أمينة شريف تكتب: غباء مشكور

 

نشرت مجلة الكواكب مقالاً صحفياً للفنانة أمينة شريف بعنوان ” غباء مشكور”، تتحدث فيه عن قصة الخادمة الساذجة التي كانت تعمل في منزلها.

وجاء نص المقال كالتالي:

كترت حوادث خيانة الخدم فى هذه الأيام، وأصبحت الصحف لا تخلو يوما من جريمة يرتكبها خادم أو خادمة ويكون ضحيتها عادة المخدومين المساكين: وقد أعادت الحوادث المتكررة التى طالعتها فى الصحف عن الخدم الخونة.

ذكر خادمة كانت تعمل عندى منذ شهور، وكانت ساذجة إلى حد العبط، لا تؤمر بشئ إلا عقبت عليه بسؤال تأكيد يدل على الغباء المتناهي سألتها مرة وأنا أتناول الغداء: فين الملاحة؟ فسألتني بدورها: بتاعة الملح؟

وقلت لها مرة ـ هاتى لى التليفون فقالت ـ علشان تتكلمى؟ وإذا أمرتها بأن تحضر لي كوب ماء مثلا ، ـ عايزة تشربى؟ ولم يصل الغباء بها الى هذا الحد فقط، بل لقد تمادت فيه حتى جاوزت حدود المعقول ..فقد حدث ذات مرة أن عدت إلى البيت و معي دستة صور لى كنت قد أستلمتها فى ذلك اليوم من محل الصور، ففتحت المظروف وتطلعت الى الصور.

ثم سألتني؟ ـ صورة حضرتك دى ؟ و أجبتها فى تهكم و غيظ: ـ لا .. دى صورة الجارة اللى فى الوش والغريب أنها عادت تقول: ـ يا سلام .. دى شبه حضرتك خالص.

وحدث ذات مرة أن أمرتها بارتداء ملابسها وقلت لها أنى سأصحبها إلى السينما، فسألتني؟ علشان نتفرج؟ فقلت فى غيظ : ـ لا علشان حا نمثل فصاحت فى ذعر: ـ يا عيب الشوم .. أمثل ازاى يا ست هانم ، دول أهلى كانوا يقتلونى : ولم يكن فى هذا كله ما يستطيع المرء التغاضى عنه ولمن الذى جعل روحى تصعد الى حلقى من الغيظ ، هو ما حدث ذات يوم عندما كنت أذهب للخروج، فقد أمرتها بأن تحضر لى حقيبة يد معينة من دولاب الملابس.

فسألتني كعادتها : ـ ليه ..  هاتخرجي بها؟ فقلت لها كعادتي ـ لا .. حا أرميها من الشباك وذهبت الخادمة الذكية جدا فأخرجت الحقيبة من الدولاب ، ولكنها بدلا من أن تسلمها الى رأت أن تختصر المسافة وتلقيها من النافذة بنفسها : والى هنا لم أستطع الصبر ، فطردتها غير أسفة
ليه ؟.

ولكن بعد أن رايت ما رايت من خيانة الخدم غير الأغبياء، عدت أذكر باستثناء أيام خادمة السين والجيم ، وقلت فى نفسى أن الخادم الغبى خير ألف مرة من الخادم الخبيث ، وما أن توصلت إلى هذه الحقيقة حتى يممت شطر بيت والدي الخادمة المذكورة أعلاه فى الجيزة لاستردادها ولكنها قالت فى أسف ممزوج بالفرحة: ـ كان من عينى يا ست هانم.. بس أنا انخطبت لابن عمى ولم انس رغم فرحى لها و حزني على فقدها الى الابد أن أقلدها فى الغباء، فسألتها ـ ليه..ها تتجوزيه؟.

 

 

اقرأ أيضاً..نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة يعقد اجتماعاً لمتابعة آخر مستجدات المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية

محمد عبيد المهيري: رؤية إماراتية مصرية مشتركة وخطط طموحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى