أحمد فرحات يكتب: مصر

 

قف على أطراف أصابعك وأنت تنطق باسم مصر، اخشع واخفض جناحك وأنت تردد اسمها المبارك، قم ليلك نصفه أو انقص منه قليلا واتل أحاديثها على مسمعك.

 

لها تاريخ بحجم الكون قبل أن تخلق أمريكا أو غيرها، دولة مستقلة ذات سيادة منذ البدء. قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص إذا دخلت حدود مصر فلتسر على بركة الله، وإذا لم تكن دخلت حدود مصر فلترجع. فحدود مصر كانت معروفة لكل أقطار العالم قبل أن تكون هناك دول كبيرة قد ظهرت.

 

صاحبة حضارة أعجزت العالم كله عن فك أسرارها، وهي دولة قائمة برأسها بل لم يُخلق مثلها في البلاد، كما قال الله تعالى (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) الفجر(8) وجاءت التفاسير لتشير إلى الجيزة أو الإسكندرية وهما بمصر.

 

ظن فرعون أنه إذا امتلك مصر فقد أصبح إلاها، كإلاه موسى وقال مباهيا (يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ الزخرف(51)

مقدسة مصر، تفجر ماء زمزم تحت أقدام مصرية، ومارس الحجيج طقوس مصرية، وسعوا بين الصفا والمروة.

مقدسة مصر.. كلم الله من فوق جبالها موسى(اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) النساء (164)

مقدسة مصر.. وصفها الله تعالى بالجنات والعيون، ووصف ما فيها، ومن فيها بالكنوز والمقام الكريم لتكون آية للعالمين فقال: ” فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)” الشعراء

مقدسة مصر إذا حكمها حاكم صار عزيزا لها ، والعزة لله جميعا .

مقدسة مصر.. أم نبي الله موسى مصرية.

مقدسة مصر.. آسيا امرأة فرعون  مصرية .

مقدسة مصر.. ظلم آل البيت في كل مكان، ونصرتهم مصر، ظلموا ولم ينعموا إلا في ترابها. أربعون من آل البيت دفنوا في ثراها الطاهر.

يشير مؤرخو التاريخ المصري القديم أن أتوم، وأوزوريس، ونوح. أتوم أول من هبط على الأرض(آدم)، أوزوريس هو إدريس عليه السلام، ونوح  (اله الماء والفيضان ومنقذ البشرية )هو نوح عليه السلام، ومن ثم فقد عبد المصريون الله الواحد واتبعوا أنبياءه المرسلين قبل العالم كله.

 

كانت مصر-ومازلت- قبلة للعمل للفلسطينيين والسودانيين واليمنين والأردنيين، وقبلة للدراسة لأهل السعودية والإمارات والعراق والجزائر وقبلة للمغرب، وتونس نشيدها الوطني كتبه الرافعي المصري.

 

دولة صناعة وتجارة ودين وعلم فرضت لهجتها على العرب أجمعين. وصارت بحق أم الدنيا.

فريدة في كل شيء وإذا تباهت دولة بشعرائها ومهندسيها وأطبائها وعلمائها فأمامهم مئات الآلاف من المصريين سبقوهم إلى الهندسة والشعر والطب والفلك.

 

على أرض مصر الربوة التي أوى إليها عيسى، وأمه،  وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ. المؤمنون(50)

يعلن الحاخام الإسرائيلي ديفيد وايس نهاية إسرائيل؛ لأنها دولة ضد الله.مع الاعتذار لقوله (دولة).

فانتبه وأنت بحرم مصر، المصون، المحفوظة، المباركة، وإياك.. إياك أن تذكرها بسوء.

 

 

إقرأ أيضاً….حقيقة التسجيل في قرعة الهجرة إلى ألمانيا 2023.. تفاصيل

إقرأ أيضاً….أسعار تذاكر الطيران السعودي من القاهرة إلى جدة