أنعم الله على أهلنا فى غزة بأن اختارهم واصطفاهم وجعلهم جندا من جند الإسلام يدافعون عن حياضة ويزودون عنه الغوائل، فإذا كان الله استبدل أهل الأرض لما تولوا عن نصرة دينه فقد استعملكم يا أهل غزة فيما استبدل به الناس، وإنه لشرف أى شرف أن تكونوا من جند الله، حفظ الله بكم أرضه، وجعلكم حماة مقدساته، وأرجعتم للأمة كرامتها بعد أن تمغرت وجوهها فى التراب، وسُلط عليهم العدو، واستبسل عليهم الجبان، وفعلت فيهم الآلة الإعلامية فعل الطائرات والصواريخ والدبابات، حتى تمكن منهم الجبن، وسيطر عليهم اليأس، وبعد عنهم النصر.
فإذا أنتم يا أهل غزة تحيوا ما مات، فأحييتم الجهاد فى نفوس المسلمين، وأحييتم فيهم الأمل، وقذفتم فى قلوبهم بعضا مما فى قلوبكم، فإذا ما عندكم من عزة وشرف كبير كِبَر العالم كله، وإذا أنتم أعز أهل الأرض اليوم، حتى أحرجتم سياسيى العالم كله، فاستبدلوا كلامهم القديم بكلام آخر، ليس فيه إلا اعتراف بكرمكم وفضلكم وشرفكم، فقد علمتم العالم أجمع معنى العزة والشرف، بل علمنا أطفال غزة أننا لم نربى أبنائنا، بل إننا نحتاج إلى أطفالكم حتى تربينا نحن الكبار.

أما مصابكم فإنه أجر من الله ورحمة بكم، فإن الناس يموتون على أى حال، ويصابون على أى حال، فمن مات بالمرض ومن مات فى حادث ومن ومن…إلخ، فللموت أسباب كثيرة أعظمها وأجلها أن تموت مدافعا عن حق، مجاهدا في سبيل الله، واثقا بما عند الله، وإن كنتم لا تحتاجون إلى من يثبتكم فمنكم يأتينا الأمل، وتشدون العزم، وتحيون القضية.

وأما ما دمرته دولة الاحتلال من بيوتكم، وما جرى من تدمير فى الأرض، فإنه بقية أجركم، حتى يشترك أهل غزة كلهم فى الأجر، فمن مجاهد ومن محدث نفسه به، ومن هدم بيته، ومن قتل حبيب لديه، ومن أصيب فى جسده، فجميعكم مشتركون فى ذلك.
فضيتنا واحدة وهدفنا واحد، وأنتم الإمام لنا مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى وعد الله وهم على ذلك) قيل صفهم لنا يارسول الله قال (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)
يعنى فى بيت المقدس وما حوله فإذا لم تكونوا انتم فمن من الناس؟
لكم كل الاحترام منا ويصلكم دعاؤنا ونتعلم منكم الثبات والمقاومة حتى يأذن الله ونكون معكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى