نشرت مجلة الكواكب مجموعة من قصص الحوادث والمغامرات في حياة الفنانين تحت عنوان “قصص كتبها القدر”، وجاءت كالتالي:
حياتنا الرئيسية الهادئة، قد تعكر صفوها أحداث لم تكن نتوقعها ، وفى هذه الاحداث مايبكي وفيها ما يضحك، وقد يقوم المرء منا بمغامرات تتعرض فيها حياته للموت ولكنه لا يبالي كأنه مقود خفيفة إلى النهاية المحتومة ..
و نروي هنا طائفة من الحوادث والمغامرات فى حياة الفنانات والفنانيين
نعيمة عاكف: أرادت أن تقفز من الدور الأول لبرج ايفل لتلحق بزوجها ..
عندما تزوجت فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار كانت تقيم فى شارع الانتكخانة .. وفى هذا المنزل كانت تقيم تتألف من زوجين وولدين عمر أكبرهم لا يزيد على سبع سنوات.
وفجأة أصيب الزوج المسكين بانهيار عصبى، فاستحالت حياة هذه الاسرة الهانئة إلى جحيم لايطاق.
كان الرجل يعتدى على زوجته وعلى أولاده بسبب وبغير سبب، ولم يكن أحد من القاطنين فى العمارة يجترئ على أن يتدخل ليمنع اعتداء الرجل على أفراد أسرته خشية أن يصاب منه بأذى.
وذات يوم اشتد هياج الرجل وحاول أن يقذف بنفسه من الدور السابع، فجاهدت زوجته فى سبيل أن تمنعه من اقتراف هذه الجناية المرعبة.
وكان جزاوها على جهادها أن شهر عليها مسدسا محاولا قتلها هى و ولديها فأسرعت الزوجة مع ولديها يحتمون بإحدى الغرف وراح الرجل فى ثورة جنونه يهدد باحراق المنزل كله أن لم تخرج الزوجة و ولداها ليقتلهم جميعا و أصرع الساكنون باستدعاء رجال البوليس، ووقف الرجل يتسلى حينذاك باطلاق الرصاص على أثاث المنزل وفى هذه اللحظة دخلت عليه فاتن حمامة فحيته بابتسامة.
والرجل ممسك بمسدسه، وراحت تتحدث اليه وهو يصوب مسدسه نحوها، حتى شغل عنها بحركة مفاجئة، فانتهزتها فرصة و قذفت يده بقطعة من الأثاث، وعندئذ سقط المسدس من يده و التقطته و صوبته مهددة اياه بإطلاق الرصاص عليه.
وتبدلت حال الرجل الثائر المجنون الى توسل واستعطاف وبكاء، وراح يطلب النجدة، وبادر السكان فأنقذوا الزوجة و الولدين من الغرفة، ووصل رجال البوليس فاقتادوا الرجل إلى مستشفى الأمراض العقلية.
أزمة فى باريس
وحدث عندما سافرت سامية جمال إلى باريس لتقوم بدورها فى فيلم (على بابا والأربعين حرامي) أن كان مالديها من النقود لا يكفيها، وكانت تعتمد على ما عسى أن تدفعه لها الشركة من أقساط والأمر ما تأخرت الشركة فى دفع القسط.
فأحست سامية بالضيق الشديد وخاصة أنها تنزل فى فندق ضخم ، وهى تعرف الاجراءات التى تتبعها الفنادق مع النزلاء الذين يتأخرون فى دفع ما عليهم وعندما كانت تسير فى الطريق لقيتها صديقة قادمة من سويسرا.
فأخبرتها أن السماء هى التى جملتها تراها فى هذه اللحظة، ذلك أن الصديقة قادمة من سويسرا كانت مفلسة وتريد قرضاً من صديقتها سامية.
ودعتها سامية إلى المنزل معها فى الفندق ولم تطلعها على حقيقة الواقع، ومرت أيام لم تجد سامية خلالها بدا من أن تذهب إلى أحدى المصريات المقيمات فى باريس لتقترض منها مبلغا من المال على غير معرفة.
وعندما كانت تجتاز ردهة الفندق الذى تنزل فيه هذه المصرية الموسرة سمعت من يناديها فاذا هو منتج الفيلم الذى تعمل فيه، وبعد أن حياها الرجل أعتذر لها عن تأخير الاقساط المطلوبة وقدم اليها شيكا بالمبلغ وعادت سامية الى الفندق لتجد صديقتها تحزم حقائبها إذا أحست بنفسها خشونة الحياة التى تحياها سامية.
فلما التقتا أخبرتها سامية بالقصة كلها ودعتها للإقامة معها فترة أخرى.
فى برج إيفل
وسافرت نعيمة عاكف مع زوجها المخرج حسين فوزى الى باريس وزارا معا برج إيفل.
وحدث أن افترقنا، ولم يهتد أحدهما إلى الآخر، بسبب الزحام الشديد، وأعتقد حسين فوزى أن زوجته هبطت الى الطابق الارضى، فنزل ليبحث عنها، و لمحته هى وكانت فى الطابق الذى يعلوه.
وأرادت أن تنزل إليه ولكن الزحام كان شديدا ففكرت فى أن تستغل معلوماتها فى القفز، غير أن البوليس المكلف بحراسة البرج أسرع اليها يسألها عن سبب وقوفها بجوار السور، وظل الرجا يكلمها وهى لا تفهم شيئا من حديثه بالفرنسية وفى هذه اللحظة زوجها فما كانت تراه حتى استسلمت للبكاء
سباحة
إن المعروف عن تحية كاريوكا أنها سباحة ماهرة وهى تحب الاصطياف فى السويس، وحدث أن ذهبت الى هناك فى عطلة قصيرة و أرادت أن تسبح.
وما كادت تقفز الى الماء حتى سمعت صوت استغاثة، ولم يكن هناك أحد من عمال الإنقاذ ليرد على هذه الاستغاثة، وعندئذ أسرعت نحو مصدر الصوت فوجدت رجلا يحمل ولديه الصغيرين وهو يحاول أن ينقذهما من الغرق تحية كاريوكا: انقذت رجلا وولديه من الغرق.
وينقذ كذلك نفسه على غير جدوى فبادرت تحية إلى نجدته، و اقتربت من الرجل، غير أنها وجدت قواه قد خارت و أحست أن شبح الموت يقترب من الرجل وولديه، وكان أن حملت الطفلين على ظهرها وراحت تدفع الرجل بيديها، وكادت تصل بهم إلى الشاطئ لولا مرور (لنش) بجواها فتولى عنها مهمة انتشال الرجل وولديه وانتشالها معهم الى الشاطئ
الكوليرا
و مديحة يسرى ما تزال تذكر قصة مغامرتها الكبرى ، أيام انتشار وباء الكوليرا عام 1947 فقد تضمنت تعليمات وزارة الصحة تحذير الناس من مخالطة المرضى بالكوليرا خشية العدوى وكانت مديحة تقيم فى منزل و أصيبت جارة لها بالمرض، فنقلت إلى المستشفى واتخذت الاحتياطات الشديدة لمنع اقتراب أى شخص منها.. على أن هذه المريضة صديقة حميمة لمديحة.
وسمعت مديحة أن المريضة تهف باسمها وتريد أن تراها.. فذهبت الى المستشفى وطلبت زؤيتها ، غير أن الأطباء منعوها من ذلك، فألحت فى هذا الحاحا شديدا، فوافق الأطباء على رغبتها وسمحوا لها بالدخول وبقيت مديحة إلى جوار صديقتها حتى شفيت وعادت إلى المنزل وكانت تقوم مديحة بمهمة تمريضها حتى كتب الله لها الشفاء.
متاحف روما
وكانت زينب صدقي تسافر إلى الخارج كل عام، وفى أحدى سفرتها ذهبت الى روما ، وأحبت أن تزور وحدها أحد المتاحف التاريخية ولكنها بعد أن شاهدته ضلت الطريق الى الفندق الذى تنزل فيه، وخشيت أن تسال أحدا حتى لا تتعرض لأشرار روما المعروف جيدا فى جميع أنحاء العالم .. وعندئذ راحت ترتاد هذا الحى سيرا على قدميها حتى وقفت أمام مركز البوليس فكشفت عن شخصيتها وتولى رجال البوليس أعادتها الى الفندق سالمة.
اقرأ أيضاً..صالح جودت يكتب: أمينة رزق راهبة الفن