أسامة مهران يكتب: سر استبعاد شوبير
لا يُخفى على أحد أن سر استبعاد “شوبير” لم يكن مجرد “بوكس” في وجه المعلق الرياضي أحمد الطيب، ولا “برنامجه شحاتة على الهواء” الذي استجدى فيه المستشار تركي آل الشيخ لكي يتبرع للنادي الأهلي مثلما تبرع للزمالك وبيراميدز، ولا هي الاتهامات والقرائن وربما الأدالة التي تطل بأعناقها ثم تختفي على الفضائيات كلما وضع “الرجل” نفسه في موقف “بايخ”، أو في شبهة انحياز لنادٍ على حساب نادٍ آخر منافس.
لا هذا أو ذاك قد نجح في القصاص من “الشوبير”، ولا حتى اتهامات “هبة” له بكذا وكذا، لكن الوفاة المفاجئة للاعب كرة القدم الدولي “الزملكاوي” أحمد رفعت كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، هي الغطاء الذي كشفه المتهمون بالأحرف الأولى في واقعة اضطهاد اللاعب المسكين، شوبير وعزوته، النظام الرياضي وفساده، القيم الإعلامية غير المأسوف عليها، كل ذلك أدى إلى استبعاد شوبير من قنوات “المتحدة للخدمات الإعلامية”، وكل ذلك ساهم في فضح شركائه في الجريمة وأية جريمة، تم الزج بإسم وليد دعبس رئيس نادي فيوتشر قبل استقالته أو إقالته، وربما بعدما غسله ونشره الإعلامي الشاب هاني حتحوت على قناة المحور قبل أيام.
أما الكارثة التي لابد وأن يتم إسدال الستار على فصولها الركيكة فهي الدور الذي كان ومازال يلعبه النائب أحمد دياب بصفته رئيسًا للجنة الأندية المصرية، وصفته “السوشيال ميديا” بالمتهم الحليف لـ”شوبير” في قضية أحمد رفعت، وتقولت عليه هذه “السوشيال” من خلال إعلاميين معروفين بأنه الذي كان يؤخر إرسال أوراق أحمد رفعت لاعتمادها من الجهات المختصة من أجل الحصول على تصريح بالسفر للعب في الخارج.
وجبة دسمة تناولتها الناس كل مساء وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، ثرثرة فوق العادة، وإعلامي إم.بي.سي مصر الشهير إبراهيم فايق وهو يعيد نشر الحلقة الأخيرة في حياة “رفعت” ثم يقوم بتسليط الضوء عليها واستضافة المعلقين المخضرمين ومناقشة مصير “الشوبير” بعد قرار “المتحدة” الذي وصفته الناس بالشجاع والتاريخي.
كارثة أخرى بدأت تطل بوجهها القبيح على مشاهدينا كل مساء ونحن نسمع ونشاهد، و.. “لا نفهم” تلك القوة التي يستمدها رئيس نادي فيوتشر “المتهم الصريح” في جريمة “الموسم”، والتي تتمثل في تهديدات الأخ دعبس للمذيع هاني حتحوت بأنه سينهي حياته الإعلامية، وأنه لن يظهر مجددًا في أية قناة فضائية، هو ما يؤكد تلك العقلية التآمرية المتحيزة والمتجبرة، وما يثبت أن ما تعرض له الفقيد أحمد رفعت كان مؤامرة من أشخاص متنفذين، ومؤسسات فاسدة تحمل أسماء أندية مستعارة لخدمة نادٍ بعينه، هي المنظومة الكروية الفاشلة، وهي الفرق الواضح وربما الوحيد بين نشاط يؤمن بالمنافسة ويضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، وآخر يركب الموجة طالما أن الرياح تذهب بها في اتجاه مصلحة خاصة، أو قيمة نسبية أعلى، أو حالة انحيازية أوضح.
سر استبعاد “الشوبير” لم يعد سرًا، فالأدلة والبراهين ثابتة، والقرائن والأسانيد تكشف إلى أي مدى كان “غير المأسوف عليه” يستغل موقعه الإعلامي “المحايد” قانونًا، بالانحياز التام لمصالحه الشخصية، بالركوب الفادح والفاضح على موجة كاذبة مفادها “نادٍ محدد يسعد الجماهير”، وأندية أخرى ليست لديها جماهير.