في حوار نادر له: سيد مكاوي: الغناء العربي يحتاج لتطهير

نشرت مجلة الموعد في أحد أعدادها حوار صحفيا مع الموسيقار سيد مكاوي حال الأغنية العربية والشبابية.

وجاء هذا الحوار تحت عنوان “سيد مكاوي: لا يظهر صوت المطرب الآن إلا اذا حرك رجليه: الأغنية الحديثة لاهى شبابية، ولا مهلبية، ولا جلابية لا أحد يستطيع أن يلحن جملة واحدة وهو مخمور أو ضائع وسط صخب موسيقى العصر.

وجاء مقدمة الحوار كالتالي:

“وسط ضجيج الأغنيات الشبابية، ودوي حناجر مطربي الجيل الجديد الذين أصبحوا أكثر من المستمعين، تظل أغنيات الموسيقار الشيخ سيد مكاوى مميزة، لأن محبيها هم من كل الأجيال والأعمار، والذين يغنونها قد يكونو من المطربين الكلاسيكين أو شبان الجيل الحاضر، وعلى سبيل المثال أغنيات: ليلة امبارح، و( حياتك يا حبيبى ) وسيد مكاوى قليل الكلام ، ولكن إذا طلب منه إبداء رأيه فإنه يقول بصراحة شديدة، ولكنها غير مؤذية، بحيث تؤخذ فى النهاية على أنها لفت نظر، أو كلمات عتاب.

وقد جاء نص الحوار كالتالي:

ماهو حال الغناء العربى فى هذه الأيام؟

نحن فى الأيام الحالية نبحث عن الصوت الحلو، و كأننا نبحث عن المياه فى الصحراء الصوت أصبح شيئا نادرا، وأصبحت الأصوات ضجيجا، و صراخا، و تصفيقا، ورقصا، وكان الطرب لا يظهر فى صوت المطرب إلا عندما يحرك رجليه، ويجوز أن يكون من ألحان أصبح أضغاث ألحان ويبدو أن كل ذلك كان مقدمة للزلزال وتوابعه

وأنا اعتقد أن ذلك كان بدأ ينتهى الآن وأن الله نجانا من الزلازل والأصوات فى نفس الوقت، والحقيقة أننا لو قارنا بين الأصوات والألحان فى الفترة الجديدة وبين أصوات وألحان نجوم المونولوجات أيام شكوكو، وإسماعيل ياسين، و ثريا حلمي، لوجدنا أن الأصالة كانت موجودة فى أصوات المطربين فى هذه الأيام.

وتابع بعد لحظة ـ ثم أن اللخبطة أصبحت فى الآلات الموسيقية، للأسف الشديد، فقد أصبح الاورج فى كل اغنية ويقوم بأى حاجة لدرجة أنك يمكن أن ترسله لكي يشتري لك السجائر.

لقد أساؤوا استخدام هذه الآية ما عدا الزميل الموسيقار عمار الشريعى.

وما رأيك فى الأغنية التى ألهبت الجو و أقصد بها أغنية ( دى، دى واه ) للمغنى الجزائرى: خالد؟

لأن كل المطربين على خطأ، ويغنون بالمطلوب، وأشياء غير مفهومة فقد ظهر من يقول: ( دى دى واه ) وغطى عليهم.

وأغنية خالد ليست عربية وعلينا أن نسمع الموسيقى الغربية من أصحابها، وهناك ماهو أخطر منها، فأنا أسمع الآن أغنيات على إيقاعات فقط، وهذا كله ليس فى لا تاريخنا ولا حضارتنا الموسيقية، نحن عاطفيون أولا، وعملنا يكون مع الموسيقى الجيدة، والشرقية المليئة بالطرب.

ولكن إلى متى في رأيك سوف تستمر موجة الأغنية الشبابية؟

لا هي شبابية، ولا هي مهلبية، ولا حتى جلابية، وأنا أتوقع أن تنتهي خلال هذا العام.

ألا تعتقد أن هناك دورا كان من الممكن أن تقوم به الإذاعة والتلفزيون فى هذا المجال؟

ما حدث كان العكس، فقد استسلم التلفزيون، كما استسلمت الإذاعة لهذه الموجة، رغم أننا طلبنا منهم أن لا يفعلوا ذلك، لأن الإذاعة قدوة فنية لا فى مصر فقط، بل فى العالم العربى كله، وكذلك التلفزيون.

ومن جانبى قلت هذا الكلام أكثر من مرة لأحد المسؤولين فى إذاعة الشرق الأوسط وإذاعة الشباب، واستيقظت فى الصباح لأجد أن تلك الأغنيات قد زادت.

ولكن، ومنذ فترة عادت الإذاعة إلى موسيقى الوتريات، وهو الأسلوب الصحيح، ولكن لابد لها من أن تدعم هذه الخطوة ماديا لأنه من غير المعقول أن يتقاضى مطرب الكورس أجرا لايزيد عن عشرين جنيها يذهب نصفها نفقات مواصلات.

لابد أن يكون هناك عملية ( تطهير ) فنية، وقد ذهبت مرة إلى الإذاعة فوجدت أن أحد الموسيقين ركب فتلة (دوباره ) لربط موازين أوتار آلة القانون، واعتقد أن هذه الأشياء انتهت الآن إلى حد كبير.

هل تعتقد ان أزمة عدم وجود أصوات جميلة سوف تطول كثيرا ؟

أنا لا أجد جمال الصوت إلا عند وديع الصافى، كارم محمود، محمد قنديل، وردة زينب يونس، محمد ثروت، علي الحجار، و ميادة الحناوى، وصباح فخرى من سوريا وعند : نعيمة سميح، وعبد الهادي بلخيلط، من المغرب.

ولكن هناك الكثيرون غيرهم الان فى الساحة الغنائية؟

نعم، هناك : هاني شاكر، وهو موجود، ويغني، وهناك أخرون، ولكنهم مختفون ويعتقدون أنهم محاربون، مع أنه لا يوجد لا حرب ولا حاجة.

وما رأيك بالملحنين القدامى والجدد؟

الملحنون القدامى تأسسوا تأسيسا جيدا، كل واحد منهم كان يحفظ آلاف الألحان القديمة أما بعض الملحنين الجدد فقد ظهروا هكذا فجأة، بدون حصيلة والخبرة مهمة جدا.

وأذكر أن السيدة أم كلثوم للدلالة على خبرتها ـ كانت قبل أن تبدا وصلتها تجلس مع الموسيقين لتصلح الاتهم، وهذه خبرة، وهذا شئ أقوله لأول مرة، ويشهد على كلامي كل الموسيقين الذين عملوا معها، لقد كانت أم كلثوم قبل رفع الستارة، تأتى بعازف الأوكورديون فى ذلك الوقت: فاروق سلامة، وتلف به على كل الموسيقين لأن الأوكورديون آلة ثابتة الأوتار، وتسمع كل الموسيقيين وهم يضبطون أوتارهم.

هل هناك الآن من يفعل هذا ؟ ان الفن موهبة وخبرة وتعلم.

ومن هم الملحنون الذين ترى أنهم امتدادك؟

هناك الكثيرون منهم يحاولون أن يلحنوا ضمن مدرستي، ولكنهم يذكرون ذلك، أنهم يسرقون الأسلوب، ولكنهم لا يعترفون بالسرقة زمان كنا نعترف بأساتذتنا، وأنا لازلت اعترف بأن الشيخ زكريا أحمد هو أستاذي، وسيد درويش هو أستاذنا جميعا، الآن هناك تلاميذ يسرقون، ولا يعترفون.

ومن غير سيد درويش وزكريا أحمد، تأثرت بهم، وتعلمت منهم؟

تعلمت من الموسيقى العربية كلها، وغير سيد درويش و زكريا أحمد كان هناك الشيخ أبو العلا محمد، ومحمد عثمان، وآخرون

عن من ورثت الغناء والصوت الجميل؟

عن والدتي، أبى لم يكن صاحب صوت جميل.

ولمن ورثت الغناء؟

ابنتي اميرة وابني إيناس، فهما يحبان الغناء.

من هو برأيك صاحب الفضل فى اظهار موهبتك؟

كثيرون، منهم المخرج الراحل: أحمد بدرخان، وأذكر أننى قلت له ذات مرة: يا أستاذ، هناك صديق قال لى: الذى لا يرى لايستطيع أن يعمل بالفن، ولا يستطيع الغناء لأن من يريد أن يغني يجب أن يشاهد الناس، ويشير إليهم ولهم ولم يرد احمد بدرخان، إلا عندما بدأ يخرج فيلمية: (العروسة الصغيرة ) والذى مثل بطولتة: يحيى شاهين، ومريم فخر الدين، وسعيد أبو بكر، وصلاح نظمى، وغيرهم، وأتى بى لكي أمثل دور أي واحد من المبصرين، ولكنه فعل ذلك ليزيل عني الاحباط الذى ادخله صديقى إلى قلبي، بل وبعد أن مثلت الدور قال لي أحمد بدرخان: ما رأيك يا أبو السيد، وهل يستطيع صاحبك أن يقوم بتمثيل الدور كما مثلته أنت؟

هل تذكر أول أغنية لحنتها فى حياتك؟

نعم، وقد لحنتها و غنيتها بنفسي، وكانت أغنية اسمها: (بدمى يامصر افديك ) وكانت من تأليف: حنفي فراج.

لم يكن هناك مطرب إلا و لحنت له، ما عدا: عبد الحليم حافظ، لماذا؟

لأن عبد الحليم كان له ملحنوه، الخصوصيون، ثم أنا كنت ألحن لعدد كبير من المطربين والمطربات، وكانت متعتي أن استمع إلى غناء عبد الحليم.

لماذا لا تتبنى أصواتا جديدة؟

أنا أحب اكتشاف الأصوات الجديدة وتقديمها لأول مرة، ثم على الآخرين أن يكملوا المشوار، وهناك كثيرون لحنت لهم الأولى، ثم خلاص الاحتكار.

ولماذا لم تلحن أغنيات جديدة للمطربة وردة؟

أنا فى هذه الأيام ألحن أغنية للسيدة وردة، وأغنية للسيدة ميادة الحناوى، وهناك مطربة لحن لها الموسيقار الراحل: محمد عبد الوهاب وهي: سمية، وأنا ألحن لها أيضا الآن، و لحنت أيضا للمطربة: أصالة نصري، ولحنت أيضا للنجم: محمود عبد العزيز لحنا غناه فى فيلم: خلطبيطة مجانين من كلمات: سيد حجاب.

يقال: لكل شيخ طريقة، فما هي طريقتك ياشيخ سيد فى التلحين، منذ أن تتسلم الأغنية من الشاعر، وحتى تقدمها للمطرب؟ وكيف يأتيك وحي التلحين؟

أحياناً، لكي أستلهم الوحي أغني قبل البدء فى التلحين، وفي العادة أردد أشياء تفتح نفسي، كأن أردد أغنية لسيد درويش، أو داود حسني، أو زكريا أحمد، وأكون قد حفظت كلام الأغنية التى سألحنها.

وإذا انفتحت نفسي للتلحين، أبدأ بعد أن أستحضر الشخصية التى ستغني التلحين، واحفظ الجملة الموسيقية فى ذاكرتي، وأحياناً يحفظ عدد من أصدقائي يكونون معى اللحن، ويذكرونني به إذا نسيته، وهم _ على فكرة _ ليسوا من الوسط الفني ، ولكنهم فنانون بالفطرة.

قيل فى بعض الأحيان أن الملحن لا يستلهم اللحن إلا من تعاطي المكيفات، هل هذا صحيح؟

إطلاقاً غير صحيح، فهل تصدق إذا قلت لك أنني أستلهم اللحن أحيانا وأنا نائم، و تخطر لي جملة موسيقية، فأهب من نومي لكي أرددها، بل وأنا كنت أقوم فى صباح كل يوم من أيام رمضان لكي أردد و أسجل لحن ” المسحراتى ” من أى ” مسحراتى” أو من أي وحي وكلها جمل مختلفة ط، و أرجو أن لا يصدق أحد حكاية المكيفات هذه، فالملحن يعطي أجمل ألحانه حين يكون فكره صافياً وعقله كذلك، ولا يستطيع أن يركب جملة وهو مخمور، أو يتعاطى مكيفات يضيع معيه وعيه !.

فى حياتك صنعت الكثير من الألحان مع الشاعر الراحل: صلاح جاهين، كيف تعرفتما على بعضكما أساسا؟

كان صلاح جاهين قد كتب شعراً بعنوان :”سنان أو طاقية ” وأصبح قصة فيما بعد أخرجها ” صلاح أبو سيف، ولحنها أحمد صدقي، وسمعت أغنية من القصة، وقلت فى نفسى: من الممكن أن يكون صلاح مثل الشاعر الراحل بديع خيري، وأنا مثل الشاعر سيد درويش، ونعمل مع بعضنا، وبدأت أبحث عنه، وكان هو أيضاً يبحث عني، وحتى التقينا، و بدأنا نزور بعضنا، كان هو يأتيني إلى شقتي فى: حى الإثنين، وأنا أذهب إليه فى مجلة: ” روز اليوسف ” و ظللنا نعمل مع بعضنا بعد ذلك.

