الشيخ أشرف محسن يكتب :القدر

ذلك السر المكتوم عن الخلق فلا يعلمون حقيقته على وجه اليقين، ولا يعلمون كيف يفعل القدر فيهم، فهو محجوبة حقيقته عن الخلق، ولا يصل فيه أحد إلى حد اليقين إلا أن يكون قوى الإيمان مستقيم الطريق، قوى التسليم.

والقدر فى حقيقته هو فعل الله تعالى فى الخلق، مستتر فيه منافعهم وحياتهم وما يصيرون إليه، وهو قوة الله القاهرة التى تفعل فعلها فيهم.

 

وهو خير كله بالنظر إلى فعل الله تعالى، فلا يوصف فعل الله بالشر مع أنه تعالى خالق كل شيء، ومنها الخير والشر، لكن إذا نسب الفعل إلى الله فلا ينسب بالشر، وذلك من جهة التأدب مع الله، ومن جهة أن المآلات لا يعلمها إلا الله.

 

وأما النظر إلى القدر من جهة الخلق فهو يوصف بالخير والشر، وذلك أن ما يكون فى حياة الناس إما أن يكون خيرا بالنسبة لهم أو شرا بالنسبة لهم، مع أن ذات الفعل ممكن أن يكون خيرا لبعضهم وشرا لآخرين، فمن مات له عزيز اخ أو أب أو أم أو ابن… الخ نظر إلى أن فقد هذا العزيز شر لا محالة، وربما كان موت هذا لآخرين هو عين النفع وعين الخير الذى يريده، لأجل ذلك قلنا أن فعل الله فى نفسه والقدر بالنسبة إلى الله لا يوصف بالشر.

 

وغاية ما يمكن لنا بالنسبة إلى القدر التسليم والإيمان والثقة فيما عند الله، ثم الرضى بكل ما يقدره الله، وكذلك أن نبحث عن بعض الحكم التى تستتر فى الفعل، والبحث عن حقيقة هذا الفعل، فإن وجدناها كان ذلك القدر بالنسبة لنا عين المشاهدة، وإن لم تظهر لنا كان علينا أن نرفع أيدينا إلى السماء معترفين بقدرة الله تعالى وبعجزنا.

 

هذا هو معنى من معانى الإيمان بالقدر وهناك معان أخرى كثيرة نسأل الله التوفيق والسداد.

 

إقرأ ايضا

 

قرارات البنك المركزي المصري 2024