محمد الموجي: أكره محرم فؤاد لأنه مغرور (حوار)

نشرت مجلة الموعد في أحد أعدادها حوارا للفنان الراحل محمد الموجي، حيث تمت مقابلته في بيته، في بيت أولاده وزوجته الأولى، تمت مقابلته هو فقط، حيث تكلم وفسر موقفه من أغنية “قوليلى آخرة جرحى ايه”، ومن محرم فؤاد، ووضع النقط فوق الحروف”، وجاء هذا الحوار بعنوان “محرم تلميذ عاق…لا استطيع منافسة عبد الحليم”، وجاء نص الحوار كالتالي:

لماذا تكره محرم فؤاد ؟

أكد الموجي قائلا “أنا لا أكره محرم .. بل أكره الغرور الذى ملأ نفسه بالحقد على كل زملائه.

ولهذا تسحب منه أغنياتك التى لحنتها له ؟

تابع “تقصد طبعا أغنية ( ياحبيبى قولى آخرة جرحى اية؟، لقد سحبتها منه لأنه لم يؤديها كما كنت أتمنى أن يؤديها.

سمعت أنها ليست الأغنية الوحيدة التى ستسحبها منه، إنك أيضا ستسحب أغنية (حتى يوم العيد ) ؟

قال الموجي “وأيضا سأسحب منه هذه الأغنية ، فهى كزميلتها السابقة، لم يعجبنى أداء محرم لها.

وماذا سيبقى له من ألحانك بعد ذلك (رمش عينه ) .. لماذا لا تأخذها بالمرة ؟

ضحك الموجى وقال، أن محرم أحسن من يؤدى هذه الاغنية، خليها له”.

ماذا يمكن أن تسمى تصرفك هذا .. إنه انتقام ؟

أكمل الموجي “وماذا عند محرم حتى انتقم منه ؟ إنه تلميذ عاق .. إن غيره أحسن منه يعترفون بذلك

متى وكيف استولت نجاة على الأغنية ؟

صرح قائلاً “أولا قولك ( استولت ) ليس صحيصحا ، فقد أهديتها هذا اللحن، لا يعنى بأنها ستغنيه كما يجب أن يغنى، فليس هناك أستيلاء من نجاة إذن.

وتابع “لقد كنت فى حفلة عند نجاة الصغيرة وكان هناك عبدالوهاب، وعبد الحليم، وكامل الشناوى وغيرهم، وغنيت الأغنية، و أعجبب بها عبدالوهاب، و أقترح يغنيها عبدالحليم، و يسجلها لشركتهما ( أسطوانات صوت الفن ) ولكن عبدالحليم رفض الاقتراح، ووافقت نجاة على أن تغنيها بعد أن عرضت عليها الأمر.

 

هل كانت تعلم أن هذه الاغنية غناها محرم من قبل ؟

أكد الموجي بأنها بالفعل كانت تعرف.

ولماذا رفض عبدالحليم ؟

ذكر قائلاً ” لقد قال عبد الحليم رأيه فى ذلك، وقال أنه يغنى لأى مطرب آخر ولا يغنى لمحرم.

وماذا يقصد عبد الحليم من هذا الرد؟

قال إن القصد والمعنى عند عبدالحليم.

لو غناها عبدالحليم .. هل تتوقع لها ذيوعا أكثر من غناء نجاة لها ؟

أكمل أن كلا الصوتين، نجاة، وعبد الحليم من الأصوات التى تؤدى باحساس، وتعطي الألحان نجاحا مضمونا، أنهما فتربنتان جميلتان، تضع فيهما الألحان فتظهر بوضوح وجمال.

لقد كان الأجدر بك أن تعطر محرم فرصة غنائها أمام الجمهور قبل أن تغنيها نجاة ؟

تابع “كانت الفرصة أمامه طويلة، أن عرض الفيلم الذى غناها فيه حتى غنتها نجاة، ولكنه لم يغنها لأنه يعرف أنها أكبر منه، ومن إمكانيات صوته.

لقد غناها فى الحفلة التى أذيعت أخيرا من سينما ريفولى

أوضح قائلا “كنت أتمنى لو أنه الليلة غناها عن رغبة بل عن عناد وتحدي لنجاة، ولهذا فشل فى أدائها.

وصمت الموجى لحظة ثم استطرد يقول “كان المفروض أن تغنى نجاة قبله هذه الافغنية بالذات، ولكنه تحايل على المشرفين على الحفلة، وادعى أنه مرتبط بحفلة أخرى، وطلب أن يغنى قبل نجاة، ووعد بألا يغنى هذه الاغنية، وأملى على رجال الإذاعة اسم أغنية أخرى ليغنيها، ولهذا سمحوا له بالدخول على المسرح قبل نجاة.

ولكنه عندما وقف أمام الجمهور قال ( سأغنى لكم أغنية جديدة غنيتها فى فيلم وداعآ ياحب ) وغنى الأغنية.

وأكد أنه فعل هذا حتى لا تغنى نجاة الأغنية، موقف صغير، وأمور لا يقدم عليها إلا المغرورون، والنتيجة حرمته الإذاعة من الغناء فى حفلاتها الخارجية المذاعة لمدة عام،
كما أوقفت الأغنية بصوته لمدة عام أيضا.

هل كنت تتمنى لو أن نجاة غنتها فى هذه الحظة أيضا؟

أجاب الموجي “نعم، كنت أتمنى ذلك، على الأقل لكى تثبت للجمهور أننى لم أكن أتجنى على محرم، عندما قدمت الاغنية لنجاة.

وماذا تفسر امتناع نجاة عن غنائها بعد محرم فى نفس الحفلة، هل هو الخوف كما قال بعضهم ؟

أكمل “لأنها أرادت أن تحتفظ بكرامتها، وألا تضع نفسها موضع انتقاد.

أنكم أيها الملحنون تقولون أن لكل صوت لونا وطبقة و مقاما، والملحن الناجح هو الذى يعطى الثوب لمن يلائمه، أى يفصل اللحن على قد الصوت.
أكد بأن هذا صحيح وهذه ميزه الملحن الكفؤ.

إذن كيف تضع لحنا لمحرم، وتعطيه لنجاة، رغم أن صوتيهما مختلفان، واللحن الذى يغنيه محرم على ( قد، صوت محرم فقط؟

قال الموجي “لقد لحنت هذه الأغنية لموقف معين فى أحد الأفلام، لحنتها كما يجب أن تلحن، لم يهمنى من سيغنيها، فقط كان هذا أحساسى بالنسبة لكلام الأغنية وموقفها فى الفيلم.

ولكن ( محرم ) خيب أملى فى أدائه، كان اللحن أكبر من محرم.

كان فى إمكانك أن تضع لحنا جديد الكلام، وتحتفظ لنفسك باللحن الأول، مادمت عرفت مقدما أن محرم لن يجيد أداءة ؟

 

أوضح قائلا “لم يسمح الوقت بوضع لحن جديد، كان ذلك سيكيد منتج الفيلم خسارة كبيرة.

وهل تعتقد أن محرم بعد أن غناها لن يجد جمهور يستمع إليها ؟

من قال ذلك ؟.. سيجد جمهورأ لاشك، فلكل مطرب معجبون بصوته.

ولهذا فلا يضر أحدا أن يغنى زميل له إحدى أغانيه، و أن هذا فى صالح الأغنية ومن دواعى انتشارها، وهذا ما يجب أن يحدث، لذا يجب أن نلغي احتكار الأغنية لصوت واحد، إن هذا يحدث فى أمريكا، وأوربا ويلاقى نجاحا كبيرا .. فلماذا لا يحدث هنا ؟

أجاب الموجي “إنك تنسى شهرة المطرب، ومكانته عند الجمهور، وتنسى أن عدد مطربينا قليل، وبينهم منافسة شديدة : ـ ومع هذا فأداء اللحن الواحد سيعده أن يسمع الأغنية بالصوت الذى يعجبه و يطربة).

فى أغنية (( أيظن ) أداها عبدالوهاب، ونجاة، وطلبت نجاة من الإذاعة عدم إذاعة الأغنية بصوتها ما دامت تذاع بصوت عبدالوهاب.

ذكر الموجي بأن الأغنية نجحت بصوت عبدالوهاب لأنه هو الذى خلق اللحن وعاش فيه.

معنى هذا أنك لو غنيت ( ياحبيبى قوللى أخرة … ستجيدها خيرا من نجاة، ومن محرم ؟

أكد قائلاً “ومن عبدالوهاب ، ومن عبدالحليم ، ومن كل المطربين، فأنا أحب ألحاني، وأنا أكثر منهم إحساسا بها

لو أن عبد الحليم غنى ( النهر الخالد، لعبد الوهاب، كما قال، فهل يجيد أداءها ؟

أكمل “نعم سيجيد أداءها، ولكنه لن يجيدها كعبد الوهاب صاحب اللحن، وأكثر الناس إحساسا به وقطعا سيطربنا عبدالحليم وسينحب الجمهور منه.

متابعا حديثه “هذا كما أحب الألحان التى وضعها عبدالوهاب له، كم أتمنى أن يحدث هذا، وأعتقد أن عبدالحليم سيقدم على ذلك فى القريب، لإيمانه بعدم احتكار الألحان.

