محرم فؤاد: الموجي انتزع اللقمة من فمي..وعبد الحليم من نفس العصر (حوار)

 

نشرت مجلة الكواكب في أحد أعدادها حوار للفنان الراحل محرم فؤاد يتحدث فيه بصراحة، وكان هذا الحوار تحت عنوان “الموجي انتزع اللقمة من فمي”، وجاء نص الحوار كالتالي:

 

لماذا تكره الموجى ؟

أنا لا أكره الموجى، بل أكره الغرور الذى ملا نفسة بالحقد على كل مضرب ناجح.

إن هذا رأيه فيك أيضا

إن رأيه لا يهمنى ولا يهز لى رمش عين، إنه الحقد، ومركب من النقص الذى يعيش فيه.

إيه حكاية (المركب ) دى؟

لقد تمنى دائما أن يصبح مطربا، ولما فشل فى تحقيق هذه الأمنية، حقد على كل مطرب بلغ الشهرة، و طفى بصوته على ألحانه.

ولقد حقد من قبل على عبدالحليم حافظ، إنه رجل ( معقد ).

إنه أستاذك؟

لا .. أستاذى، هذه تطلق على من علمنى الجغرافيا، أو الذى علمنى العوم، أو السكرة، أو المغنى.

لقد بدأت الغناء فى عام 1947 ولم يقدم لى الموجى ألحانه الا فى عام 1958، فكيف يكون أستاذى.

إنها العقدة التى يعيش فيها، إنه لم يتنبناني ولم يقدمني إلى الجمهور.

لقد كنت من قبله أغنى لبليغ حمدى وعبد العظيم محمد.

عرفك الجمهور عن طريق ألحان الموجى، فأين كنت تغنى ألحان بليغ وعبد العظيم ؟

فى الحفلات، والأفراح، والمسارح التى أعمل فيها.

وفى الكباريهات ؟

نعم، إنه كفاح، وعرق، ولا عيب فيه.

ولعل الموجى يذكر تماما أننى ذهبت إليه، قبل أن أصبح ممثلا، وطلب منه أن يلحن لى فرفض.

لقد سألت الموجى عن ذلك فقال لى وأين كان يذهب هذا اللحن إلى الكباريهات؟

لقد بدأ محمد الموجى حياته يغنى و يلحن فى الكباريهات نظير 35قرشا فى الليلة.

ألا يذكر هذا ؟

هذا لا ينفى شهرتك كمطرب بدأت بألحانه.

تقصد أغنية ( رمش عينه )؟

إنه يعلم جيدا أننى عدلت فيها كثيرا قبل أن يسمعها الجمهور كما يسمعها اليوم.

وإذا كان الموجى يريد أيضاً إعطاءها لغيري فليتفضل.

ولقد سبق وانتزع لقمة العيش من فمي، و أخذ أغنية ( يا حبيبى قوللى ) قدمها لنجاة الصغيرة.

و إيه رأيك فى الحكاية دى؟

هذا تعدي على حقوق فنان له رسالة، وأنا لى رسالة بخبرتى، ودراستى فى الحياة وليست بتوجيه أحد، فقد نشأت وحيدا، وبدأت فى الغناء مبكرا.

لقد هاجمت الموجى على صفحات الجرائد فماذا قلت؟قلت أنك تتوسط له لدى المنتجين، لكى يسمحوا له بالتلحين؟

هذا حق، افأنا أطلبه دائما عندما أبدأ فى فيلم جديد.

إنه أشهر منك، ولا يحتاج لوساطتك.

إننى أستطيع أن أرفض ألحانه، وليس هناك من يستطيع أن يجبرنى على الغناء له.

ولماذا تتوسط له؟

لأنه صديقى، ولأننى كنت حاسس إنى راح أكون صاحب رسالة فى الغناء فقط، ولأنه ملحن ممتاز.

