” أن تفعل شيئا”.. ثلاث مجموعات قصصية تهتم بالقصة الحديثة
عن المؤسسة العربية الحديثة صدرت ثلاث مجموعات قصصية في كتاب قصصي واحد يضم المجموعات الفائزة بجائزة روايات مصرية للجيب.
المجموعات هي “أن تفعل شيئا” تأليف مجدي القوصي وهي المجموعة الفائزة بالمركز الأول، و”عصافير الرغبة” للكاتب أحمد طوسون، وهي المجموعة الفائزة بالمركز الثاني، و”زجاجة عطر فرنسي” للكاتب أشرف أيوب معوض وهي المجموعة الفائزة بالمركز الثالث.
المجموعات صدرت في كتاب واحد من 222 صفحة من القطع المتوسط، وحملت كل مجموعة قصصية غلافا لها، فيما حمل اسم الكتاب عنوان المجموعة الفائزة.
المجموعة القصصية “أن تفعل شيئا”
هي أكثر المجموعات التي تضم قصصا قصيرة وتضم 26 قصة قصيرة متباينة الطول، بعضها لا يتحاوز الصفحة الواحدة والآخر يصل لثلاث صفحات، والقصص تنم عن موهبة كبيرة في الم القص الحديث، حيث ينتقي القوصي لحظة قصيرة ينطلق من خلالها وبطريقة الفلاش باك والفلاش فورود يسرد جوانب القصة، وظهرت فيها الكتابة مكثفة إلى أقصى حد، وحملت كل قصة عنوان من كلمة او كلمتين، وظهر فيها معرفة الكاتب بعالم القص من الفكرة إلى المناقشة والاختزال والتكثيف، وظهرت مهارته في الإمساك بتلابيب اللحظة التي يناقشها دون التشعب إلى حكايات لا تفيد القصص، وظهر في معظم القصص مفارقات كان الكاتب يمهد لها جيدا.
عصافير الرغبة
الجزء الثاني من الكتاب كان للقاص والروائي أحمد طوسون، بمجموعته الفائزة بالمركز الثاني، وتتكون 13 قصة قصيرة، وتتراوح أطوالها ما بين النصف صفحة وحتى 4 صفحات.
وجاء إهداء المجموعة يقول فيه أحمد طوسون:” إلى أمي، وطني الذي غاب، لماذا بقيت هناك، وتركت طيور الحزن حائرة تبحث عن مرفأ”.
ويهتم طوسون في مجموعته برصد الأحوال والكثير من الأسباب لغلاء المعيشة والعقبات التي تواجه الناس، وغيرها من الأمور التي يرصدها في مجموعته.
صدر طوسون المجموعة بقوله: ” تركته عائدا إلى بيتي، كانت الشوارع وحيدة وضبابية وشاحبة، ولم أعرف سببًا للشجن الذي انتابني فجأة، وجعل أغنيات قديمة ألِفتها ردحًا من الزمان -كلما فقدت حبيبة- تتوارد إلى رأسي، وراودتني رغبة في أن أهشم شيئًا صغيرًا؛ علَّه يخلصني من إحساس الضحية الذي تلبَّسني، لكنني كنت سأتألم أكثر بإحساس الجناة، الذين يهشمون المشاعر الصغيرة قبل أن تورق وتزدهر أشجارها”.
زجاجة عطر فرنسي
هي المجموعة القصصية الثالثة في الكتاب للقاص أشرف أيوب معوض، وهي أقصر قصص المجموعة، وكتب أشرف أيوب في إهداء المجموعة للمبدع الكبير” محمد عبد المطلب.. النبراس الذي أضاء وما زال يضئ لي ولأجيال بأكملها الطريق، إليه أهدي مجموعتي القصصية وكلي أمل أن اسير على خطاه، فأكون لابنتي الحبيبة مريم ولجيلها الواعد كله مرشا، يثري عقولهم وأرواحهم ووجدانهم، بأهمية الكلمة الراقية، والثقافة المشذبة للروح”.
وتتميز مجموعة معوض بالتكثيف غير المخل بالمعنى، وباتكائها على عناصر القص بدون اسهاب وهو ما جعلها شديدة التركز، وتتكون المجموعة من 12 قصة قصيرة، لكنها تحوي الكثير من المفارقات والقدرة على القص.