حسين عبد العزيز يكتب : عشرون عام على رحيل الدكتور ذكى نجيب محمود ولا أحد تذكره ؟

مداخلة لبد منها ( لا أدرى كيف مر هذا الحدث دون أن ينتبه له احدا من أهل الثقافة وخصوصا المجلس الأعلى الثقافه ويقيم احتفاليه يحتفل فيها بتلك القيمة التى وصفها عباس محمود العقاد بقوله ” أنه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ، فهو مفكر يصوغ فكره أدبا و أديب يجعل من أدبه فلسفة “ونحن من جانبنا سوف نقف قليلا عند هذا الكتاب القيم كمثل كل ابداع وإنتاج الدكتور ذكى نجيب محمود الذى ولد فى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط سنه ١٩٠٥ وتوفى فى عام ١٩٩٣ .
وبتلك المناسبة نقدم تلك القراءة لهذا الكتاب القيم ( قيم من التراث ) كتاب للدكتور ذكى نجيب محمود . والدكتور قيمة فلسفية وفكرية لا تريد منى او من غيرى ان يقول و يقر بذلك ، لكنه يريد أن نقرأ إنتاجه ونتعلم منه لكى تتحسن حياتنا.. فهو اى المفكر كما رجل المرور الذى يوضح لسائقى المركبات طرق السير السليمه ، فيصلو الى مبتاغهم فى امان ..كذلك فعل ويفعل أهل الفكر حيث ينشطوا بالتفكير لكى يقدموا نماذج تساعدنا فى الحياة ، فى أن تكون أفضل وأحسن .. أقول هذا لان التفكير من أجل حياة أشمل وأهم من التفكير فى الا تفكير ، فيضر الا تفكير المجتمع ؟!
والدكتور ذكى نجيب محمود فى هذا الكتاب الواضح من عنوانه يعمل جاهدا على أن يقدم لنا قراءة جديدة أو يلقى نظرة مختلفة للتراث ..وأنا اريد أن أشير الى بداية معرفتى بالدكتور ذكى حيث كانت فى التسعينيات من القرن الماضى ، من خلال مقالاته التى كان ينشرها فى مجلة العربى وكانت مفاجأة سعيده أن صدر كتاب يجمع مقالات الدكتور المنشورة فى مجلة العربى ،ثم كانت المفاجأة الثقافية الكبيرة والتى هى نشرت جريدة الاهرام ” حصاد السنين ،تغريدة البجعة ” وهى مذكرات الدكتور وكانت الحلقة الأولى عن لماذا قرر أن يكتب مذكراته ولماذا اختار لها هذا الاسم .
ومن هنا نعود الى قيم من التراث لنجد الكتاب مكون ٣٩٢ ورقة من القطع المتوسط والكتاب صادر عن مكتبة الأسرة .
وكعاده أهل الفلسفة يأتى الدكتور ذكى نجيب بمشكلات معينة ويضعها امامنا ويعمل فيها قلمه وفكره لكى يحللها لنا ، لكى نرى أفضل وأحسن لنرى الحقيقة التى لم تكن واضحة لنا ، والفلسفة كما نعلم جميعا هى انها تبداء من التعجب وتنتهى بإزالت التعجب ، وهذا يعنى أن دورها لا يمكن تثمينه ، لانه لا يمكن ان يوجد مجتمعا ما من غير ان تكون به فلسفة تعمل فيه فعل الجراح الذى يتعامل مع المرض الذى لبد ان يستأصل ، حتى لا يتفشى فى الجسم كله فيحدث له ما يحدث لنا منذ زمنا بعيدا ..
لاننا لا نعرف ما هو المرض ، وهذا يعنى أننا لا نعرف كيف يكون العلاج ، ومن هنا فنحن نعيش فى دائرة مفرغه من كل معنى او قيمة فى تلك الحياة ونتيجه لذلك أصبح الموت أغلى أمانينا ، ولا نرغب فى حياة أفضل ، ونكتفى بأننا نعيش فقط لا غير ؟!
ونجد الدكتور ذكى نجيب محمود يشير الى تلك القضية الخطيرة للغاية ، وهو يرد على المفكر روجيه جارودى وهو يصف الحضارة الغربية بأنها ” حضارة بلا أهداف ، وأن الإسلام يمثل الحياة الكاملة ، التى تعرف اهدافها “
وهذا الرأى اوضح ما فيه الدكتور ذكى من خطورة تفسد حيانتا بالضبط مثل الذى يسافر الى الخارج ويكون اموالا كثيرة ،لا تعد ولا تحصى ، وان سأله احد اخوته السفر والعمل ، فيقول ان العيشه صعب والناس لا تجد شيئا تعمله هناك ، وهنا أفضل من السفر ..
وهو يفعل ويقول ذلك حتى لا يساعد احدا لكى ينال الفرصة فى تحسين وضعه الاجتماعى والاقتصادى .
ويبقى هو الأفضل والأحسن والأميز ولهذا هاجم جارودى الحضارة الغربية ودافع عن الاسلام كى يبقى الوضع على ما هو علية .
ونجد الدكتور ذكى ينتهى كتابه بفصل مهم جدا ان نقف عنده وهو تحت عنوان “لك أنت الولاء يا مصر” وتلك نقطة مهمه جدا حيث منذ ان ظهر حسن البنا وهو يردد أن الولاء للدين وليس للوطن ، لان الوطن قطعة عفنه ، والمخيف فى الامر انه يغلف سمومه بالدين ..حتى يقدر يلعب فى عقولهم ، فلا يهتموا بشئ ذو قيمة تذكر ، ويتحول كل شئ عندهم وفى حياتهم للموت ولما بعد الموت ..
ونسوا تماما ان من يكسب الدنيا يكسب الاخرة .. لان الدنيا هى الطريق إلى الآخرة .. اى المعبر اليها ، ومن يعبر هو الماهر فى التعامل معها ، اى الذى يكسب الدنيا هو الذى يكسب الاخره والعكس صحيحا اقول هذا إن كنا نتحدث بصدق عن الاخره وهى مبتغنا جميعا .
وفى فصل جميل ومميز جدا نجد الدكتور يكتب ويحلل الفرق بين النمل والنحل ولماذا يجب ان نكون مثل النحل الذى يجمع مكونات غذائة من اماكن شتى ، ثم بعد ذلك يصنع غذائه ، وغذائه هذا ينتج لنا أجمل غذاء للإنسان ، أنه عسل النحل . وهذا النظام هو المتبع فى اليابان حيث تجمع المواد الخام لتصنعها ، ثم تصدرها لدول العالم.
أما النمل ونظام عمله وتحصيلة على غذائة ، فهو نظام ينفع النمل لكنه لا ينفع الانسان ، لكنه للاسف هو النظام المتبع فى حياة الانسان العربى ، الذى يعمل معظم وقته من اجل تجميع غذائ وتخزين القدر الاكبر منه للمستقبل ..
دون العمل و الاستفاده مما هو متاح من امكانيات لا تعد ولا تحصى فى باطن الارض وعلى ظهرها وفى الجو ، يحدث هذا لاننا نعمل بنظام النمل وليس النحل.
اقرأ أيضاً..الاستعلام عن الضمان المطور نفاذ.. إليكم التفاصيل
الاستعلام عن فاتورة الكهرباء السعودية برقم العداد..اعرف الرابط والخطوات