ملفات ساخنة وقضايا شائكة.. أسرار أقوى مناظرة بين ترامب وهاريس
المنامة – أسامة مهران
لم تكن مجرد ساعتين تابعها مئات الملايين، ولم تكن المواجهة حامية الوطيس حماسياً، ولا منقطعة النظير نظرياً، لكنها مناظرة لم يسبق لها مثيل بين فارسين رفضا التنازل عن عرش البيت الأبيض بأي ثمن.
كامالا هاريس مترشحة “الديمقراطيين” ودونالد ترامب “مترشح الجمهوريين” هو رئيس سابق، وهي نائبة رئيس حالية، هو يناصر القوة الأمريكية بتقاليدها، وهي تناصر الفقراء، الشعب الأمريكي بل وأمة الدنيا تابعوا الحرب على الهواء مباشرة، مستقبل العالم يا ترى كيف يراه قادة أكبر وأقوى وأغنى دولة في العالم؟
كيف أدار مسئولو المناظرة الحوار ؟ وكيف تم ضبط بوصلة المتصارعين على توقيت ضبط النفس؟
من حيث الشكل استمرت المناظرة الفجرية لمدة ساعتين ، وربع ساعة استراحة بين الساعين، ربما لالتقاط الأنفاس، وربما لإعادة ترتيب الأوراق، وربما لانتظار التعليمات من المناصرين، وقياس ردود الأفعال من العالم أجمع.
الأكيد أنه من حيث الشكل أيضاً لم يوجه ترمب طوال ساعتي المناظرة الكلام لـ “كمالا” ، في حين أنها كانت توجه كل كلامها له، من حيث المضمون كانت المناظرة قاب قوسين أو أدني من القضايا الأمريكية ونظيرتها العالمية.
لنبدأ بكامالا وموقفها من الإجهاض، الذي يعزز في نظرها حرية المرأة ، ويدعم رعايتها الصحية، ويساعدها على استكمال مسيرتها الحياتية نظراً لأن الكثيرات يحتجن للإجهاض انقاذا لحياة الأم والجنين معاً.
ترمب يختلف جذريا ويمتعض ولا يعلق.
كاملا هاريس تشير من بعيد إلى اشاراته حول لونها وأصلها وفصلها وعرقها وإذا ما كانت هندية أم سوداء؟
وهو ينفي محتجاً: أنت التي تتحدثين عن العرق واللون والأصل ولست أنا، أنا فقط سمعتكم وأنتم تتحدثون عن هذا الأمر مراراً وتكراراً .
من حيث الشكل إذا جاز لنا أن نعود إلى المربع الأول كان واضحاً أن هاريس تريد إظهار تواضعها الجم وهو ما يمكن أن يكسب أصوات البسطاء والمحتاجين والمهاجرين والملونين ، والمظلومين، ولكن ترمب لم يوجه كلامه لها أبداً، هاريس اتهمت ترمب بالضلوع في أحداث “الكابيتول” أي الهجوم على مجلس النواب في آخر فترات ولايته، واتهمته بإتهام القضاء وأنه منحاز إلى بايدن في انتخابات 2020م.
تبادل إتهامات
ترامب يرد بقوة قائلاً : لقد دعوت الشعب الأمريكي للتظاهر السلمي أمام الكونجرس الأمريكي ولكن انحرف بعض المندسين منكم عن المسار، وساد العنف الرهيب المشهد المزري الذي وقفتم ورائه بكل اخلاص ، أما حالة القضاء الأمريكي واذا ما كان قد ساهم في تزوير الانتخابات الأخيرة فكان ترمب صارما جاداً في رده: نعم، لقد تم تزوير الانتخابات وللأسف الشديد خلال ولايتكم موجهاً الكلام لـ “هاريس” استخدمتم القضاء لتحقيق مكاسب سياسية باسم الديمقراطية.
وباسم الديمقراطية تم إطلاق النار على رأسي لتصفيتي جسدياً من المشهد الائتخابي كله.
ترامب يتهم كامالا بمحاولة تدمير أمريكا ، واعادتها إلى الخراب القديم ، لتصبح دولة صغيرة مثل فنزولا، مشيراً إلى ضرورة ايقاظ بايدن من سباته العميق قائلاً بالحرف الواحد: اذهبي إلى سريره وأيقظيه حتى لا تنشب حرب عالمية ثالثة مع روسيا قبل فوات الآوان.
وقال مخاطباً الشعب: اذا فازت هاريس فإنها سوف تتسبب في قيام حرب عالمية ثالثة.
ردت هي فقالت: إن ترمب سوف يلغي الدستور ويحكم كديكتاتور وسوف تنتهي الديمقراطية الأمريكية إلى الأبد.
حرب أوكرانيا
ترامب يفتح النار على هاريس في النصف الثاني من المناظرة متخليا عن تحفظه طوال الساعة الأولى قائلا: هل يمكن وأنت شريكة في الحكم مع بايدن أن تقولي لنا ماذا فعلت لايقاف الحرب الروسية الأوكرانية ؟ ردت قائلة: نعم ذهبت قبل الحرب بثلاثة أيام إلى أوكرانيا وحاولت حقن الدماء بقدر الأمكان؟
رد ترامب مستعرضاً عضلاته التهكمية: وما الذي حدث! قامت الحرب ومات 300 ألفاً وسألها : هل تعرفين لماذا؟
وأجاب: لأنك ضعيفة.
واستطرد : أنا استطيع وقف الحرب حتى قبل الانتخابات وبمكالمة واحدة مع صديقي بوتين … نعم نحن أصدقاء.
وواصل اتهاماته لهاريس وبايدن قائلاً: من الذي ارسل الجنود إلى أفغانستان لكي يموتون ، والأموال لأوكرانيا لأشعال فتيل الحرب وتكبدنا خسائر لا تقل عن 150 مليار دولار، وقال: عندما كنت رئيساً قلت للناتو إذا وفقتم سندافع عنكم، واذا لم تدفعوا فسنترك كل دولة تدافع عن نفسها.
حرب غزة
وعن سؤال لحرب عزة وكيف يمكن ايقافها؟
قال ترامب لو كنت رئيساً ما كانت الحرب ستنشب من الأساس، ما كانت حماس ستجرؤ على قتل 120 مدنياً يوم السابع من أكتوبر.
وما كان للأطفال والنساء أن يموتوا في القطاع.
كامالا هاريس : ردت باستفاضة نحن أيدنا فكرة أن تكون حماس منظمة ارهابية وتعهدنا بالدفاع عن اسرائيل لآخر المدى وتقديم الدعم المناسب لها، ونحاول بذل قصارى جهودنا لانجاز ما يسمى بحل الدولتين .
المناظرة والاقتصاد الأمريكي
وفي الاقتصاد أكدت هاريس أنها ستخفض الضرائب على الفقراء، وأنها سوف تدفع بإتجاه اعادة الحياة لمشروع أوباما للضمان الصحي.
ترمب يرد بقوة: أنتم رفعتم أسعار الطاقة، ورفعتم التضخم وأنفقتم المليارات على حروب زائفة، ولم تستطيعوا مواجهة كوريا الشمالية.
أما أنا فسوف أمد غطاء التأمين الصحي بصورة غير مكلفة لميزانية الدولة وبشكل مختلف عن مشروع الرئيس الأسبق أوباما، وستعود أمريكا قوية مثلما كانت، وستعود لها هيبتها التي فقدتها في نومة بايدن الأزلية.