وجيه يعقوب: كتبت 200 عمل للأطفال.. ويجب ان يكون الكاتب صاحب رسالة
أصدر الناقد والأكاديمي وجيه يعقوب السيد أستاذ النقد الأدبي الحديث بقسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس، العديد من الإصدارات للأطفال، ومنها سلاسل تصل الواحدة منها إلى أربعين قصة.
ولكل هذه الأمور استضافه جروب فنجان قهوة ليتحدث حول كتابه “فإني قريب” والصادر عن روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة.
وتحدثت شيريهان محمد أدمن الجروب حول الكتاب في بث مباشر ومن بعدها تحدث الدكتور وجيه يعقوب السيد قائلا:” البداية لي في الكتابة كانت مع حمدي مصطفى رحمة الله عليه قبل ان أكون معيدا في الجامعة، وكبت قصص أطفال ولم يقل لي أتركها وسنقرأها ونرد عليك، ولكنه فرأها مباشرة ووضع بعض الملاحظات عليها، وتم قبول سلسلتي للأطفال وطبعت في المؤسسة منذ 30 عاما، والحقيقة أحببت تعاملي مع المؤسسة العربية الحديثة، حتى حينما سافرت لم ينقطع التواصل بيننا.
وأضاف:” إن للغة العربية ليست بعيدة عن مجال الدين فحين ندرس النجو والادب القديم يكون متعانق مع النص الديني والامر الأهم أن لي قراءات في الدين والتفسير وانا لدي في مكتبتي معظم التفاسير القديمة، وأقول ان دارس اللغة العربية ومن يريد تذوق جماليات اللغة العربية يرجع للتفسير والاهم انني حين أعرض أمر ديني لطفل لابد أن أرجع للمراجع الأصيلة التي تكون فيها المعلومة صحيحة وإلا سأقدم معلومة خاطئة، ولن يمر الكتاب لأنه يراجع من الازهر الشريف وغيرها، وهذا هو الأساس الذي يحكمني في الكتابة.
وتابع:” طرحت للأطفال 200 قصة للأطفال مع المؤسسة العربية الحديثة، وأعتبر المؤسسة بيتي وتاريخي وكل شيء جميل كان مع المؤسسة وقمت بعمل سلسلة نوادر أشعب وقصص أسماء الله الحسنى للأطفال وكانت أول محاولة لكتابة قصص عن أسماء الله الحسنى في مصر وكانت من خلال المؤسسة العربية الحديثة، منذ 25 عاما، وموثقة بالتاريخ وكان هناك قصة بجانب الحكي، وهنا القصة يجب أن ترتبط باسم من أسماء الله الحسنى، كما قدمت سلسلة اشبال الإسلام وحصلت على جائزة السيدة سوزان مبارك، تاريخي مع المؤسسة يسعدني ويمنحني طاقة وان هناك أمور حلوة نتعامل ونسعد ونستمر فيها.
وأكمل:” وعن فكرة تأليف سلسلة نوادر اشعب فكنت عملت في مجلة باسم للأطفال عام 1992، وكان معنا رساما جميلا هو عبد الشافي سيد، وكنت أكتب الباب الديني والتاريخي والتراثي في المجلة، فقال لي:” ما رأيك في أن تكتب كتاب، وأكمل بان شخصية جحا استهلكت وان شخصية أشعب ونوادره هي الجيدة فاقتنعت بكلامه، واحضرت نوادر اشعب وقرأت كتاب توفيق الحكيم عن أشعب وقمت بتجهيز المادة العلمية، وبحثت عن الفكرة بشكل جيد ومن هنا تطورت الفكرة حتى وصلت لشكلها الأخير وطبعنا منها 26 قصة للأطفال وهناك 12 قصة تحت الطبع.
وعن الكتابة للطفل واصل الدكتور وجيه:” أنا أرى ان الكتابة الجادة فيها معاناة، أي كتابة سواء للأطفال أو للكبار، والكاتب يجب أن يكون صاحب رسالة ويعرف كيف يعبر عنها ويفكر كثيرا عن طريقة وطبيعي ان يجد معاناة كبيرة، لدرجة انه أحيانا ينصرف بعض الكتاب عن التأليف في كتاب بعينه بسبب عدم قدرتهم على كتابتها، وفعل هذا نجيب محفوظ بعد انتهاءه من أولاد حارتنا حين ظل لمدة 6 سنوات لا يكتب شيئا، ظل ست سنوات في حيرة فالكتابة الحقيقية معاناة وكتابة الأطفال صعوبتها أننا نعتبر الطفل رجل صغير ونكتب له من هذا المنظور، لأنه يمكن أن يكون للطفل خيال قوي فيقول إن الكاتب يكذب ويجب أن نعرف علم نفس الأطفال جيدا، ولا ننفر الطفل بالأساليب والكليشيهات مثل قول بعض الكتاب “يا بني”، و”هلم بنا” وغيرها مما يجعل الطفل يشعر بالتوجيه من الكاتب، الطفل ذكي جدا وهناك نموذج للكاتب العبقري كامل كيلاني في هذا، لان كيلاني كان يرى مساحات لا يفكر فيها لا الطفل، وكانت تناسب الأطفال وليس الكبار،.
واستطرد الدكتور وجيه:” الطفولة فترة ممتدة وتبدأ من عمر شهر وشهرين، لأنه في هذه المرحلة يحتاج إلى أن يشعر بمن وما حوله، وكل مرحلة لها كتب بعينها، وعلى الكاتب للأطفال أن يعرف تماما إلى أي مرحلة يكتب، فهناك مرحلة من عامين إلى 6 أعوام، وهناك مرحلة من 6 أعوام إلى 8 أعوام، وحتى سن الـ 18 عام مراحل كثيرة.
واختتم:” لو أن الكاتب أحب الرسالة التي يقدمها للقارئ الصغير، فسيستهويه الأمر وسيشعر بالسعادة حين يشعر ان ما يكتبه للأطفال يصل للأطفال، فمثلا انا مدرس في الجامعة ولي زميلة في اللغة الاسبانية وتعرفني وأعرفها ولا تعرف الا اني أستاذ في الجامعة، ونجلس مع بعضنا في مكتب كبير يضم هيئة التدريس بجامعة عين شمس، وحين جاء ابنها ليزورها فقال لها هل هذا هو الدكتور وجيه يعقوب الذي يكتب للطفل ففرحت جدا، كانت رسالة أو إشارة على أن ما أكتبه يصل إليهم، وكانت هناك رسائل كثيرة من أناس لا اعرفهم، وكانوا يقولون انهم تربوا على كتاباتي، رصيد هائل من محبة الأطفال لا يعوضه أي شيء في هذا العالم، المحبة أكبر من كل شيء وتهون كل الصعوبات التي يجدها الكتاب، وتعويض جميل عن كل ما يبذله الكاتب في الكتابة.