أحمد فكري: نحن جيل مظلوم.. وكلنا مدينين للأستاذ حمدي مصطفى
تخرج الكاتب أحمد فكري في كلية الحقوق، عمل كمحامي حر بالاستئناف العالي ومجلس الدولة كما يعمل كرئيس قسم الموارد البشرية بواحدة من أكبر الشركات الغذائية في مصر، لكنه اتجه للكتابة قديما واصدر عددا من الاعمال الأدبية ضمن سلسلة ميتافيزيقا التي تصدرها روايات مصرية للجيب عنا لمؤسسة العربية الحديثة، ومن حظ أحمد فكري أن الذي قرا سلسلته وأجازها للنشر كان الدكتور أحمد خالد توفيق، وتواصل معها بعدها الدكتور نبيل فاروق وطلب منه قصة ليضمنها للكتاب القصصي الذي أشرف عليه وصدر تحت عنوان “سوبر ميجا”، وحول الادب وبداياته التقينا أحمد فكري وكان هذا الحوار…
تخرجت في كلية الحقوق وبالتالي فإن الأدب البوليسي هو الأقرب إليك فلماذا كان أدب الرعب؟
هذا صحيح والحقيقة ان الكثيرين يسألونني نفس السؤال على اعتبار ان المحاماة تقوم على التحقيق أيضًا، ولكن في الادب ليس ضروريا ان ارتبط بالدراسة فالدكتور نبيل فاروق تخرج في كلية الطب وكتب في الادب البوليسي، والدكتور أحمد خالد توفيق تخرج في كلية الطب وكتب أدب الرعب، حقيقي أنه كتب سلسلة سفاري التي استفاد فيها من دراسته ولكن الدراسة تساهم بشكل أو بآخر في الاعمال الأدبية ولكن لا يشترط أدب معين تفرضه الدراسة.
الجميل في الادب أنه ينحو للخيال وكل منا يملك خياله الخاص، وبالطبع التجارب المعيشية تساهم في هذا بشكل أو بآخر كما تساهم الدراسة بالطبع، لكني ومثل كل الكتاب نهرب من واقعنا للأدب، نهرب من الضغوط والدراسة وغيرها بالكتابة.
كان أحمد خالد توفيق هو من وافق على نشر سلسلة ميتافيزيقا.. كيف بدأ الأمر بالنسبة اليك وهل توقعت موافقة أحمد خالد توفيق؟
لهذا الامر قصة كبيرة فعلا، والذي حدث أن معرفتي بالدكتور أحمد خالد توفيق منذ العدد الأول في سلسلة ما وراء الطبيعة، قرات الرجل الذئب ومصاص الدماء ومن هنا وبعد العديد من القراءات تولد لدي مخزون فكتبت رواية بعنوان بائع الروبابيكيا”، ووضعت لها عنوان جانبي هو عنوان السلسلة “ميتافيزيقا” وذهبت للمؤسسة العربية الحديثة.
ثم قابلت سكرتير المؤسسة في ذلك الوقت الأستاذ خالد دسوقي، كنت قد طبعت الرواية على ورق هارد كوبي، المهم أنني منتحه القصة وانتظرت الرد، ورحنا نتواصل هاتفيا عن طريف التليفون الأرضي، وقابلت ا خالد الدسوقي مرة أخرى لكنه طلب مني الصبر شهر في أسبوع، ووجدته يتواصل معي ويبلغني أنه يحتاج للعدد الثاني من السلسلة، ولم أكن كتبته بعد، فعكفت على كتابة العدد الثاني، وبعدها تواصل معي وطلب العدد الثالث، فعكفت على كتابته أيضًا.
وبعد ان انتهيت تواصل معي وابلغني أن الدكتور أحمد خالد توفيق هو من قرأ السلسلة وأوصى بنشرها وسوف تنشر في معرض الكتاب المقبل، وطرحت المؤسسة اول عدد من السلسلة وهو بائع روبابيكيا، وبعدها فوجئت باتصال من هاتف غير مسجل لدي وكان الدكتور أحمد خالد توفيق والذي هنأني بالسلسلة، كان رجلا في قمة الذوق، ومن هنا بدات معرفتي الحقيقية بالعراب، لم أكن أتوقع ان يكون الدكتور أحمد خالد توفيق هو لجنة القراءة.