وهل فى إمكانك مرة أخرى أن تأخذ اللحن من نجاة و تعطيه لمطربة أخرى أو مطرب آخر؟

أجاب قائلاً “نعم لي الحق فى ذلك أيضا.

فقانون المؤلفين والمللحنين يعطينى هذا الحق
وفى كل مرة تاخذ ثمنا له ؟

نعم فى كل مرة طالما أننى لم أتنازل عن اللحن.

أليست هذه سرقة ؟

أكد الموجي أن هذه ليست سرقة، إنما هي حق، ولو نظرت إلى المطرب الذى يغني اللحن فى الإذاعة، والسينما، والتلفزيون والحفلات، و الإسطوانات ويأخذ أجرا عن كل ذلك.

لما استكترت هذا الحق على الملحن ؟ إنك الملحن الوحيد الذى يتبنى هذه الفكرة بمثل هذه القوة

أوضح الموجي قائلاً “ربما لأنني أكتر إيماناً منهم بهذه الفكرة ومدى فائدة الأغنية العربية والمطرب والمؤلف والملحن منها.

هل هناك أغنيات أخرى تنوى سحبها من مطربات أو مطربين آخرين ؟

نعم إذا استلم ماهر العطار أو عادل مأمون للأعمال كما استلم محرم، فسيجد نفس المصير، وأكمل، “إن من حقى أن أعاقب تلاميذى وأوجههم محافظة على مستقبلهم الفني.

لقد سمعت أن فايزة غنت لإحدى شركات الإسطوانات أغنية لحنتها من قبل لوردة الجزائرية

ذكر قائلاً “بالفعل نعم، أغنية ( والنبى ما نساك ) وقد غنتها وردة فى التلفزيون ولم تؤدها كما يجب فعرضتها على فايزة وقبلت.

هل صوت فايزة أجمل من صوت وردة ؟

قال الموجي أنه ليس أجمل ولكنه أقرب للعاطفة  (حراق)

ماذا تقصد بحراق ؟

أكمل “صوت دافئ ( يخليك تتوجع وانت بتسمعه )و وردة صوتها حلو قوى، سليم البرات، ولكنه يخلو من العاطفة والاحساس، وأرشحه للغناء فى الأوبرا، وتابع “أرى أنه لابد لها من أن تمر بتجربة عاطفية حتى يمكنها أن تعيش فى الأغنيات العاطفية.

وصوت محرم ؟

أكد أنه صوت جميل، ولكنه لا يستطيع أن يؤدى كل الألحان.

وهل ستلحن له مرة أخرى ؟

سكت الموجى و أشعل سيجارته الحادية عشرة من سابقتها، ثم نفخ الدخان وقال: ” محرم لا يزال تلميذى رغم هذه التصرفات، ولكني أعتقد أنها مسألة رعونة منه، ويظهر إنه مش عاوز يعقل.

إذن دعني أقول لك أنه لا يريد أن تضع اسمه جنباً إلى جنب مع عادل مأمون، وماهر العطار، أن له، على حد قوله، تاريخا، و كفاحا

قال الموجي إن كفاح عادل يفوق كفاحه، بقى أن يقول لى أيضا ألا أقارنه بعبد الحليم حافظ، وأن يأمرنى بأن ألحن لفلان ولا ألحن لعلان، أريد منه أن يعرف مقدار نفسه ويحترم زملاءة.

وتابع “إن محرم لا يزال فى صف واحد مع عادل، وماهر، وكمال حسنى، ولا أحب أن أقول أنه ربما فاقه أحدهم.

إنك تقصد عادل مأمون .. ولكن الست معى فى أنه رغم كفاح عادل، كما تقول فان صوته لم ينل الشهرة التى نالها محرم ؟

أجاب “لا، لست معك، عادل لم تتح له الفرصة لمواجهة الجمهور فى الحفلات المذاعه إلا فى أواخر العام الماضى، ورغم هذا استطاع أن يجد جمهورا يحب صوته ويحبه، بينما أتيحت الفرصة لمحرم منذ أكثر من عامين فى السينما والحفلات والإذاعة.

اعط درجة من عشرة لكل من هؤلاء المطربين

ذكر بأن محرم 3من 10، وعادل ـ8 من 10، وكمال حسنى 4 من 10، وماهر العطار 4 من 1.

وكم درجة تعطى لنفسك ؟

أجاب الموجي 9 ونصف.

أنت مغرور؟

أكد الموجي قائلاً “لست مغرورا، ولكنى أعرف قيمة نفسى ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه.

ولماذا لا تغنى وتنافس هؤلاء ؟

فى الواقع لا أستطيع الغناء بنفس المجهود الذى يبذله عبدالحليم أو عادل أو محرم.