“اسمع، من السهل علي جدا الاعتراف بأستاذية الموجى، بل أكثر مما يطلبه،

مما لا شك أن الموجى صاحب مدرسة، ولكنها ليست هؤلاء التلاميذ الخمسة أو الستة، الذين يصر الموجى على أنه أستاذهم، لأن الجمهور عرفهم عن طريق ألحانه.

إن مدرسة الموجى أكبر مما يتصور كل الناس يردون ألحانه، ولا تقتصر على تلاميذه الخمسة أو الستة، ومن هذه الناحية أنا أفخر بان أكون أحد الذين يردون ألحانه، مثلما أفخر بأن أكون تلميذاً فى مدرسة عبدالوهاب، ومدرسة عبدالحليم، ومدرسة الطويل، ومدرسة الشريف، وغيرهم.

الموجى يقول أنك لم تؤد لحنه كما يجب ؟

سأتكلم بصراحة عما حدث، عندما بدأ الموجى يضع لحن أغنية ( ياحبيبى قوللى ) التى سرقها منى و أعطاها لنجاة، لم يهتم أبد بتحفيظى اللحن كما يجب، لم يعطنى الفرصة لأعيش فيه، فكان كل همه أن ينتهى من عمله حتى يتناول أجره.

وعندما حان موعد تسجيل الأغنية، لم يعطنى الوقت الكافى حتى أتمكن من تقديمها بالطريقة التى يجب أن تقدم بها.

لقد كان إهماله واضحا منذ اللحظة الأولى، فى البروفات والتسجيل، ثم جاء دور ( المونتاج ) للأغنية، و منعنى منعا باتا من التدخل فى هذه العملية وهى من صميم عملى، فكان يحاول دائما أن يشعرني أنه المسئول الوحيد عن الأغنية.

كنت أريد أن أعيد التسجيل فرفض.

وسكت محرم لحظة ثم أستطرد فى غضبة قائلاً “مهمة الملحن تنتهى دائما عند التسجيل أما الباقى فهو من اختصاص المطرب، فنجاح الأغنية أو فشلها سيكون فى وجهه هو، ولكن الموجي أراد أن أكون مجرد ببغاء يردد لحنه دون وعي، أو فهم، أو تدخل، إننى المسئول وليس هو.

إنه لا يستطيع التدخل فى عملية المونتاج لأى أغنية من أغنيات عبدالحليم حافظ، لأن عبدالحليم رفض أن يصبح مجرد ببغاء، والآن مش بوق لأحد، عاوزنى كل ما أغنى ( كوبليه ) أقف، وأعلن للناس أن هذه الأغنية من لحن الموجى، عاوزني أمشى فى الشوارع و أضع على صدرى ( يافطة ) مكتوب عليها ( أنا محرم تلميذ الموجى”.

إن هذا كلام فارغ، لأنني أعيش بمجهودي، لا بمجهود الآخرين”.

ومرة ثالثة يصمت محرم ثم يستطرد “عبد الحليم كان فى انجلترا، وأرسل لعبد الوهاب يطلب منه عمل ( مونتاج ) لأغنية ( نار )، ولم يطلب من الموجى ذلك، إنه مغرور، ويسبب هذا الغرور فشل تسجيل الأغنية”.

و رفضته الإذاعة هندسيا
إنه يقول أيضا أنك فشلت فى أدائها فى الحفلة.

قلت لك من قبل أن رأيه لم يعد يهمنى ولا يهز لى رمش عين.

قل لي هل له الحق فى سحب الأغنية ؟

نعم، إذا تجرد من اعتبارات كثيرة.

ما رأيك فى الأغنية بصوت نجاة الصغير ة؟

أنا لم أسمع الأغنية بصوت نجاة، ولكنني أعتقد أن النصف الأخير من الأغنية أصعب من أن تؤديه نجاة، لأنه يختلف عن لونها فى الغناء.

