” كفيفات على المسرح” .. كواليس مسرحية ” حكم القدر”

نشرت مجلة الكواكب في إحدى أعدادها تقريرًا عن مسرحية ” حكم القدر” والتي قام بالتمثيل فيها مجموعة من الفتيات الكفيفات المسيحيات.

وجاء في هذا التقرير:” ولا يدهشك هذا العنوان ولا تظن أننا نقصد اثارتك به لنجملك على قراءت المقال، بل أنها حقيقة أو معجزة تحققت فعلا مساء الخميس الماضى ، عندما وقف فريق من معهد الكفيفات المسيحيات يؤدين أدوارهن ببراعة يحسدن عليها، ويتفوقن على البصرات: وكانت المسرحية هى “حكم القدر” من تأليف عبدالرحمن عابد، وإخراج عبد السيد منصور”.

وهى وأن كانت مسرحية ضعيفة الحكية والتأليف إلا أنها تميزت بأن فكرتها تحض على فعل الخير، وأن يحرص الإنسان دائمًا على إلا يستكين ويهدأ لمهادنة الأيام له.

بل عليه أن يخشى دائمًا أن تقلب له طهر المجن، ورفعت الستار، وتعلقت بأطرافه عيون المتفرجين ونحن من بينهم، تريد أن نسبق الدقائق ونرى كيف سيتصرف هؤلاء الكفيفات، كيف سيسرن فى الدائرة المرسومة لهن.
كيف سينتقلن من مكان لآخر حسب مقتضيات “ميزانسين” المسرحية، وماذا سيحدث إذا قدر الله وتعثرت أقدامهن حتى يعرفن مقدار المسافة التى عليهن أن يتحركن فى دائرتها.

أما جلسن منهن فقد ظللن قعيدات أما كنهن طيئة الفصل: وإلا عجب من كله، أننا لاحظنا أن المشتركات فى المسرحية كن يحفظئ جميع أدوار المسرحية عن ظهر قلب وكانت شفاهن تتحرك فى صمت متابعة للادوار الأخرى حتى إذا حان موعدهن بدأن فى سرد حوارهن: وكانت الطريقة التى كتبت بها أدوارهن بالحروف البارزة “طريقة بريل”.

والمعروف أن الذين حرمهم الله نعمة البصر، قد حياهم بذكاء خارق، وأحساس مرهف، فبرز منهم الكثيرون فى مضمار الأدب والفنون ، ولعل هذا الارهاف الحسى هو الذى ساعد المشتركات التمئلية على الاحساس بالخلجات النفسية، وتفهم النوازع الدقيقة التى يقتضيها الموقف والحوار فعشن فى أدوارهن ولمعن فيها، وتفوقن على غيرهن من المبصرات: وإذا لنرجو بعد أن لمس المعهد نجاح حفلته هذه أن يتبعها بغيرها.