إذا كان عندك لحن .. وأمامك فرصة لأن يغنيه عبدالوهاب أو عبد الحليم .. لمن تعطى اللحن ؟

فهرش رأسه ونفس دخان سيجارته ثم قال إن عبدالوهاب سيد الغناء فى الشرق، ولكنى مع ذلك أعطى اللحن لعبد الحليم حافظ، فهو أقرب إلى ألحانى والاحساس بها.

من هو الأستاذ الذى تأثرت بألحانه ؟ محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطى ؟ أخذت ’’ شرقيتى ‘‘ وأخذت ’’ غربيتك ‘‘ من عبدالوهاب ؟

فضحك وقال: أنا لا شرقاوى، ولا غرباوى أنا من محافظة كفر الشيخ ونادى عليه صوت من داخل الشقة، فاستاذن، وغاب للحظات ثم عاد والإبتسامة العريضة على شفتيه، فقلت له: لم نعد نسمع عن غراميات لك؟

فابتسم وقال ـ ليس هناك أحسن من الاستقرار ياابنى.

فقلت، بركاتك يا شيخ موجى .. هل آمنت بذلك أخيرا ؟

قال لقد كنت غافلا بحق عن عظمة العاطفة الأبوية، والحمد لله أننى سعيد بوجودى بين أولادى الآن.

رغم أن ألحانك كثيرة إلا أنه لا تبدو عليك مظاهر الغنى

أشار “إن دخلى ليس كما تتصور بالالاف أو حتى بالمئات، إنه دخل محدود يكفى بالكاد مصاريفى الشخصية كفنان له مظاهره ومصاريف هذه الأفواه الكثيرة التى تعيش فى رقبتى حيث أنى المسئول الوحيد عنها.

وجاءت مكالمة تليفونية، وبعد أن رد عليها الموجى قال لى: أنه واحد من تلاميذ المدرسة الجدد.

سأله الصحفي ماذا تم بشأن هذه المدرسة، لا تقل لى أنها فى دور التنفيذ المتتبع لا خبارك يعلم أنك ثم تقدم على عمل أى شئ:

قال الموجي “كنت في الواقع سأقول لك أنها فى دور التنفيذ، وإنما يعجزنى المال فى الوقت الحاضر، ولكنى بالفعل بدأت بالاتفاق مع سعيد الموجى على وضع الترتيبات اللازمة للبدء فى مشروع المدرسة الفنية.

ما هو الهدف من وراء هذه المدرسة ؟

تابع “تقديم ألوان جديدة من الأصوات على أساس من الثقافة، والعلم و التمرين، فالمطرب أو المطربة التى نجد فيها موهبة تحتاج إلى صقل، سنعلمها ونصقلها، ثم بعد ذلك نعطيها الألحان، ونقدمها إلى الحفلات أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة.

مقابل ماذا؟

أكد الموجي “ليست أهدافي إلى مكسب مادى، يكفى أن يقوم كل طالب بالتزاماته الخاصة.

وهل ستكون أنت الاستاذ الوحيد فى هذه المدرسة ؟

لا شك أننى سوف استعين ببعض زملائى من الملحنين، اختارهم بنفسى.

وهل يرضى الطويل أو بليغ أو منير مثلا أن يصبح مدرسا فى مدرستك ؟

ولماذا لا، أننى سأعطيهم أجورهم.

ربما لا يوافقون على تدريب بعض الأصوات التى اخترتها

أشار الموجي قائلاً ، “أولا اختيارى للاصوات سيكون على أساس سليم، وتقدير كبير كبير منى، ثم إن زملائى لن يقوموا بمهمة التعليم، للمطربين بل مهمتهم وضع الألحان أو المطربات.

ثم بعد ذلك لك أنت، أنت توافق على اللحن أو لا توافق ! هل أنت على استعداد لقبول الإصدارت الجديدة التى دخلت التليفزيون؟

أجاب، سأقبل كل صاحب موهبه فقط لابد أن اختبر مواهبهم قبل التحاقهم بالمدرسة.

ولكن المسئولين فى التليفزيون وافقوا عليهم ؟

ولو، لابد لى من الاستماع إليهم مرة أخرى، قد تكون موافقة التليفزيون عليهم لميزة أخرى، غير أصواتهم، مثل صلاحية وجوههم للتليفزيون .

طيب سؤال أخير .. أيكم أجمل صوتا .. السنباطى أم بليغ أم كمال أم الشريف .. أم أنت؟

أكد قائلاً “أنا”

قال الصحفي ألم أقل لك أنك “مغرور”

أجاب الموجي، وألم أقل لك أننى أعرف قدر نفسى.

 

اقرأ أيضاً..مؤسس بورصة البحرين: حققنا السبق في أسواق المال العالمية (حوار)

وردة الجزائرية: بليغ حمدى لم يكن له بصمة على أدائي (حوار)