الشيخ عبدالحميد أحمد يكتب: فضل طلب العلم

 

الحمد لله جعل العلم نورًا للعباد، ورفعةً لأهله وحملته في الحياة الدنيا وفي يوم المعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزَّهُ عن الشركاء والنظراء والأنداد، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الحق والهدى والسداد، الناهي عن الشر والضلال والفساد؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الخيار الأمجاد.

أمَّا بعد:

أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإن تقوى الله -جل وعلا- خير زاد، قال الله -تبارك وتعالى-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197].
وتقوى الله -جل وعلا-: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.

أيها المؤمنون: إن أشرف المطالب، وأعلى المواهب؛ طلب العلم الشرعي، والعناية بتحصيله، ومن وُفِّق لطلب العلم فقد وُفق للخير كله؛ كما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”.ويقول عليه الصلاة والسلام: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”.

أيها المؤمنون: إن حاجة المسلم إلى طلب العلم الشرعي والعناية به من أشد الحاجات وأعظمها؛ لأن سعادته وفلاحه في دنياه وأخراه متوقفٌ على العلم، فلا سبيل إلى الجنة ولا وسيلة لتحصيل تمام المنة إلا بالعلم وتحصيله، قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ،

 

وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ

 

“.أيها المؤمنون -عباد الله-: ويكفي أهل العلم شرفا وفضيلةً ونُبلا أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قرَن شهادتهم بشهادته جل في علاه في أعظم مشهودٍ به؛ ألا وهو توحيده سبحانه؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[آل عمران: 18].

 

ونوَّه- تبارك وتعالى- بفضلهم في آياتٍ كثيرات، وميَّز بينهم وبين من سواهم من العباد، قال الله – تبارك وتعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الزمر: 9].

 

وقال الله -تبارك وتعالى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة: 11].ولقد عدَّ العلماء يومًا لا تحصِّل فيه علمًا يومٌ خاسر؛ لأن طلب العلم من أهم أهداف المسلم في يومه، وانظر هذا المعنى فيما كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يدعو به دعوةً متكررة في كل يوم من أيامه بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم؛

 

فيما رواه أهل السنن والإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”.فالعلم هبةٌ إلهية ومنَّة ربانية يمنُّ بها -جل وعلا- على من شاء من عباده؛ فسل الله وأقبِل عليه بصدقٍ جل في علاه أن يمنَّ عليك بالعلم النافع، وأن يشرح صدرك لتحصيله ونيله، وأن يجعلك من أهله، فإذا صدقتَ مع الله في سؤالك،

 

وبذلتَ الأسباب النافعات، والوسائل المفيدات؛ أعطاك الله -تبارك وتعالى- من العلم حظًا ونصيبا، قال الله -تبارك وتعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت: 69].أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن أهم ما يكون في هذا المقام أن يتحلى المسلم بالأخلاق الفاضلات، والآداب الكاملات،

 

التي هي عنوانٌ لفلاح صاحبها؛ قال عبد الله ابن المبارك -رحمه الله تعالى-: “كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين”.نسأل الله -جل في علاه- بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشرح صدورنا أجمعين للخير بمنِّه وكرمه.

 

إقرأ أيضاً….سوق السيارات المستعمله في السعودية بيع وشراء بدون عمولة

 

إقرأ أيضاً…..أسعار سيارات المعاقين في بورسعيد اليوم 2023

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى