آن بلايث تكتب: قصص من حياتي
نشرت مجلة الكواكب مقالاً صحفيا للنجمة آن بلايث، بعنوان “قصص من حياتي”، والذي جاء نصه كالتالي:
عندما قمت بدورى فى فيلم ميرد بيرص أمام الفنانة العظيمة جوان كراوفود، اعتقدت أننى وضعت قدمى على أول طريق للمجد.
فقد أجمع النقاد على أنني كفاءة نادرة، وأنني سأصعد الرجات إلى القمة قفزا.
و تفاعلت كل هذه العبارات فى رأسي ، و تخيلت ككلارابو ، اتعجل مرور الايام التى تنتظرني و فجأة وقع لى حادث لا انساه.. كسرت ساقي، وحملونى الى المستشفى بين الحياة والموت، وعندما ثبت رشدى عالجبت القيام فوجدت قيدا بكبلتي.
فقد كانت قدمى اليسرى فى الجبس السميك الثقيل و ابتسم أحد الاطباء فى وجهى وقال لى: ـ يجب أن تصلى لله لانه أنقذ حياتك.
ولابد لك من بضعة أسابيع حتى تستطيعى السير على قدميك تانية وابنسمت للرجل فى عرفان وشكر وغادر حجرتى فرحت استعيد عبارته (لابد لك من بضعة أسابيع) اذن لا يوم يكفى، ولا أسبوع ، عدة أسابيع لا يعلم الا الله كم يبلغ عددها.
إذن سأظل طريحة الفراش ولن اذهب الى الاستوديو، ولن اتقلد أدوار جديدة سيحول هذا الفرش بينى وبين المجد المقبل … حالتى من يعلم؟ ألا يمكن أن تنتقل حالتى من سئ إلى أسوا ثم تظل قدمى على ما هى عليه فأصبح عرجاء.
وتسلل النوم إلى جفوني وأنا أتخيل نفسى ممثلة يكتب لها كتاب السينما أدوار تناسب حالتها.
ومضت الأيام، وأستطاعت أمى، واستطاع استاذى فى مدرسة الاستديوا الذى كان يزورني كل يوم، واستطاع الطبيب.
استطاعوا ثلاثتهم أن يحيوا موات الأمل فى صدري، وأن يجعلوني انظر إلى المستقبل بتفاؤل واستبشار وعكفت على القراءة، ووجدت فى الكتب متعه لا يستطيع أن يحسها الا الذى اعتاد القراءة وصارت جزاء من برنامج حياته اليومية.
وعلمت أنه قد حكم على بسبعة أشهر أقضيها فى الفراش، فنظمت وقتي بين دروسي وقراءاتي وأشغال الإبرة والتحدث مع أمى وصديقاتى، واستوعبت فى تلك الفترة من عمرى، وانا مستلقية على فراشى، أكبر كمية من المعلومات فى التاريخ والجغرافيا وأدب والسياسة … بل والطب : ولم ينقطع اتصالي بالاستوديو.
فقد كان رجاله يزورننى دائما ويتحدثون عن الادوار التى تنتظرنى وكنت أعتقد أن حديثهم هذا من باب المجاملة، ومن باب رفع الروح المعنوية، ولكن تأكد لى صدق ما يقولون عندما سمح لى الطبيب بأن أمشى على كرسى متحرك فوق عجلات…وكان معنى هذا انه لم يبق لى غير شهرين و أغادر المستشفى.
عندئذ جاءوا لى بدور فى الفيلم القادم لاحفظه: وأنا أدين للشهور السبعة التى قضيتها فى الفراش بفضل كبير، فقد دخلت المستشفى انسانه سطحية الفهم محدودة المعلومات، وخرجت منها فيلسوفة عميقة النظرة للأمور، واسعة الأفق.