وماذا عن لقائك بأم كلثوم ؟

رحمها الله، كانت أسطورة، كانت تصادق الذين يضيفون ثقافة الى ثقافتها، كانت تغني وهى تعرف: كيف تلبس، وكيف تمشي، وكيف تتصرف بالنغم، وتميز النغمات والمقامات، تذهب إلى كل نغمة ومقام، ثم تعود إلى المقام الأصلي الذى تغني منه، كانت ثقافة و تاريخاً، كانت شيئاً أسطورياً، ومن شدة إعجابى بها، نسيت المناسبة التى تعرفت فيها عليها، ولكنني لم أفارقها أبداً.

ومن جملة ما أذكر عنها أنها كانت تظل فى البيت، لا تخرج إلا فيما ندر، وحين أطلب منها الخروج لكي تتفرج، وتمته نفسها قليلا، توافق فى البداية، بل وتهيئ نفسها للخروج، ثم تلتفت نحوي وتقول : هل تضمن لى أن خرجت بأن أحدا لن يعرفني؟

وأقول لها : لا. وتقول دعنا إذن نجلس فى البيت، إنها إنسانة عظيمة، تلك الفلاحة البسيطة، بسيطة جداً وعظيمة جداً فى نفس الوقت.

يقال : الشيخ سلامة حجازي، الشيخ سيد درويش، الشيخ زكريا أحمد، والشيخ سيد مكاوى، ما علاقة ” المشيخة ” بالطرب والغناء والتلحين ؟!

لأننا كلنا بدأنا بالموالد، و الموشحات، فمن يقرأ الموالد، يعرف الذكر، وهناك ذكر على الطريقة: ( الليئية ) لايوجد مغني من القدماء إلا وحفظه وغناه، منذ آيمم الشيخ: يوسف المنيلاوى، والشيخ ابو العلا، والشيخ الصفتى، والشيخ أحمد إدريس، وعبد الوهاب أيضا ( فالشيخ بالشيخ يذكر ).

ثم لأن معظم من ذكرت، ومنهم أنا، كانوا يرتدون ملابس الشيوخ، مع العمة.

ومع ذلك فأنت متهم دون غيرك من الشيوخ بأنك ضد تطور الموسيقى العربية؟

تطورها يعنى ايه ؟ التطور إن تم، فيجب أن من داخل الموسيقى العربية، وقد تطورنا فى هذا الإطار، فقد كان المغني أيام زمان يقفل وصلته ب ( ترك ) أو ( آه ياعينى ) فهل هناك اليوم شئ من هذا ؟ لقد تطورنا، وأنا مع التطور، ولكني ضد أن أسرق جملة موسيقية غربية أو حتى شرقية، ثم أقول : هذا تطورا.

وما رأيك بما فعله الأخوان رحباني فى لبنان، من تطور؟

إنهما أبداعا و أتقنا ‘ بل وهناك آخرون تطوروا و طوروا، مثل الملحن الراحل: فليمون وهبه، فقد كانت ألحانه شرقية عربية، وعلى سبيل المثال لحنه: ( جايبلى سلام ) كان فى اليوم التالي على لسان كل الناس، وأنا أريد أن يتم التطور على أساس حب الناس، لاعلى أساس ما يسمى الآن: التوزيع الموسيقى، ومن أول يوم فكروا فيه فى التوزيع الموسيقى، لم يحدث أن غنى أحد ما يسمونه ب ( الهارمونى ) إنه شئ غير ممكن فى التطور، ثم يأتي جهلة ليقولوا على من ينكر ذلك بأنه جاهل: و أعود لأقول أن الأخوين رحبائى اعطيافنا عظيما، وهو ما ردده الناس مثل: ( حبيتك فى الصيف ) أو يابا لالا ) وأمثلة كثيرة أخرى.

هل استمعت إلى ألحان وصوت المطرب اللبنانى ملحم بركات؟

نعم، وأنا أحبه، وهو فنان ممتاز، وله لحن يعجبني جدا من مقام: ( الماجير ) وكل أغانيه تعجبنى.

لقد مثلت للسينما ولكنك لم تستمر ألم تحب التمثيل؟

بل أحببت التمثيل جدآ ، ولكني لم أندمج به جدا، ولم أرمن شجعني عليه كما فعل المخرج الراحل: أحمد بدر خان هذا عن إنسانيته، فأنا أذكر أنه كان يأتيني فى الساعة الخامسة صباحا ليأخذني ويكشف عند أحد الأطباء على عيني، لكي يعرف إذا كان من الممكن أن أبصر بهما.