هل تؤيد فكرة ترديد الأغنية بأكثر صوت؟

لا، ما الفائدة التى ستعود على الأغنية من ذلك؟ ستزداد انتشارا، وقد يكون هناك لحن أو ترديد بصوت آخر وجد إقبالا أكثر.

لقد كانت ليلى مراد مثلا تغنى ( ليه خلتنى أحبك ) ثم غنتها نجاة الصغيرة.

نجاة الصغيرة بلغت بها شهرة كبيرة؟

ذلك لأن نجاة غنتها فى الحفلات، وأمام الجهور أكثر مما غنتها ليلى، فليلى كانت تطلب 500 جنية مثلاً فى الحفلة، أما نجاة فقد كانت لا تأخذ أكثر من 50 جنيها، ولهذا أتيحت لها الفرصة لمواجهة الجمهور بالأغنية أكثر من ليلى، وعلى العموم ليس هذا الأمر غريبا على نجاة.

لقد بدأت حياتها، بترديد أغنيات أم كلثوم، ثم بدأت تحصل على أغنيات زملائها وزميلاتها، فغنت ( ليه خلتني أحبك )، و إوصفولى الحب، ثم أغنية وعهد الله ما حبيت غيره هوه وبس، لمها صبرى، ثم أغنيتى والبقية تأتى.

إنك تهاجم نجاة؟

ليس هذا هو و إنما هو الواقع الذى حدث، أنا أقول ما يرضيني، وما هو حقى، وأنا سيعد جدا، أن تغني نجاة لى كما غنت من قبل لمشاهير المطربين مثل أم كلثوم وليلى مراد.

أعط رقما من 10 لكل من .. فقاطعني محرم قائلاً “أنا لست من الذين يحددون الأرقام، فتحديد الأرقام مسئولية كبيرة لا يتحملها إلا اللحان بمتشاريها و أساتذتها، وليس لفرد مهما بلغت مكانته أو شهرته، أن يضع أرقاما يقيس بها نجاح فنان، وتفوقه على آخر”.

الجمهور وحده هو الذى يحكم، ويحدد الدرجات، ولست أنا أو محمد الموجى”.

هل تقبل أن تغني للجمهور أغنية لعبد الحليم حافظ؟

لا، أولا أومن بفكرة ترديد الأغنية بأكثر من صوت، وثانيا لأن عبد الحليم يغني فى نفس العصر الذى أغنى فيه، فليس فى ألحانه ما يختلف كثيرا عن الألحان التى غنيتها.

لكنى أقبل أن أغنى الألحان القديمة لسيد درويش أو عبدالوهاب”.

وهل تغنى إحدى أغنيات عبد الوهاب الحديثة؟

لا .. قلت لك الأغنيات القديمة إنما يسعدنى أن أغنى من ألحانه.

وما ذا تقول عن أغنية ( حتى يوم العيد ) الموجى سحبها منك أيضا، إن الجمهور يعلم أنها ناجحة

إننى أطالب بأن يتدخل المسئولون فى وزارة الإرشاد فورا لمنع هذه ( السرقة ) العلنية التى تهدد سمعة و يحددوا لكل امرئ اختصاصه”.

الموجى أعطاك 3 من عشرة .. بينما أعطى عادل مأمون 8، وماهر العطار 4، وكمال حسنى 4 ، فبماذا تفسر ذلك ؟

لأنني لم ألعب معه ( السيجة ) كما لعب غيرى”.

ماذا نقصد ( بالسيجة )؟

لأنني لا أسهر ومن يحكم على الفنان ويعطيه درجة هو الجهور وحده، والأيام القادمة ستوضح ذلك للأستاذ المصحح العظيم محمد الموجى.

هل تغنى له مرة أخرى بعد هذه التجربة؟

أنا الآن أختبر ألحانى بنفسى، وإذا حاز إعجابي أحد ألحان الموجى، فلا مانع أبدا من غنائه.

