سعاد حسني: أحب فن العندليب وشائعات تطاردنا (حوار)
نشرت مجلة الكواكب حوار صحفياً للفنانة سعاد حسني والفنان عبد الحليم حافظ تحت عنوان “هل يحب عبد الحليم سعاد حسني؟”
وقد جاء نص الحوار كالتالي:
فى الوسط الفني إشاعات تدور فى خفوت وهمس وهذه الإشاعات تقول أن هناك قصة غرام بدأت فصولها بين عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى.
وهناك قرائن تقوي هذه الاشاعات و قرائن أخرى أيضا تنفيها.
إن كل الذين يرددون إشاعة الحب الذى اتصل بين قلب عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى يرددونها فى همس.
وكل منهم يخشى أن يتهم بأنه مصدر هذه الإشاعة، ولهذا استطاعت الإشاعة أن تبيض و تفرخ فى جو الغموض والتخفي الذى يغمرها.
والذين يرددون هذه الشائعة، يؤكدون أنها حقيقة واقعة، ويقدمون على صحتها الادلة والبراهين.
وفى مقدمة هذه الأدلة ما قالته فنانة معروفة، قالت فى لهجة العالمين ببواطن الأمور: ( إن عبدالحليم فنان هادئ يميل إلى الاستقرار ليكفل لنفسه الهدوء الذى طبع عليه، وهو يريد أن يبني لنفسه أسرة تسعده، بعد أن جاهد طويلا لبناء مجده الفنى وتثبيته على أساس متين، ولم يبق أمامه إلا أن يكمل نصف دينه) والمنطق هنا سليم، ولهذا تهتز رءوس كثيرة مؤمنة على هذا القول.
وقيل أن تقطع بصدق الشائعة أو كذبها تحب أن تشيع مصدرها الأول.. وهذا التتبع الذى اقتضى منا جهدا كبيرا أوصلنا إلى أن لهذه الإشاعات ثلاثة مصادر
المصدر الأول هو بيت المطربة نجاة الصغيرة شقيقة سعاد حسني فقد حدث أن أتصل أحد المنتجين بمنزل نجاة وسأل عن سعاد التى كانت تقيم مع أختها، و أجاب الذى تولى الرد من بيت نجاة بأن سعاد غير موجودة، وعاد المنتج يسأل (وأين نستطيع أن نجدها ؟)
وعاد الصوت الذى تولى الرد يقول: (يمكن تلاقيها عند عبدالحليم حافظ) وبحسن نية أرسل المنتج بعض أعوانه للسؤال عن سعاد فى بيت عبدالحليم وكان هذا بدء انطلاق الإشاعات من مصدرها الأول
أما المصدر الثانى فكان محل موبيليات معروف بالقاهرة، تخصص فى أعداد ديكورات بيوت الفنانات والفنانين.
ذهبت إليه سعاد حسنى ليعد لها مسكنا خاصا تستقل فيه بحياتها عن أختها نجاة … وكان هذا المحل هو الذى أعد من قبل ديكورات مسكن عبدالحليم حافظ وعرض مهندس ديكورات المحل على سعاد نموذجا من الديكورات قال أن عبدالحليم أختار مثله، وأعجبت سعاد بهذه الديكورات، ووافقت عليها بعد أن طلبت إدخال تعديلات طفيفة عليها.
وبحسن نية أخذ منهدس الديكورات يروي لعملائه من الفنانات والفنانين تشابه ذوقي عبدالحليم وسعاد، وإذا بالإشاعة تخرج من محل الموبيليات مع الفنانات والفنانين لتقول أن عبدالحليم أهدى أثاث الشقة لسعاد ودفع ثمنها من جيبه، وأنه هو بشخصه الذى اختار ديكوراتها.
وكان المصدر الثالث أحد تلاميذ مدرسة الموجى الموسيقية، فالمعروف أن الموجي افتتح مدرسة ضم إليها من المطربين والمطربات من توسم فيهم الألمعية، وتوقع لهم التألق، ومن بينهم ماهر العطار، وعادل مأمون، ومها صبرى.
وكان لابد أن يسعى الموجي لضم سعاد حسنى إلى هذه المدرسة، بعد أن لمس حلاوة صوتها، وسلامة معدنه و صلاحيته للغناء السينمائي كل الصلاحية.
وانضمت سعاد فعلا إلى مدرسة الموجي، وكتبت الصحف والمجلات الفنية عن هذا الانضمام.
وفجأة انقطعت سعاد عن مدرسة الموجي..وتضاربت الأقوال فى أسباب انقطاعها، إلى أن تطوع أحد تلاميذ الموجي وذكر سبب واحد هوى فى بعض النفوس.
قال إن عبدالحليم حافظ هو الذى أوعز إلى سعاد بأن تنقطع عن مدرسة الموجي، حتى لا تربط مجدها بملحن معين.
هذه هى المصادر الثلاثة التى أفرجت هذه الإشاعات، ثم تولتها بالتغذية و التقوية حتى انتشرت و ترعرت.
و تتناقلتها صحف الأقطار الشقيقة، ونشرتها على انها حقيقة بعد أن أضفت عليها ما شاء أن يضفي عليها خيال محرريها وفى الاسبوع الأخير.
وجدت الإشاعة ما يزيدها قوة، وما يضفي عليها ظهر الحقيقة الثابتة.
