منه محمد تكتب: مؤتمر الإفتاء وتحديات الإعلام الرقمي

 

الفتوى الدينية هي حكم شرعي صادر من شخص مؤهل تأهيلًا إفتائيًا، يجيب به على سؤال يطرحه فرد أو جماعة من الناس في مسألة شرعية. وقد ازدادت أهمية الفتوى الدينية في العصر الحديث مع انتشار وسائل الإعلام الرقمي، التي سهلت على الناس الوصول إلى الفتاوى الدينية من مختلف المصادر.

ولا شك أن الإعلام الرقمي يواجه تحديات عديدة تؤثر على الفتوى الدينية، من أهمها:
– انتشار الفتاوى غير الموثوق بها عبر وسائل الإعلام الرقمي والتي قد تصدر عن أشخاص غير مؤهلين، أو لا تستند إلى أدلة شرعية صحيحة.
– السرعة في نشر الفتاوى؛ فتتميز وسائل الإعلام الرقمي بالسرعة في نشر الأخبار والمعلومات، مما قد يؤدي إلى نشر الفتاوى بسرعة دون التحقق من صحتها أو دقتها.
– صعوبة التحقق من مصدر الفتوى، فقد يصعب على المتلقي التحقق من مصدر الفتوى التي تصله عبر وسائل الإعلام الرقمي، مما قد يعرضه للوقوع في خطأ أو انحراف.

ويمكن مواجهة تحديات الإعلام الرقمي للفتوى الدينية من خلال مجموعة من الإجراءات، من أهمها:
– التوعية بأهمية التحقق من مصدر الفتوى: يجب على المتلقي أن يحرص على التحقق من مصدر الفتوى التي تصله عبر وسائل الإعلام الرقمي، وذلك من خلال التأكد من أن المصدر مؤهل وموثوق.
– تعزيز دور المؤسسات الدينية الرسمية ومؤتمراتها العالمية: فيجب على المؤسسات الدينية الرسمية تعزيز دورها في مواجهة التحديات الطارئة والمستقبلية ومنها تحديات الإعلام الرقمي.
– تطوير آليات الرقابة على الفتاوى عبر الإنترنت: فيجب تطوير آليات الرقابة على الفتاوى التي تنشر عبر الإنترنت، وذلك من أجل الحد من انتشار الفتاوى غير الموثوق بها.

وختاما؛ يشكل الإعلام الرقمي تحدياً للفتوى الدينية، إلا أنه يمكن مواجهة هذا التحدي من خلال مجموعة من الإجراءات، التي من شأنها أن تسهم في تعزيز دور الفتوى الدينية في المجتمع، ولعل من أفضل هذه الإجراءات اجتماع المتخصصين في الفتوى لدراسة الأمر، وكعادة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تحمل المسئولية الإفتائية فقد خصصت مؤتمرها العالمي السنوي لهذا العام والمقرر عقده بالقاهرة يومي 18 ، 19 أكتوبر الحالي برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” لتحديات الألفية الثالثة التي تواجه الفتوى والإفتاء والمفتين ولعل من أهم هذه التحديات تحديات الإعلام الرقمي.

وكلنا أمل أن يوفق الله عز وجل المشاركين فيه للتوصل إلى درجة عالية من المناقشات وتلاقح الأفكار حول هذه التحديات، وكلنا أمل في أن يوفق الله عز القائمين على تنظيم المؤتمر وقادة كل المؤسسات الإفتائية المنضوية تحت الأمانة العامة وعلى رأسها قيادات دار الإفتاء المصرية؛ فضيلة أ.د شوقي إبراهيم علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى