منة الله محمد تكتب: لدور الإعلامي الأخلاقي في دعم حقوق الإنسان

يُعد الإعلام أحد أهم ركائز المجتمع الحديث، وله دور بالغ الأثر في تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوكيات. وفي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح للإعلام نفوذًا واسعًا ومتزايدًا، مما يجعله قادرًا على التأثير بشكل مباشر في حياة الأفراد والمجتمعات.

وفي هذا السياق، يبرز دور الإعلام الأخلاقي في دعم حقوق الإنسان وحمايتها، حيث يمكنه أن يكون صوتًا للمُهمشين والمظلومين، وأن يساهم في بناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة.

فالإعلام يلعب دورًا حيويًا في توعية الجمهور بحقوقهم وكيفية المطالبة بها. من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، يمكن للإعلام أن يساهم في تمكين الأفراد من معرفة حقوقهم وواجباتهم، وبالتالي حمايتها.

وكذلك يمكن للإعلام أن يكون بمثابة عين الشعب، حيث يكشف عن الانتهاكات التي ترتكب بحق الأفراد والجماعات، مما يساهم في الضغط على الجهات المسؤولة لمعالجتها واتخاذ الإجراءات اللازمة.

ومن خلال تغطيته المستمرة لقضايا حقوق الإنسان، يمكن للإعلام أن يساهم في بناء رأي عام مؤيد لحقوق الإنسان، مما يدفع صناع القرار إلى تبني سياسات تحترم هذه الحقوق.

وأيضًا يمكن للإعلام أن يلعب دورًا هامًا في حماية حقوق الأقليات، من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها والعمل على دمجها في المجتمع.

ويجب أن يكون الإعلام موضوعيًا وحياديًا في تغطيته لقضايا حقوق الإنسان، وأن يتجنب التحيز أو التضليل، كما ينبغي أن يعتمد الإعلام على مصادر موثوقة، وأن يتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، ومن المفترض أن يحترم الإعلام كرامة الإنسان، وأن يتجنب التشهير أو الإساءة إلى الأفراد والجماعات، وأن يكون الإعلام على دراية بمسؤوليته الاجتماعية، وأن يسعى إلى تحقيق الصالح العام.

ويتعرض الإعلام في كثير من الأحيان إلى ضغوط سياسية واقتصادية، مما قد يحد من قدرته على تغطية قضايا حقوق الإنسان بحرية وموضوعية. وتساهم انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات في تشويه الحقائق وتعطيل جهود تعزيز حقوق الإنسان.

وقد يؤدي التحيز الإعلامي إلى تعزيز الانقسامات الاجتماعية وتقويض جهود بناء مجتمعات متماسكة.

وختامًا يمكن القول إن الدور الإعلامي الأخلاقي في دعم حقوق الإنسان لا يمكن إنكاره. فالإعلام، عندما يمارس دوره بمسؤولية وأخلاقية، يمكن أن يكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي في المجتمع. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الدور يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الصحفيين، ومؤسسات الإعلام، والحكومات، والمجتمع المدني.

وكعادة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تحمل المسئولية الإفتائية فقد خصصت مؤتمرها العالمي السنوي لهذا العام والمقرر عقده بالقاهرة يومي 29 ، 30 يوليو 2024 برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة علماء ومفتين وباحثين اكثر من 90دولة تحت عنوان “الفتوي والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”.

وكلنا أمل أن يوفق الله عز وجل المشاركين فيه للتوصل إلى درجة عالية من المناقشات وتلاقح الأفكار حول هذه التحديات، وكلنا أمل في أن يوفق الله عز القائمين على تنظيم المؤتمر وقادة كل المؤسسات الإفتائية المنضوية تحت الأمانة العامة وعلى رأسها قيادات دار الإفتاء المصرية؛ فضيلة أ.د شوقي إبراهيم علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام..