فتاة تسببت في الحكم على أبيها بالأشغال الشاقة المؤبدة..قصة فيلم الملاك الظالم
نشرت مجلة الكواكب قصة قصيرة عن فتاة كانت سببا في الحكم على أبيها بالأشغال الشاقة المؤبدة وهو بريء، وهي قصة فيلم الملاك الظالم.
حيث جاءت القصة كالتالي:
قصة فتاة كانت سببا فى الحكم على أبيها بالأشغال الشاقة المؤبدة، إذ شهدت وهى طفلة أمام المحكمة الجنايات بأقوال جعلت القضاة يحكمون بإدانة أبيها فى تهمة قتل أمها، بينما هو برئ من هذا الجرم.
ويأخذ محامي الأب الطفلة وهى لا تعلم شيئا عن أبيها الحقيقى أو المأساة التى كانت سببا فيها ولكن حلما مزعجا يلح عليها بعد ذلك فى النوم، يظهر فيه شبح أبيها وهو يصبح أنه برئ.
وتحاول هى فى الحلم، أن تتخلص من هذا الشبح الغامض بإطلاق النار عليه وطعنه، ولكنه يعود إليها مع النوم ليردد عباراته بأنه مظلوم برئ.
وتشعر الفتاه أن فى حياتها سرا يخفيه عنها والدها المحامي، وتحاول أن تربط بين الحلم الذى تراه، والسر الذى تشعر بوجوده وكانت تعد رسالة تفرض عليها بحث حالات المسجونين فى اللومان، فتقصد إلى لومان طره بمعاونة خطيبها الضابط باللومان، وهناك تقابل أباها الحقيقى، الذى لا تعرف من أمره شيئا.
ولكنها فى ليلة زفافها تكشف حقيقة الأمر كله، وتعرف قصة الجريمة التى راح ضحيتها أمها وأبوها، فترفض إتمام الزواج، وتتجه إلى العمل لاثبات براءة أبيها المظلوم بمعاونة خطيبها.
وبعد سلسلة من الحوادث المعقدة مع القاتل الحقيقى تنجح فى ذلك، ويخرج الرجل البرئ من اللومان، ليشهد هناء ابنته والقصة مقتبسة، وقد بدأت على الشاشة قوية محبوكة، معقولة فى تسلسلها، ومضت على هذا النهج المنطقي حتى الثلث الأخير من الفيلم، فبدأت سلسلة من الحوادث التى يغلب عليها الافتعال، والتى لفقت لإنهاء الرواية مع بعدها عن المنطق المعقول.
فقد رأينا القاتل الحقيقى، وهو مجرم محترف، الذى ارتكب الجريمة منذ خمسة عشر عاما، فقتل الأم واشترك فى قتل صديق للعائلة يدعى (يس) يقصد إلى منزل والدة (يس) التى فقدت بصرها حزنا على اختفائه.
و بزعم لها ببساطة أنه ابنها (يس) الذى غاب عنها، و أراد واضع السيناريو أن بيرر هذا التصرف العجيب ،بأن الام قد عميت، وبأن ابنة (يس) كانت طفلة عندما انقطعت أخبار أبيها.
ولكن أليس لهذه الأمة أقارب ؟ أليس لها أصدقاء ؟ إن (يس) هذا من عائلة غنية محترمة، وله أرض زراعية وأملاك، فهل يعقل ألا يكون هناك من أقاربه وأهله وأصدقائه و فلاحيه من يستطيع أن يعترف عليه بعد خمسة عشر عاما؟
كيف إذن ينتحل مجرم ذكى أو ساذج شخصيته بهذه الجرأة زاعما أنه يستطيع بذلك الاستيلاء على ثروته؟ وكيف استطاع أن يخدع أمه يوما أو أياما؟، وكيف اختفى (يس)؟
لقد رأينا مجرما يطلق النار عليه وهو فى طريقة إلى المحطة.
فأين اختفت جثته؟ لم يظهر لنا الفيلم أن أحدا أخفاها أو حاول اخفاءها حتى يكون ذلك مبررا للظن بأنه لم يقتل.
وأخيرا لماذا يرسل الضابط خطيبته إلى منزل المجرم فيعرضها الأذى والخطر الشديد، لقد اعترف شريكة عليه، وكان الدليل المادي وهو (العقد) فى يد الضابط، فأي شخص يستطيع أن يفعل ما فعلته الفتاة.
الواقع أن الحوادث التى حشرت فى هذا الجزء من الفيلم لم يمكن أن تتمشى مع المنطق، وكان يقصد بها إحداث تأثيرات مسرحية مفتعلة.
وكان الفيلم فى مستوى مرتفع من ناحية (الصناعة) فأحسن الأستاذ حسن الإمام فى خلق الجو الملائم، واختار الموسيقى التصويرية والتأثيرات الصوتية، وأضفى على الفيلم لمحات من الواقعية وبخاصة فى المشاهد التى صورها فى ليمان طره.
كما كان لنا كثيرا من اللقطات البارعة.
ولست أدرى ماذا عسى أن يكون هذا الكاميرا إلى الأمام او الجانبين؟ هل هو صوت عجلات الترولي الذى يحملها على القضبان؟.
أما التمثيل فى الفيلم فكان فى مجموعة ممتازا، وبخاصة فاتن حمامة فى دور البطلة، وعبد الوارث عسر فى دور الأب، وحسين رياض فى دور المحامى.