نشر لك قصة في كتاب مجمع أشرف عليه نبيل فاروق.. وأنت من القلائل الذين حازوا ثقة توفيق وفاروق؟
قصة الدكتور نبيل فاروق مختلفة قليلا، كان يبحث عن جيل يسلمه الراية من بعده، ووجدته يتواصل معي هاتفيا ويبلغني أنه يقوم بتجميع عدد خاص من القصص القصيرة سوف يطلق عليه اسم سوبر ميجا، كانت صدمة ان اجده يكلمني بنفسه، وعرفت ان هناك كتاب آخرين للمؤسسة معنا ومنهن سيد زهران وسالي عادل، وبالفعل قدمت قصة بعنوان “ماريا”، وطرحت في العدد.
أصدرت عددا من الاعمال ضمن سلسلة ميتافيزيقا.. هل هناك أفكار أخرى لسلاسل أو أعمال منفردة تدور في ذهنك؟
المؤسسة العربية الحديثة لها قواعدها وبالطبع لا بد من الالتزام الكامل ولا بد من مراعاة سياسة المؤسسة نفسها أيضًا من حيث التزامها وتوجهها وغيرها، وبالطبع كانت هناك أفكار لسلاسل جديدة ولكن احداهن اقتنص الدكتور سيد زهران السبق فيها، والدكتور سيد زهران موهوب ويكتبها بحرفية، وفي الأخير كل أبناء المؤسسة واحد، والاهم أن كل منهم له صوته الخاص، وكل هذه الأصوات تكمل بعضها.
كيف ترى دور المؤسسة العربية الحديثة في إخراج عدد من الأجيال الأدبية ودور حمدي مصطفى في نشأة المؤسسة وتفكيره في تصويب نظرة الجيل عبر الكتابة؟
أنا كاتب في المؤسسة العربية الحديثة وان من بين الكتاب القدامى فيهم، وعاصرت جيل الرواد نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق وشريف شوقي وخالد الصفتي وغيرهم، وكنت أتمنى ان اعاصر وقت المؤسس والأب حمدي مصطفى لانني كنت أجلس مع الدكتور نبيل فاروق والدكتور احمد خالد توفيق وأرى كل الحب في كلامهم عن الأستاذ، أذكر أنني في مرة ذهبت للدكتور نبيل فاروق في فيلته في الرحاب.
وكان كل كلام نبيل فاروق عن حمدي مصطفى، وكان يرى انه نقل الادب نقلة عالمية بمشروعه الكبير بالمؤسسة العربية الحديثة، لم يكن هناك سوشيال ميديا ولا أي وسائط أخرى بخلاف الكتاب، ولكنه نجح في أن يصل بالكتاب لكل مكان في العالم العربي، كانت قمة النجاح في أن يجعل القراء ينتظرون إصدارات المؤسسة في كل شهر، ويتلهفون عليها ويطلبون منها طبعات أخرى، حقيقي ما فعله ا حمدي مصطفى كان بجهد كبير وعظيم وكلل بالنجاح الكبير جدا.
في النهاية كيف ترى واقع الجيل الثاني من أجيال المؤسسة العربية الحديثة؟
جيلنا مظلوم في الحقيقة، لأن هناك العديد من الوسائط الأخرى مثل البي دي اف وهناك هواتف نقالة تعمل بالاندرويد ويمكن ان تقرا في كل مكان، فعملية الشراء أصبحت خفيفة جدا ويعاني منها كل الكتاب، كانت القراءة قديما فريضة وهناك أناس ينتظرون الكتب بشغف، الان أصبحت لتزجية الوت فقط، بالطبع تعدد السبل الترفيهية أخذ الكثير من القراءة ومن الكتب لأننا قديما لم تكن لنا وسيلة للمتعة إلا الكتاب والقراءة.
الآن أصبحت القراءة هامشية وليست أساس ومتن، وهناك معلومات تيك اواي، وكل قارئ لديه موبايل به الكثير من الكتب صوتية وبي دي اف وغيرها، لا نستطيع الحكم على هذا الجيل ولا نقارنه بغيره لكل هذه الأسباب ولكننا نحاول ان نعوض بالدعاية الجيدة.
ورغما عنك تبحث عن أفكار تليق في ظل زحام من الأفكار الجديدة وهو ما يجعل الموضوع أصعب بالطبع.