عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات برئاسة الحبيب على الجفري منتدى طابة للشباب رقم ٢٢ الذي ناقش قضية “رؤي الشباب للقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع”، بإدارة د. يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق، وحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعدد من الشباب المهتمين بتلك القضية.
فاستعرض المنتدي أهم التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي جرت في مصر خلال السنوات الأخيرة، ونوعية القيم والأخلاقيات السائدة بين النشء والشباب، وابرز الظواهر والسلوكيات الايجابية والسلبية الناشئة في المجتمع، ومدى انخراط الشباب فيها، وما إذا كان هناك تفسيرات عامة أو ان لكل واحدة تفسيرها الخاص.
أوضح الحضور التغييرات التي طرأت على هوية الشباب المصري، من خلال استعراض التغيرات على مستوى خطاب الشاب المصري والألفاظ التي يستخدمها للتعبير عن نفسه، وتغييرات الزي وتطورها إلى مراحل تبتعد عن الهوية المصرية الأصيلة. ومن حيث مدى الاتساع، أكد الحضور بأن هذه التغييرات تؤثر على نطاق واسع على المجتمع المصري. ومن جانب قيمي، وضح الحضور، بأن القيم الأصيلة للمجتمع المصري تشهد تراجعًا واسعًا، بين الشباب في مختلف المحافظات، فلم تعد التغييرات تقتصر على القاهرة وإنما اتسعت لتشمل حتى أكثر المحافظات التي عرفت بالمحافظة.
بينما رأى بعض الحضور، بأن تلك التغييرات في المدن التي عرفت بالمحافظة يقتصر على كبرى المدن في تلك المحافظات، بينما لا يزال الكثير من القرى والنجوع في صعيد مصر محافظة على القيم الأصلية للهوية المصرية.
كما استعرض المنتدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على القيم الاجتماعية للشباب سلبًا وإيجابًا. فمن الناحية السلبية وضح أحد الشباب دور وسائل الاتصال الحديثة في خلق قيم جمالية مزيفة، وخلق صور مشوهة للواقع الاجتماعي، بما ترسخ من شعور الإنسان بالتقليل من ذاته، وتعزيز شعور الإحساس بالدونية في حلقة مفرغة. كما أنها لا تكتفي بالكشف عن المشاكل الاجتماعية وإنما هي تؤدي إلى تصديرها كذلك، حينما تصور الإشكالية الاجتماعية في صورة سوية.
ومن الناحية الإيجابية، وضح الشباب، أن وسائل الاتصال الحديثة بما تملكه من وسائل شبكية تلعب دور إيجابي إذا حسن استخدامها، في نشر القيم والمعايير الاجتماعية الكريمة والمتوافقة مع أصول الهوية المصرية. وقد كان لوسائل الاتصال الاجتماعي، تأثير على بعد آخر وهو تأثير الوضع الاجتماعي على القيم المجتمعية، فتناول الحضور دور الأزمة الاقتصادية في تردي القيم المجتمعية، بما لها من دور في تعزيز الجريمة والتحايل الوضع، باللجوء للوسائل الغير شرعية للكسب. وهو ما عززه وسائل التواصل الاجتماعي، وتدفع إليه بنشر صور غير مطابقة للواقع، وتوفر فرص للترقي الاجتماعي، تكون على حساب القيم المجتمعية. فمن خلال إعلاء قيمة الكسب بأي طريقة سهلة وسريعة، توفر وسائل الاتصال الحديثة، آليات توفر عائد مالي بناء على الانتشار الواسع، والانتشار الواسع إنما يتحقق عادة من خلال الشاذ المختلف مع القيم الاجتماعية وما يتصادم معها.
ورصد الحضور عدد من الظواهر الاجتماعية التي تتعلق بالتغييرات على القيم المجتمعية، فكان منها انتشار السلبية في الأوساط الشبابية، وهو ما يتجلى في عدم احترام الآراء وعدم تقبل سماعها. وهو ما يؤدي إلى ظاهرة أخرى وهي ارتفاع نسب الطلاق بين الشباب، أو أن تتنقل تلك الظاهرة التي نتجت عن تغير الثقافة إلى الأجيال الناشئة عنهم، فتتغير مناهج التربية وعليها يتغير المجتمع ككل. كما رصد الشباب بأن ظاهرة الاستهلاكية التي لا تزال مستشريه في المجتمع المصري، تشعبت فأدت إلى ازدياد العنف المجتمعي، خاصة بين شرائح الشباب نظرًا لكونهم الفئات الأكثر تأثرا، والأسرع انفعالاً.
واختتم الصالون بأطروحات الشباب حول ما يرونه حلاً لتلك الإشكالية، وطرح المبادرات الشبابية التي تؤدي إلى حل الإشكالية وتفعيل دور الشباب.