طارق الحريري يكتب: قراءة مختصرة لطائرات الحروب الكلاسيكية والمسيرة
تتميز الطائرات المسيرة فى المجال العسكرى بأفضلية كبيرة فى كثير من جوانب المعارك من الجو، وتتصف بجدوى فائقة مقارنة بمثيلاتها من طائرات القتال الجوى التقليدية، مثل الإف 16،والميراج الفرنسية، والميج الروسية، وغيرها من الدول الكبرى المنتجة، الشاهد أنه بسبب تطور صناعة المسيرات ونتيجة لسهولة مكونها التكنولوجى أصبحت متاحة لكل الدول، ومن ثم الجماعات المسلحة التى تتصارع مع قوات الجيوش النظامية، فيما صار يصطلح عليه “الحروب الهجينة”، فى تحول يقلب المسار العسكرى رأسا على عقب، بسبب تخلخل أسس الاستراتيجية النمطية فى مسارح العمليات، والإخلال بقواعد التكتيكات المتعارف عليها أثناء المعارك.
المقارنة بين طائرات القتال التقليدية والمسيرات من حيث التكلفة المادية والمالية تكشف فداحة الفارق بينهما فالطائرة المسيرة زهيدة للغاية فى تكاليف الإنتاج فالطائرة الأمريكية إف 35 يتجاوز سعرها مائة مليون دولار بينما يبلغ ثمن أغلى طائرة مسيرة فى العالم 11 مليون دولار متعددة المهام من نوع “إم كيو9” وهى تستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بوزن 1.7 طن، يبلغ مداها 3000 كيلومتر. تحلق على ارتفاع 50 ألف قدم، قادرة على التحليق 27 ساعة، ومع هذا توجد مسيرات بالغة التأثير فى مهامها لا يتجاوز سعرها عدة ألاف فقط.
تحتاج طائرات القتال التقليدية إلى قواعد جوية ذات مساحات شاسعة من الأرض، وصيانة دائمة لمدارج الطائرات، وحظائر مؤمنة ضد العدائيات الصاروخية والجوية، بينما تستغنى المسيرات عن كل هذه الأعباء المادية، علما أن المسيرات لا تحتاج إلى الإجراءات اللوجستية والفنية مع كل عملية طيران كما هو الحال مع طائرات القتال الكلاسيكية، إضافة إلى الكلفة الباهظة لإعداد الطيار الحربى الذى يستغنى عن دوره فى المسيرات، وبالتالى انتفاء الحاجة إلى مقصورة القيادة بتعقيداتها ووزنها، هناك عامل آخر مهم يتمثل فى إمكانية استخدام خامات ولدائن فى صناعة الهيكل والبدن تقل فى وزنها كثيرا عن تلك المستخدمة فى الطائرات التقليدية، كما تم تطوير نماذج تستخدم تقنيات الطاقة الشمسية للتخلص من أحمال الوقود فى الرحلات الطويلة.
يغير دور المسيرات عميقا طبيعة الحروب المعاصرة وفى المستقبل.