حتى قيل أن خطبة سعاد إلى عبدالحليم قد أعلنت فعلا فى حفل عائلي لم يضم غير الأهل، وأن الخطبة تمت فى مدينة الإسكندرية، وقيل بل تمت فى قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، مسقط رأس عبدالحليم وسبب الإشاعة الأول أن سعاد حسني سافرت إلى الإسكندرية، وذهبت مع بعض صديقاتها لقضاء السهرة فى أحد الملاهي،
وهناك وجدت كل العيون تتطلع إليها..حتى الجرسونات تركوا الزبائن وأخذوا يفترسون فى وجه سعاد، ويحومون حولها، فقد كانت إشاعة خطبة سعاد لعبد الحليم قد سبقتها الى الملهى.
أما سر الإشاعة الثانية فمنبعثة أن عبدالحليم سافر إلى مسقط رأسة لحضور عقد قران إحدى قريبائه على أحد الشبان.
ومن هنا قيل أن العروس هى سعاد حسنى واغن العريس هو عبدالحليم حافظ وكان لابد أن تأتي البيوت من أبوابها وأن نسال أهل الذكر … وأهل الذكر هم سعاد وعبد الحليم
سألنا سعاد حسنى .. ما سر هذه الإشاعة، فقالت و الابتسامة تملأ وجهها البرئ ـ ايه الكلام ده؟ أنا لا شأن لي بمثل هذه الإشاعات
قلنا لها: ( ولكنك أحد طرق الإشاعة): قالت: (أنا أحب عبد الحليم من أعماقي كفنان، ولست وحدي فى هذا الحب فكل الفنانات يحبونه كفنان، وليس فى هذا شئ غريب.
قلنا لها: ( أليست هناك قصة حب بينكما ) ؟
قالت فى دهشة: ( كلام ايه ده ؟ أنا لم أر عبدالحليم منذ شهور )
قلنا:(ألم يوجه إليك الدعوة لقضاء ويك اند بالإسكندرية؟
قالت: (وما هى المناسبة التى تدفعه لأن يدعوني؟ .. لقد سافرت إلى الإسكندرية بدافع من نفسي و أقمت على حسابي بغير دعوة من أحد).
وعدنا نسأل سعاد: ( ألم تظهري مع عبدالحليم فى مكان عام؟
قالت: (لنفترض أن هذا حدث فهل معناه أن هناك حبا؟ هذا كلام فارغ.
قلنا: (يقال أن خطبتكما أعلنت فى حفل عائلي بقرية الحلوات فهل هذا صحيح؟
قالت: ( كذب .. الذى أعرفه أن عبدالحليم احتفل بخطبة ابنة خالته لأحد الشبان).
قلنا لها: (وهل حضرت الحفلة؟ ) قالت طبعا لا … ).
وأخيرا قلنا لها: ( أن الناس يرددون إشاعة.. ) و قاطعتنا قائلة
( أنا لا شأن لى بكلام الناس.
أنا فتاة أكافح من أجل نجاحي الفنى.
وسوف أتابع كفاحي غير عائشة بالإشاعات.
ولن أسمح لمثل هذه الأقاويل بأن تعرقل سيرى فى طريقي.
وأحب أن أكون أكثر صراحة فأقول لكم أن قلبي لم يخفق بحب إلا حب الفن، ولا مكان لغيره فى قلبي، أما عبد الحليم فحبى له شئ آخر..حب صادق عميق كفنان أعتبره كأخي لأنه يحب كل الناس، ويخلص لكل الفنانين.
ولست أنني يوم هناتى على نجاحي فى الفيلم الذى اشتركنا فيه.
فقد لمست فيه لهجة الإخلاص الصادق، وأدركت أنه يغتيط فعلا بنجاح أي فنان)
وسألنا الطرف الآخر .. عبدالحليم حافظ
وعبد الحليم إنسان مهذب رقيق وفيه قدرة على التحكم فى أعصابه ومع هذا فما كاد يسمع أول سؤال وجهناه إليه حتى لون الغضب وجهه وثار ثورة عنيفة.
قال ردا على سؤالنا له عن حقيقة إشاعة الحب بينه وبين سعاد: ـ انا لا أستطيع أن أرد على هذا الكلام الذى لا يستند إلى أى ظل من الحقيقة، ولا أسمح بأن يزيح باسمى فى مثل هذه الإشاعات.
وأنا رجل فى حالى، وهبت نفسى لفني، وأحب كل الناس و أحترمهم، وحرام أن يزج باسم فنانة طيبة القلب مثل سعاد فى مثل هذه الأقاويل.
وسكت عبدالحليم لحظة محاولا أن يخفف من حدة غضبه وحاولنا أن نسأله عن رأيه فى الحب والزواج، وفى الفنانات وخاصة سعاد حسني، ولكن ثورة عبدالحليم كانت قد بلغت ذروتها، بل لقد كانت على وشك أن تتخطى قوة احتماله، فأشفقنا عليه، و اعتبرنا هذه الحاله غير المنفعلة تكذيبا صريحا لحكاية الحب وإشاعة الزواج.
اقرأ أيضاً..“بعد النهاية”.. قصيدة جديدة للشاعر أسامة مهران
كانت تذهب للأستوديو بدون علم أهلها.. الأسرار الخفية لدخول ماجدة عالم التمثيل