لقد واجهت فى حياتي متاعب كثيرة، لقد كنت أشعر بأن هناك من كان يجلس معي، و يشاور على، ويقول لمن يجلس إلى جانبه أشياء غريبة، ناس تجري وراء المخرجين لتقنعهم بأن لا يستعينوا بي، بل وهم استغلوا حبي للنكتة و القفشة، وكانوا يروون عني نكت لم أقلها ضد كل شخص: مخرج أو منتج، بل و أبلغوا أم كثلوم مرة أننى قلت قلت أشياء ضدها، ونكتة تزعلها ، وكان البعض يستغل محنة البصر عندى، ويتقولون عني، و يفسدون علاقاتي بالناس، وقد تعبت كثيرا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.

هل هناك حادثة معينة؟

نعم فهل يصدق أحد أن أم كلثوم قد لامتنى بنفسها فى ثانى حفلة لى على المسرح ، وأنه لا يكتب عن ذلك خبر واحد، لأن محمد عبد الوهاب لم ينم فى تلك الليلة، وذهب و تلفن لكل كبار الصحفيين بأن لا يكتبوا عنى.

وهناك حادثة أخرى، فقد اختارني الممثل والمنتج: محمود إسماعيل لفيلم اسمه: ( نور فى السماء ) من إخراج: حسن حلمي، فجاء شخص اسمه سلامة، وسلط الموسيقيين على و حرضهم لكي يعزفوا نغمة ( دو ) على مقام ( النوا) لكي تبقى النغمة عالية على صوتى، وبذلك يقول المخرج: لا ينفع: وشعر منتج الفيلم بهذا فقال لهم : حرام عليكم.

ثم هناك مقالب كثيرة من هذا النوع هذا إلى جانب أنهم أشاعوا أنني: إنسان مادي، وأنا لست ماديا ولا طماعا.

وحين يقولون ذلك أكون لم أتناول طعام عشائي لعدم وجود فلوس، يعنى بالخلاصة: أنا تعبت جدا.

ولعلك لذلك هربت من المجتمع الفنى فلم تعد تظهر فيه ويقال أنك متعال و مغرور؟

أستغفر الله العظيم، أنا لست متعاليا ولا مغرورا ، ولكني فضلت أن لا أظهر لأن هذا أكرم وأحسن لي و أستر، والملحن الكبير: رياض السنباطى كان هكذا، رغم أنه كان من الممكن أن يظهر لأنه سيراهم، ويعرف ماذا يقصدون حين يشيرون إليه، ويتحدثون همسا.

هناك سؤال أخير  أنت على دراية به: ما رأيك فيما ادعته السيدة سنية محمد السعيد أرملة الملحن رؤوف ذهني بأن زوجها هو الأب الشرعي ل 43 أغنية من روائع ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب؟ و جعلتك شاهدا على ذلك؟

الملحن الراحل: رؤوف ذهني، كان صديقي، وقد أثار هذا الموضوع فى حياته أكثر من مرة، وكان يقول: أنا لحنت هذه الأغنية، وتلك الأغنية، ثم تطلع الحكاية على (فاشوش ) ولا يبقى منها شئ.

والحكاية من الأساس أن زوجة الموسيقار عبدالوهاب الحقه بالعمل فى مكتبه كسكرتير فى فترة معينة وكان يطلب فلوس بين وقت وآخر، وكان عبدالوهاب قد أعطاه شقة فى عمارة: ( الجندول ) عندما كان يملك العمارة، وأنا أحب أن اقول بالمناسبة آية من آيات القرآن الكريم : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ).

وما هو المعنى الذى تريد أن تذهب إليه من ذكر هذه الآية الكريمة؟

أريد أن أقول: لو كنت تلحن ألحانا لعبد الوهاب ، أليس من الأفضل أن تلحنها لنفسك؟ ثم اذا حدث وقبلت أن تلحن له وأخذت أجر على ذلك، فلماذا تثير الحكاية؟ ثم أريد أن أخلص إلى القول: أن دعوى السيدة سنية باطلة، وليس فيها شئ من الحقيقة، ولا عندها أى اثبات، وأنا معها فى هذه القضية.

 

 

اقرأ أيضاً..رانيا يوسف: بدأت مشواري الفني عارضة أزياء بالصدفة (حوار)

البوابة الإلكترونية لمحافظة الشرقية نتيجة الشهادة الإعدادية 2024….إليك التفاصيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى