الشيخ أشرف يكتب: التوحيد الخالص

إن دين الله تعالى الذى أنزله على جميع رسله هو الإسلام، لا يقبل الله تعالى إلا هو، وهو فى معناه الاستسلام لله تعالى، وهو قول إبراهيم عليه السلام لما قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين،
وهو دين كل الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو الإيمان بالله وحده، وهى دعوة كل نبى، وأما هذا الدين الذى اصفانا الله له، وختارنا لأن نكون من أتباعه، وهى أعظم منة امتن الله علينا بها، فإن التوحيد فيه هو السمة الأبرز
والتوحيد الخالص فى معناه يكون بتوحيد الله فى كل شئ، فهو واحد لا شريك له فى الألوهية، يعنى أنه سبحانه ليس له شريك فى أفعال، الألوهية فى الخلق والتدبير وغيرها من أفعال الألوهية،
ووحدانية فى الربوبية فهو الرازق المتصرف فى شؤون خلقه
وكذلك وحدانية فى أسمائه وصفاته ليس كمثله شئ
وتظهر عند المسلم معانى الوحدانية فى صرف العبادة له سبحانه فقط من الصلاة والتوجه والذبح والنذر وهى أفعال لا تصرف لغير الله عند المسلم المستمسك بدينه.
وانظر إلى توجه المسلمين في الصلاة، يتوجهون جهة بيت الله الحرام وهى وجهة واحدة لدى كل المسلمين في أقطار الأرض، وهى صفة رمزية للوحدة والتوحيد والعبادة الواحدة والمقصود الواحد، وتوجههم جهة واحدة فى الحج كذلك تأكيد لمعنى الوحدانية،
وكذلك وحدانية فى صرف مالا يكون إلا لله إليه، فالدعاء لا يكون إلا لله، والقصد لا يكون إلا له، وتعلق القلوب كذلك، وأنه لا يملك الضر والنفع إلا الله.
وتظهر الوحدانية فى كتاب واحد ياخذ منه المسلمون عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم وسلوكهم، والسنة شارحة للقرآن مبينة له، فهذا توجه واحد لكتاب واحد بلغة واحده.
هذه أهم ما يميز الدين الخاتم الذى ارتضاه الله لعباده توحيد لله فى كل شئ، وصرفه له وحده، وتعلق القلوب به