عبد الوهاب لم يلحن لك، والطويل لم يلحن لك، والموجي لن يلحن لك، لمن أذن ستغني؟

هناك أساتذة شهد لهم الجميع بالأصالة، هناك الموسيقار فريد الأطرش، الذى وعدني بتقديم ألحانه لي، وهناء الشريف، ومنير مراد، وبليغ، وفؤاد حلمى وعبد العظيم محمد.

ثم إن كمال الطويل وعدني بتقديم ألحان لي .. أما أستاذنا عبد الوهاب، فعندما تأتى الفرصة فإننى أعتقد بل أومن أنه لن يبخل عليا بألحانه.

قلت لي أن حلمى رفلة يعرض عليك القيام بدور عبده الحامولى فى فيلم ( المظ وعبده الحامولى ) رغم أننى رأيت عقدا ببطولة هذا الفيلم مع عادل مامون؟

لقد تراجعت عن القيام بهذا الدور، بعد أن قررت مؤسسة دعم السينما أن أقوم بدور سيد درويش فى الفيلم، الذى ستنتجه عن حياة سيد درويش وشفيقة القبطية، ثم بصراحة، لم أقتنع بفكرة عبده الحامولى، فحياة سيد درويش أوقع بكثير من حياة عبده الحامولى.

وأيضا، ولا أنكر ذلك، حدث خلاف بينى وبين الأستاذ حلمى رفلة حول بند أصررت على وضعه فى العقد، وهو أن يترك لى المنتج الحرية فى اختيار الأغانى وترجمة موسيقى ألحان عبده الحامولى ترجمة تلائم الذوق الموسيقى المحبوب حالياً مع مراعاة إظهار الطابع للأغنية القديمة بالإضافة إلى حرية اختيارى للملحنين.

بمناسبة سيد درويش.. ما رأيك فيما قاله عبد الحليم عنه؟

لقد حضرت مناقشة بين الشجاعي، وعبد الحليم عن سيد درويش، وقال عبد الحليم أنه لم يكن يقصد أن يناقش موسيقى سيد درويش وإنما كان يفاضل بين مدرسة عبدالوهاب ومدرسة سيد درويش وأنه لم يقصد مهاجمة فن سيد درويش، وأنا أعتقد أن الكلام الذى نشر على لسان عبدالحليم قد حرف.

وما رأيك أنت؟

رأيي أن عبد الحليم يمكنه مناقشة مدرسة سيد درويش، ومدرسة عبدالوهاب عندما يقدم عبد الوهاب ( مهر العروسة ).

أقصد رأيك فى ألحان سيد درويش؟

إن سيد درويش هو صاحب هذه الثروة الموسيقية الضخمة التى نعيش فيها، صاحب المدرسة الأولى التى انشقت منها مدرسة زكريا، ومدرسة الموجى، ومدرسة عبدالحليم حافظ.

عبد الحليم لا يحس بها .. هل تحس أنت بها؟

نعم

يعنى إحساسك أرقى من إحساس عبدالحليم؟

مازلت أصر على قولي بأن كلام عبدالحليم حرف، وأنه ولا شك يؤمن برسالة سيد درويش، و بأصالته.

قل لي بعادل مأمون وماهر العطار، هل تفضل أن تقارن بعبد الحليم مثلا؟

هذه المقارنات لا مجال لها فى الوسط الفنى، ولكل مجتهد نصيب.

سؤال أخير .. هل عرف قلبك الحب ؟

إن قلبى كبير يحب كثيرآ ولا يكره أبدا.

أنا أقصد الحب بمعناه المعروف بين رجل و امرأة

إذا لم أكن أحب، فأنا غير موجود.

 

 

 

اقرأ أيضاً..وردة الجزائرية: بليغ حمدى لم يكن له بصمة على أدائي (حوار)

«أيام فارقة… حوارات الكشف والمكاشفة».. كتاب جديد للإعلامي جمال عنايت