لا يمكن أن تنام الليل قبل أن تقرأ ساعة فى كتب متنوعة وإلى هذه الحادثه أيضاً أدين بقصة حبى الأول والأخير فقد رأيت فى تلك نتاء الدكتور جيمس ما كنلتي)، وكان أحد الأطباء فى المستشفى، وكان يمتاز عليهم جميعا بنطوائه على نفسه، وخجلة..ولكنه كان يمر بحجرتي كل يوم ويسال عنى وأحس شئ بعينيه.
ولكنه كان احساس مؤقتا ووقتيا لاننى بعد أن خرجت من المستشفى اندمجت فى عملى ونسيت به كل شئ .. وكان رأيي فى الزواج أن وقته لم يحن بعد لأنني لم أبلغ السابعة عشرة.
وحام حول قلبى رجال كثيرون، ولكنى كنت أبعدهم عنى بقلة الاكتراث، و بالجفاء، كنت أحب فتى، واعتبر نفسى راهبة فى محرابه.
وانظر إلى الزواج نظرتى إلى شيء سيعوقنى عن المضى فى طريقي إلى الأمام إلى أن قابلت الدكتور جيمس مرة أخرى بعد عامين، كنت قد بنيت فيهما الكثير من أجل مستقبلى، وكان اللقاء فى أحدى الحفلات، ولكنه كان حارا نسيت فيه كل ما حولى … وكانت أمى معى فرمقتنى بابتسامة … ولما عدنا إلى البيت قالت لى : ـ أما يزال هذا الطبيب يذكرك؟ ـ ليس هذا فقط ياأماه، أنه قد دعاني لأتناول العشاء معه غدا.
هل اذهب وكنت صدقة النيةفى أن أنفذ ما تشير به أمى، فقد كنت أطيعها طاعة عمياء وانظر اليها دائما على أنها أكبر منى عقلا وتجربة، وسمحت لى امى بان أذهب للقائه، وفى كل مرة كنت أحس أن عند الدكتور جيمس ما يريد ان يقوله … وفى كل مرة كنت أنه يتلعتم ولا يقول ما عند.
و بدأت أمى تتضايق ، فقد كانت تعتقد أن بية جيمس متصرفة إلى الزواج لا الى قضاء وقت جميل ومع فتاة جميلة: وذات مرة واتت الشجاعة جيمس فقال لى: ـ تقبلينى زوجا يا آن؟ قلت له ـ هيا لنسأل أمى هذا السؤال اما عنى انا فانا موافقة وذهبنا إلى البيت لنشرك امى فى مشروع حياتنا، وما أن جلس معها حتى ابتدرته قائلة ، وقبل أن تعرف انه جاء ليطلب منه ان تبارك ما اتفقنا عليه: ـ متى نويت الزواج بآن يا جيمس فضحك جيمس
وقال لها ـ الليلة جئت لتباركى زواجى ياأماه … وتزوجت جيمس … انه أحسن أزواج هوليوود، وأفضل أزواج الأرض فاطبة لأنه يحبني ويرعاني و يقدرني ويقدر ظروف عملى
وقد أنجبت ولدين … وعلى ذكرى الأولاد أحب أن أقول أنني كنت أقضى الاعياد فى الملاجئ مع أولادها، أوزع عليهم فيها الحلوى والقبلات والحنان، وكنت أسافر إلى اليابان وكوريا لازور أولاد الضحايا من المحاربين الذين تضمهم هناك عشرات الملاجئ الواسعة، ولأنها جميلة.
وازداد حبى للطفولة بعد أن انجبت ولدى فقسمت وقتي قسمة عدل بينهما وبين الأولاد الذين حرموا الاباء والامهات ولدى الكبير تيموتى يصلح لأدوار (الفلين) اى الشرير على الشاشة لانه كثير الاعتداء على ولدى الصغير الذى يتحمل اذاء فى صمت، وتتحرك شفتاه دائما وكانه يصلى من أجل شقيقة الشرير.
اقرأ أيضاً..منهم عامر منيب ومنى المرعشلي.. مشاهير ساروا على درب أجدادهم
فتاة تسببت في الحكم على أبيها بالأشغال الشاقة المؤبدة..قصة فيلم الملاك الظالم