أسامة مهران: الاقتصاد المصري .. معركة الدولار والذهب ووزن الرغيف
أم المعارك لن تكون آخرها ، معركة الدولار مابين السوقين المصرفية ” والسوداء ” ، معركة الذهب ما بين سعر الدولار ووضعه الشاذ في السوق المصري ، ثم معركة السلطات مع وزن الرغيف وسعره ونقاوته بعد التعويم اللاحق لصفقة ” رأس الحكمة ” .
كل ذلك ينبئ بأن ام المعارك التي تهيأت لها السوق المصرفية المصرية قبل شهور قلائل مع تجار السوق السوداء ، والحقائب الخضراء ، جميعا كانت تنبئ بأن وضع الاقتصاد قد بدأ في التحسن وأن ضمير التجار والخبازين وحتى الباعة الجائلين هو المعضلة ، هم الذين يرفضون تخفيض اسعار السلع الاساسية السمك والبيض والدواجن واللحوم ، وخرجت الصيحات وبدأت حملات المقاطعة الشعبية للأسماك ، تحت شعار ” لما تعفن ” ، والبيض ” لما يمشش ” ، واللحوم والدجاج و .. وًو .. وًو الى آخر القائمة الاستفزازية للناس ،. رغم ذلك مازالت اللحوم علي حالها الاسعار تتراوح بين ٤٥٠ و٥٥٠ جنيه للكيلو ، والدواجن مازالت رافضة لأي تعاون مع الجمهور وكذلك الحال بالنسبة للبيض حيث ان اسعار الاعلاف لم تنخفض وخدمات التدفئة بازدياد في التكلفة نظرا لارتفاع اسعار النفط الذي نستورده بعد ان كنا ننتجه ونصدره .
وها نحن اليوم أمام لعبة كراسي موسيقية في أسعار الذهب ، النفط يرتفع ولكن الذهب يتراجع رغم انه عالميا مازال يحقق قفزات بهلوانية دفعت عائلتي ” روتشيلد وأوبنهايمر ” اليهوديتين بالامتناع عن ضخ مزيد من الاستثمارات في محاجر زيمبابوي وركزوا جل استثماراتهم علي الماس والمشغولات والاحجار الكريمة . ارتفاع الدولار يعني ارتفاع الذهب لكن انخفاضه هل يعني وزنا افضل للرغيف وسعرا اقل للسياحي منه ؟.
قبل اسبوع على وجه التقريب فتحت التليفزيون على احدى القنوات الفضائية فإذا بي أحدٍ اعلامي مشهور وقد تحول الى ” فران ” أي خباز امامه طن من ارغفة الخبر البلدي والفينو وراح يزن ويتذوق كل رغيف ويكتشف مع السادة المشاهدين اذا ماكان مذاق الرغيف بتمتشى مع ضبط سعر صرف الدولار أم لا ؟ وهل وزنه يتطابق مع ما تم الاعلان عنه حول الرغيف السياحي متوسط الحال ، هل النخالة فيه كافية ، والسمك مناسب والسعر لا غبار عليه ، بل هل يصلح لسندويشات الجبنة المصرية البيضاء وهل يمكن فتح رغيف الفينو بسهولة ويسر واريحية أم ان جودة هذا الرغيف اصبحت دون المستوى ؟!
الاقتصاد المصري بدا هكذا يدور في حلقة مفرغة مضحكة بين الابتلاع والامتناع ، بين الاستماع لاعلامي ومحلل وخباز في نفس الوقت او بين خبير اقتصادي لا يضع كل آماله عند حدود رأس الحكمة ، لربما تجد في الأمور امور ؟!!!
إقرأ المزيد
موعد اطلاق مسابقة “أنا المصرى” للأغنية الوطنية للشباب