كمال النجمي يكتب: موسيقار يقتله اليهود
نشرت مجلة الكواكب مقالاً صحفياً للكاتب كمال النجمي يتحدث فيه عن مقتل الشاعر والموسيقي الشهيد نوح إبراهيم الذي قتله اليهود والإنجليز ومزقوا جسده إربا.
وجاء نص المقال كالتالي:
إن صورة الموسيقار الشهيد تحدق من قدها بين صفحات الكتاب بعينين واسمعتين ذكيتين وكأنها تبحث عن الفنانين العرب وما صنعوه لفلسطين وقضية فلسطين.
إن قضية فلسطين هى قضية الفن العربى الشورى والموسيقى والشعر والنحت والرسم وكل فن آخر يخلقة فنان عربى : مجموعة محزنة رهيبة من الكلمات والصور القديمة تروى فظائع اليهود والبريطانيين فى فلسطين خلال الثورة الوطنية الكبرى التى أشعلها الشعب العربى الفلسطينى سنة 1936 وظلت تشتعل حتى ابتلعتها الحرب العالمية الثانية سنة 1939.
فألقى الثوار السلاح فى انتظار نهاية الحرب: … ما أكثر النساء والاطفال والشيوخ العرب الذين قتلهم اليهود والبريطانيون فى ثورة 1936 وشوهوا وجوههم، وأحرقوا أبدانهم، ومزقوا رءوسهم وبطونهم.
ولم يبق الا ان يأكلون كما تفصل الوحوش فى الغاب: .. وما أكثر البيوت والحدائق والمساجد والكنائس والمدارس والمتاجر التى احرقتها طائراتهم وهدمتها مدافعهم والغامهم.
رجعت أخيرا إلى هذه المجموعة الدامية الموجعة من الصور والوثائق والكلمات التى جمعها بعض الوطنيين العرب فى (كتاب أحمر) بلون الدم العربى الذى سفكه اليهود والبريطانيون فى تلك الثورة الكبيرة الخالدة فى كفاح الامة العربية.
وإلى جانب صورة شيخ فلسطينى برئ قتله البريطانيون وهو فى السبعين من عمره، رايت صورة فنان فلسطينى شاب، وتحت صورته هذا التعليق الدامي المتقضب: (المجاهد الشهيد نوح إبراهيم.. شاعر وموسيقى .. قتله اليهود والانجليز سنة 1939 ومزقوا جسمه أربا): .. وتظل صورة الفنان الشهيد على صورة وحشية فى الصفحة المقابلة تمثل المدفعية البريطانية ترمى بالقنابل أحدى القرى فى شمال فلسطين وتدمرها عن أخرها سنة 1948.
وتحت صورة المدفعية صورة الانقاض التى صنعتها قنابلها: .. أن الفنان الفلسطينى الشهيد نوح إبراهيم ليس الشاعر الوحيد ولا الموسيقي الوحيد ولا الفنان الوحيد الذى راح ضحية الجرائم البريطانية والصهيونية التى مهدت لقيام دولة اسرائيل على أرض فلسطين العربية، قبل إعلان قيامها بسنوات طوال، وخليق بالفنانين العرب فى كل بلد عربى أن يتأملوا ويدرسوا ثورات فلسطين العربية قبل قيام دولة إسرائيل وأن يسلهموا هذه الثورات أعمالا فنية تناسب عظمة الفدائية الثورية الفلسطينية و تشريفها للإنسان العربى والوطن العربى كله.
فكل فلسطين حمل السلاح وقائل البريطانين واليهود على أمتداد الثورات العربية المتوالية فى فلسطين منذ سنة 1930 الى سنة 1948 أن الفلسطنين لم يقاتلوا فى حرب النكبة سنة 1948 وحدها.
لقد قاتلوا قبلها قرابة ثلاثين عاما بذلوا فيها أكبر التضحيات، ففى سنة 1930 ثبت فى مدينة القدس أول ثورة عربية ضد البريطانيين و الصهيونيين.
وفى سنة 1931 شبت فى يافا الثورة الفلسطينية الثانية، وفى سنة 1939 حشد اليهود مظاهرات من المهاجرين تطالب بالاستيلاء على ما يسمونه ( حائط المبكى ) وهو الحائط الغربى لساحة المسجد الأقصى، وغيرت ( الجمعية الصهيونية ) اسمها إلى ( الوكالة اليهودية ) لتصبح وكالة لجميع يهود العالم هدفها انشاء الوطن القومى اليهودى فى فلسطين العربية.
وأعلن الزعيم الصهيونى اللورد ملنشيت أنه قد حان الوقت لاعادة بناء هيكل سليمان فى مكان المسجد الأقصى، وأنه سيكرس مابقى من حياته لتحقيق هذا الغرض: وأعلن بن جوربون أن على اليهود أن يستعيدوا أرض أسرائيل من العراق ومصر وتركيا وغيرها من بلاد الشرق.
ولم يتحدث بن جوريون عن فلسطين والاردن ىوبنوربا ولبنان، لأن هذه البلاد كلها ـ فى نظره ـ أرض إسرائيلية مفروغ من جنسيتها الاسرائيلية.
أما الارض التى يفكر فيها بن جوربون بحزن شديد.
اقرأ أيضاً..فريد الأطرش فصل طويل فى تاريخ الحركة الموسيقية و الغنائية فى الشرق العربي
نادية لطفي تتعلم الرقص على أصوله لتجسيد دور أكبر وأشهر راقصات الشرق