أحمد فرحات يكتب : إلى الشعراء

 

 

هنالك عدة أنماط للنظام التقفوي؛ نظام البيت الواحد والقافية الواحدة – كما هو معروف ومتبع في الشعر العربي القديم.

 

وهنالك نمط البيت الواحد من قافية واحدة، وسنطلق عليه القافية الأحادية، ثم يردفه الشاعر بشطر بيت من قافية مختلفة في مثل:

 

الصِّبا الحُلوُ والحبُّ والحُسنُ بين اليديْنْ

هــا هنـــا في ربيعِ الحياةِ نُرى مهجتينْ

في تـــصــافٍ يـــذيـــبُ الخــجـــلْ

* * *

أقبلـي يــا هـوايَ تُحييــكِ دنيا المنى

وامرحي بين روضي وهيا لِمرْحِ الهوى

نــتــغنَّـــى بــدنــيــــا الأمــــــلْ

 

 

وهناك نمط الثنائية المزدوجة، وهي أن يقسم الشاعر قصيدته بيتين بيتين، كل بيتين لهما قافية معينة، وداخل البيتين يلتزم الشاعر بالقافية الداخلية، وتكون موافقة لما قبلها، وذلك في مثل:

 

 رحماكَ يا قدري وقد طالَ السُّرَى    والقلبُ ظمآنٌ، وروحي حــائرهْ

وأعيشُ وحدي باحثا علِّــي أرى     طيفَ الحقيقةِ في الرِّحابِ الطاهرهْ

* * *

حيثُ التعبُّدُ للجَمـالِ الخالـــدِ       للواهبِ الأسمى: مصوره القديرْ

هو سرُّ يَنبوع الضميرِ العابـــدِ   ومنارُ حقلي والقداســةِ و العـبيرْ

 

 

وقد يلجأ الشاعر إلى نمط آخر؛ وهو نمط الثلاثيات المزدوجة التي يتم فيها بناء المقاطع في صورة ثلاثة أبيات تتحد قافية الأشطر الأولى منها، وتأخذ الأشطر الثانية قافية متحدة أخرى في مثل:

لمن أَهــديكَ يا قلـبي و أُهديهــا               هذا الشِّعرِ أم للفجرِ اُبديها ؟

فهيَّــا زهـــرة الأيــام نَرويهــا               دنيــا الفن قرباناً.. ونفــديها

ويـا مَن روعــةُ الأقدار تحدوها             خيـالاتٌ... ستهدينا ونهديها

 

 

وقد يلجأ الشاعر إلى نظام الرباعيات المزدوجة، وهي التي يتم فيها بناء المقاطع في صورة أربعة أبيات تتحد قافية الأشطر الأولى منها، وتأخذ الأشطر الثانية قافية متحدة أخرى. مثل قوله :

 

أيْ ملاكَ الروحِ هُبي مِن سُباتك

  شاركيني العمر تحلو فيه كأسي

عشتِ في فكري، وحسي في ارتقابك

  أسألُ الأوهامَ و الدنيا ونفسي

هذه حواءُ تغدو في إهــابك

  كلُّ حواء أراها قيـد رجسِ

لم يكن لي منكِ حـتى ارتعاشك

  ضلَّ عنكِ الحبُّ يا أوهامَ حسي

 

وأحياناً يلجأ الشاعر إلى القوافي المتعانقة، (حيث تتفق قافية البيت مع قافية البيت الذي بعده، أو القوافي المتقاطعة، حيث تتفق قافيته مع قافية البيت التالي لما بعده، أو القوافي المستقلة التي لا تماثل بينها على الإطلاق ففي المقطوعة الأولى نجد أربعة أبيات، البيت الأول والثالث بقافية، والبيت الثاني والرابع بقافية مغايرة، وهكذا في باقي مقاطع القصيدة التي تصل إلى ثمانية وأربعين بيتا، وهذا ما يسمى بالقوافي المتقاطعة، مثل:

  أَوَ كُلَّمَـا غَرقَـتْ حَـيَـاتي فـي الـرُّبـا

 
  وهَـزَزْتُ أَحْـلامِــي لِأَعْتَـنِقَ الـزّهَـرْ

 
  وَلَقِيْـتُ فـي رُؤْيَـاكِ  مُعْـتَـرَكَ السَّنا

 
  وَهَمَمْـتُ أَلْتَهِـمُ  الضِّـياءَ مِنَ القَمَرْ

 

 

وإذا كانت المقطوعات الأحادية والثنائية والرباعية تلجأ إلى التقفية المزدوجة لصدور الأبيات وأعجازها، فإن المقاطع التي تزيد عدد أبياتها عن أربعة تلجأ إلى التقفية المستقلة مثل:

في المساء الحزينِ الكئيبِ، وعينُ الدجى ساجيــة

والأسى يغمر الكونَ والقلبَ والمهجةَ الشاكيـــةْ

والصدى يندبُ الحبَّ والطُهرَ بين الرُّؤى العارية

 

 

 

اقرأ أيضاً..لينك بوابة الحج المصرية الموحدة 2023

تعرف على لينك الاستعلام عن معلومات التأمين 2023

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى