الشيخ أشرف محمد محسن يكتب: كمثل الجسد الواحد

الوحدة بين الأطياف المختلفة، الاتفاق على المتفق فيه، الإيمان بالمشترك الإنسانى، اتفاقهم على الأخلاق التى لا خلاف فيها، الصدق والأمانة ومساعدة الناس الحرية العدالة ….الخ تقبيح المتفق على تقبيحه، الكذب الغش الحقد الحسد… الخ من المتفق على تقبيحه، هذا كله المشترك الإنسانى الذى لا يختلف عليه الناس.

وأصحاب الأديان السماوية عندهم مشترك لا يختلفون فيه مما يتعلق بالإيمان والغيب والرسل والرسالات وعموم حرمة الدم وحقوق الناس.

وأما أهل الإسلام خاصة فإنهم خُوطبوا بكونهم يدا واحدة، كونهم إخوة، والأمر بالاعتصام بحبل الله، فما يصيب – على هذا الأصل – مسلم فى أقصى اليمين يتألم له المسلم في أقصى الشمال، فإذا وقع زلزال أو كارثة طبيعية في أى مكان من ديار المسلمين يتألم له جميع المسلمين، ما يقع بينهم من خلافات سياسية يتأذى لها المسلمون فى أقطار الأرض، الأصل أن يكون هذا مما لا خلاف عليه بينهم.

إذا أصابة طائفة منهم مجاعة أو وباء عام بسبب يمكن إزالته وجب على العامة أن يسعوا فى تخليصهم بكل ممكن وبأى طريق، إءا حاربهم عدو من خارجهم وجب عليهم جميعا نصرة إخوانهم من المستضعفين، لا أن يعيش بعض المسلمين فى واد وبقية من إخوانهم فى واد آخر، أن يتحقق فى جميعهم أنهم كالجسد الواحد ما يصيب عضو ما أعضائه، يتألم له سائر الجسد، ويشكو الجسد كله بشكوى عضو واحد من أعضاءه.

أما أن يكون المسلمين فى كل الأرض لا يسعى كل واحد إلا لما فيه مصلحته الشخصية الآنية، فليس ذلك من أخلاق المسلمين ولا هو من أوامر الشرع، بل ساعة ذلك يأثم كل المسلمين فى كل مكان.

ولا يكفى أن يتألم المسلم بقلبه فقط بل يجب عليه أن ينتقل من الفعل السلبى إلى ما يقدر عليه من الفعل الإيجابى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى