يعد الاستشراف والتوقع المستقبلي جزءًا أساسيًا من العمل الإفتائي، حيث يمكن للمفتين والعلماء أن يستخدموا هذه المعرفة لتوجيه المسلمين في الظروف المستقبلية المتغيرة، والتي تتطلب دراسة تأثير التطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية والثقافية على المجتمعات المسلمة وتقديم الإرشادات الشرعية المناسبة.
والفتوى الاستشرافية، هي فتوى تستند إلى التنبؤ والافتراض والتوقع، وتهدف إلى مواجهة التحديات والفرص التي قد تنشأ في المستقبل، بما يحقق مصلحة الأمة ومقاصد الشريعة. ولإنجاز هذه المهمة، يحتاج المفتون إلى مركز استشراف المستقبل الافتائي، يكون مؤسسة علمية مستقلة تهدف إلى رصد ودراسة وتحليل الظواهر والأحداث المستقبلية التي تتعلق بالفتوى والإفتاء.
ولا شك أن إنشاء مركز استشراف المستقبل الإفتائي والذي أعلنت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن إنشائه ضمن فعاليات مؤتمرها العالمي الثامن خطوة هامة في مجال الفتوى والإفتاء. لأن هذا المركز سيساعد في رصد التحولات العلمية والتكنولوجية ودراسة تأثيرها على المسلمين. كما يدعم المركز التواصل والتعاون الدولي بين الهيئات الإفتائية لتحقيق التفاهم والتكامل في مجال الفتوى وتوجيه المسلمين في ضوء التحولات المستقبلية.
وكلنا أمل وثقة وعلى يقين أن يتمحور دور المركز حول دراسة فقه الاستشراف وتوقع السيناريوهات المستقبلية، وذلك في إطار المتغيرات الزمنية والمكانية والظروف المستقبلية. وأن يعتمد المركز على البحوث والدراسات العلمية لتحليل وتقدير التحولات والتغيرات المستقبلية وتأثيرها على الفتوى والإفتاء.
وكل الأمنيات بنجاح مؤتمر الإفتاء العالمي الثامن هذا المؤتمر المهم والرائع في موضوعه، والمقرر عقده يومي 18، 19 أكتوبر 2023م برعاية كريمة من الرئيس السيسي وبمشاركة وزراء وشخصيات دولية ومفتين وباحثين من أكثر من 90 دولة؛ وكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقيادات الأمانة العامة؛ فضيلة أ.د شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.