في وفاة نجلها بحيث أصبح مدمنا على خدماتها بشكل يومى وانتهى نهاية مؤلمة.
و حذر محمد اليمانى مؤسس قاوم وهى مؤسسة ضد الانتحار من خطورة الذكاء الاصطناعي على المراهقين والشباب في بث مباشر على صفحته الشخصية تحدث اليمانى عن مدى تأثير التقنيات الحديثة التي يتابعها المراهقين محذرا أولياء الأمور من إهمال ومتابعة أبناءهم بعدما حدثت بالفعل واقعة انتحار راح ضحيتها سيول سيتزر بولاية فلوريدا الأمريكية لتفتح بابا التساؤلات حول مساؤى الذكاء الاصطناعي على المراهقين والشباب ورأى خبراء الصحة النفسية في هذا الشأن.
أول حادثة انتحار
علق الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ ورئيس قسم علم النفس ووكيل كلية الآداب بجامعة المنوفية فى حديثه لموقع مباشر24، يقول طالعتنا الصحافة الأمريكية بحادثة الأغرب من نوعها في ظل التحول الرقمي الذي تشهده البشرية في ظل ما يسمي بالعولمة أو العالم الصغير وذلك خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أعلنت وسائل الإعلام عن “أول حالة انتحار لمراهق أمريكي كان يتحدث مع شخصية بالذكاء الاصطناعي” لتثير العديد من التساؤلات حول تأثير التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية، خصوصاً بين الفئات العمرية الصغيرة. وكما يشير التقرير إلى أن المراهق كان يعاني من بعض الاضطرابات النفسية أو الضغوط الاجتماعية، ولجأ إلى تطبيق للذكاء الاصطناعي أو منصة تواصل مدعومة بتقنيات الذكاء، بهدف التفاعل والدعم.
كفاءة الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم النفسي
ويتابع درويش: هذا الإعلان نقطة تحول في دراسة تأثير التفاعل للذكاء الاصطناعي على الحالات النفسية الحرجة، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي لا يملك القدرة الكاملة على استيعاب تعقيدات الحالة البشرية والتعامل مع المشاعر بشكل مثالي. كما يُطرح تساؤلا حول مدى كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم العاطفي أو النفسي، وإمكانية تسببها في تعميق المشكلات بدلاً من معالجتها.
وبالتالي تعددت النقاشات حول هذا الإعلان لتعيد التفكير في حدود التكنولوجيا وتأثيرها على الأجيال الصغيرة، وتجدد المطالب بتشديد الرقابة على التفاعل بين المراهقين وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويرى الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية أن هذا النوع من التفاعلات الافتراضية يجب أن يخضع لقوانين وضوابط، لحماية المستخدمين من الأذى النفسي الذي قد ينتج عن التعلق المفرط بالشخصيات الافتراضية، خاصةً بين فئة الشباب والمراهقين.
حيث يؤكد ما ترويه والدة الطفل الأمريكى المنتحر الذي حدث له نوع من التوحد معها مما غرس لديه مايعرف بوثنيةالجنس وممارسة الجنس مع دمية.
ويوضح هندى في حديثه لموقع مباشر أربعة وعشرين أن دراسة أجريت على أحد عشرة طفلا اثبتت أن الأطفال يعطون ثقتهم واسرارهم للربوت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ،مما يخلق إنسانا اعتماديا اتكاليا منعزلا لاغيا عقله وتفكيره ويتحول لإنسان عديم المشاعر والمسؤولية ،مريض نفسيا مدمر لنفسه وللاخرين ويتحول لشخصية ألية تأخذ ولا تعطى تفتقر لمعانى الإنسانية والمشاعر وبالتالى قد يقدم على الانتحار أيضا بأوامر من الربوت الذى اسلمه عقله وأصبح مسلوب الإرادة وهو ماحدث مع حالة سيول بدأ باستخدام تطبيق الدردشة الروبوتية بشكل يومي وتدريجي.
وتابع: مما أدى إلى تزايد تعلقه بالروبوت، الذي أصبح بالنسبة له شخصية حقيقية تُظهر اهتمامًا عاطفيًا وعلاقة جنسية، ليشعر وكأنه في علاقة حب واقعية، وليس مجرد تفاعل مع برنامج ذكاء اصطناعي.
نصائح الخبراء والإجراءات للتقليل من مخاطر التفاعل غير الصحي بين الذكاء الاصطناعي والفئات العمرية الصغيرة، ومنها
1. التشريعات والتنظيم: يجب وضع تشريعات وقوانين واضحة لتنظيم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحيث تتضمن حماية خصوصية وسلامة المستخدمين، وخصوصاً المراهقين.
2. التقييم النفسي للتفاعل: توجيه منصات الذكاء الاصطناعي نحو استخدام خوارزميات تكتشف علامات الضيق أو السلوك الانتحاري لدى المستخدمين، وتوجيههم نحو الدعم الإنساني المؤهل.
3. التوعية للأسر: يجب على الأسر زيادة الوعي بمخاطر التفاعل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وإرشاد أبنائهم بشأن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات.
4. تعزيز الرقابة الأبوية: يمكن توفير أدوات وإعدادات تتيح للأهل التحكم ومراقبة تفاعل أبنائهم مع التطبيقات والذكاء الاصطناعي، للتأكد من أنهم يتعاملون بأمان معها.
5. الاستثمار في الدعم البشري: التركيز على الدعم النفسي والاجتماعي من خلال توفير برامج إرشادية وتعليمية تشجع الشباب على التواصل المباشر مع مختصين وليس فقط الاعتماد على التطبيقات الذكية.
6 التعليم والتوعية في المدارس: إدراج موضوعات عن الصحة النفسية وأثر التكنولوجيا ضمن المناهج الدراسية، لتعزيز فهم المراهقين لكيفية تأثير هذه التقنيات على مشاعرهم وأفكارهم.
وبالتالي عند اتباع هذه التوصيات قد يساعد في حماية الفئات العمرية الأكثر حساسية من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتفاعل غير المناسب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.