وردة الجزائرية: بليغ حمدى لم يكن له بصمة على أدائي (حوار)

 

يعيد موقع مباشر ٢٤ نشر حوار للفنانة الراحلة وردة الجزائرية، أجرته في مجلة الموعد، خدمة لجمهور القراء وكشف التفاصيل التي تخص نجومهم المفضلين بعد رحيلهم.. وإلى نص الحوار..

تمر الأيام بالفنانة الكبيرة وردة فلا تزيدها الا تالقا ونجومية وامتلاكا لقلوب الجماهير ، طويلة سطرت فيها صفحات وصفحات من الحب المتبادل بينما وبين جمهورها الكبير على امتداد الواطن العرب.

وعندما مرت الفنانة الكبيرة بأزمة صحية ، كانت كل قلوب الجماهير خائفة عليها ، وكان الجميع فى انتظارها حتى اجتازتها وعادت أكثر شوقا اليه، فاستانقت عملها حتى تلتقى بهم فى أسرع وقت ممكن قلت لها فى أول حديث لها بعد رحلة العلاج : وردة الغناء العربى.

كلما مر الزمن تزدادين تفتحا وتألقا، ويفوح شذاك ليما لا العالم العربى نغما وطرباء لو نظرت إلى الرحلة الطويلة التى اشبعت خلالها الوجدان العربي بنسمات صوتك الجميل، ماذا تقولين لنفسك اولا ، ثم لنا ؟

ـ اقول لنفسي الحمدلله ، وأحمد ربنا على هذه النعم ، فحب الناس نعمة من عند الله اولا واخيرا ، ثانيا اقول للناس انى كان ممكن من زمان ان أعتزل الغناء بعد اغنية ’’باودعك، بالذات لية ؟ لان الجماهير بدات تتغير ، الجمهور يريد أ يفرح ، والا يفكر فى مشكله وهو يستمع الى الغناء وكان أمامى خياران ، اما ان اكسب جماهير الشباب واغير جلدى ، او اقعد فى بيتى ، وكانت اغنية ’ بتونس بيك ,, واقول لكم يارب ما.

كنت سأعتزل بعد اغنية ’باودعك ,, لان الجمهور بدايتغير بليغ حمدى ساعدنى فى مشوارى الطويل وعبدالوهاب علمنى التعامل مع الناس اتعامل فى البومي الجديد مع مؤلفين وملحنين وشركة انتاج جديدة نعم ، اعترف ان فيلمى الاخير لم يكن جيدا
تكونونش زهقتكم منى . فقلت :
بلغنا انك ستعيدين تسجيل اغانى المطرب الجزائرى الكبير الراحل الحاج محمد عنقة بصوتك هل هذا صحيح ؟ فارتسمت علامات الدهشة على وجهها وقالت :
ـ لا، انا تحدثت عن الحاج محمد عنقة فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته فى باريس ، واجب لونه جدا ، انا لم اصرح بانى ساغنى اغانيه ، لا لكن ما احب قوله من خلال مجلة ’ الموعد ,, انى ساغنى لاول مرة من التراث الجزائري فى الحفلة التى ساحييها فى باريس الشهر القادم ، اغنية اسمها ’’ فراق غزالى ,, بتوزيع جديد ، كان قد أعده المرحوم بليغ حمدى .
قلت لها بمناسبة الحديث عن بليغ حمدى ، ترددانك قلت بشكل علني.

بليغ حمدى لم يكن له أثر أو بصمة على ادائي الغنائى؟ ولم تكن له إضافة بارزة على مشوارى ،، ماهو تعليقك ؟

ـ بصمة على أدائي ؟ لا ، لكن فى مشوارى ساعدني ، ولم يكن بجانبى غيره ، وما شاء الله ، سبع سنوات من النجاح المتواصل أمضيناها معا يستحيل على ان اقول مثل هذا الكلام عن بليغ حمدى ، لانى بذلك اكون ناكرة للجميل ، الاغانى اللى عملناها مازالت فى وجدان الناس ، ’’ خلليك هنا ،، ’’ العيون السود ، دندنة
، اولاد الحلال ، اوراق الورد ، وحشتونى ، من بين ألوف ، وباودعك ، كتير .. كتير ، الم تكن هذه الاغانى اضافة بل اضافات بارزة فى مشواري ؟

سألتها؟

محمد عبد الوهاب القيمة ، والانسان ، وعبقرى الموسيقى العربية ، امن بصوتك واعطاك من الحانه العديد من الاغنيات ’’لولا الملامة ,, فى يوم وليلة ، انده عليك ,, يعمرى كله ,, واسال دموع عينى ، أعمال لا يمكن ان تنسى ، لكن لو توقفنا عند بدء اللقاء من زمن بعيد ، والمقطع الذى لا ينسى فى ’ وطني الأكبر ،، والذي غنيته عن وطنك الجزائر .

 

ماذا تقولين عن لقائك الأول بمحمد عبد الوهاب ؟

ـ لقائى بـ عبدالوهاب ، كان اللبنة الاولى فى تكوين الفنانة وردة ، لااريد ان اقول انى قبل ان اعرفه كنت جاهلة ، لا ، ولكنى كنت محتاجة لمعرفة اشياء كثيرة وكنت خالية الذهن من اشياء كثيرة ، هو وضع اصبعه عليها ، نورنى بخبرته ، عاوننى بجلساته اليومية المتواصة الى ان استويت على نار هادئة ، كنت انا وعبدالوهاب نقعد فى الغنوة سبعة شهور فى تدريبات مضينة ، لا استطع ان اقول اننى استحوذت على كل خبرته ، لكنه علمنى اشياء كشيرة ن منها او اهمها ، التعامل مع الناس ،
تقولين التعامل مع الناس كيف ؟ فردت موضحة :
نعم انا فى البداية كنت اجلس فى بيتى ، اللى يكلمنى اهلا وسهلا ، واللى ما يكلمنى لا اسال عنه ، عبد الوهاب غير عندى هذا السلوك ، جعلنى اتاكلم مع الناس ، جعل طريقة كلامى أهدا وانا اخاطب الناس ، افكر سبع مرات قبل ان ارد ، علمنى فن التعامل مع الناس ، وهذا ماكنت بحاجة اليه قلت

وهل كان له دور فى توجيهيك فنينًا؟

ـ لم يتوقف أبدا عن عن نصائحه وملاحظاته ، والوحيد الذى كنت استمع لملاحظاته ، فهو قبل أن يكون أكبر ملحن فى العالم العربى ، كان أحسن مؤد ، وعندما اقول انه اضاف لى فى الغناء اوفى طريقة الاداء ، اقولها بالفم المليان ، نعم هو صاحب الفضل ، اضاف لى وعلمنى ، وكنت وأضاف :
ـ وهذا ماكنت اقصده عندما قلت ان بليغ حمدى لم يضف الى فى الاداء ، بليغ ملحن عبقرى ، خلاق ، حلو ونجحنا مع بعض ، لكنه لم يضف الى فى الاداء ، عبد الوهاب هو الذى اضاف الى هذا فقلت :
تجاربك الغنائية الاخيرة المدوية فى نجاحها مثل (بتونس بيك ) و(حرمت احبك ) تجارب نجحت فيها جدا مع الملحن صلاح الشرنوبى ، والشاعر عمر بطيشة .

 

ماهو تفسيرك لهذا النجاح وهل سيشجعك على التعاون معهما فى أعمال عديدة أخرى ؟ وبحماس ردت :

 

نعم ، لكن مش دلوقت بعد فترة عندما يرتاح صلاح الشرنوبى قليلا وانا كمان عايزة اخوض تجربة الملحنين الاخرين فى اعمالى القادمة ، حتى اخلق جوا من النافسة يستفيد منه الجمهور ، كل واحد سيعمل احسن من الاخر ، الكاسيت القادم ساغنى فيه لاول مرة لاكثر من ملحن لن يكون كاسيت الملحن الواحد ، لا ستطيع ان ادعى بانى اول من فعل هذا ، كل الذين سبقونى فعلوه ، لكن معى سيكون هناك فرق بسبب خبرتى ، خبرتي في معرفة ماذا يحب الناس عايزة ايه دلوقت ، وعلى مااظن ان الجماهير بدات تحن للطرب والتطريب .
قلت لها منذ فترة ونحن نسمع عن نزول شريط جديد باسم ( فين ايامك ) وطال انتظار جمهورك ، ولم ينزل هذا الشريط ، لماذا ؟ فتنهدت وقالت :
ـ والله انا سجلت هذه الاغنية لحساب شركة ( عالم الفن ) فى شهر ديسمبر الماضى ، وأكملت شغلى ، وعملت المكساج فى شهر كانون الثانى ( يناير ) ومن ايامها ، وهى تنام فى ادراج المنتج محسن جابر ، لا اخفى عليك ان هذا الموقف من الاستاذ محسن خلق جوا من التوتر بيننا ، ليس هناك فنان يرضى بأن يعمل مدة خمسة اشهر ثم يجد ان عمله قد وئد لاسباب لايعرفها ، واظن ان كل الناس معى فى هذا فانا من عادتى ، وهذا تقاليد عندى ، ان انزل كل سنة شريطا فى العيد بعد رمضان مباشرة ، هذه السنة لم ينزل ، طيب لمصلحة من ؟ الله يعلم ، ليه عمل كيده ؟ انا مااعرفش : كل ما احب ان اقوله لجمهورى العزيز ان اعمالى ستكون فى متناول ايديهم قريبا ، ولكن عن طريق شركة اخرى ونقلت اليها :
قالوا ان اغنيتك الجديدة ( نار الغيرة رغم جودتها من جميع النواحى لم تحدث فرقعة بسبب التصوير التلفزيوني القاتم لها ، حتى انك كنت تتشحين فيها بالسواد والناس لا ينقصها هموم وسواد .

ما رأيك فى هذا التفسير ؟

وفي دهشة وعجب قالت : دانا متهيألي أن أجمل فيديو كليب عملته هو (نار الغيرة ) يبقى أنا غلطانة ، لكن قل لي أولا .

من قال لك هذا الكلام ؟

قلت لها : قراته فى احدى المجلات . فردت بلا تردد :
ـ مش مهم ، المهم رأى الجمهور ، والغنوة ناجحة كلما سئل عمار الشربعي عن اعماله القادمة يقول على جدولى اكثر من لحن للمطربة وردة.

لكن لا شيء يظهر للنور لماذا ؟أجابت

أولا حصل بيننا بعد لاسباب صحية تعرضنا لها نحن الاثنان ن هو تعرض لمشاكل صحية منذ عامين ن وبعدنا عن بعض وأنا كنت فى دوامة ( الشرنوبيات ) و(البطشيات ) والدنيا اخذتنى منه بعد ذلك انا تعرضت لمشاكل صحية واول من كان بجانبى فى المستشفى هو عمار الشريعى ، وانت تعرف ذلك لانك كنت الثانى الذى كان بجانبى نعم ، سيكون هناك عمل كبير بيننا بإذن الله . سألتها
عودتك للسينما فى فيلم ( ليه يا دنيا ) أ ثارت دهشة البعض ، خاصة وانك عدت فى وقت كانت السينما فيه تكاد تختنق من حصار ازمتها ،الم تترددي فى تقديم فيلم يحمل اسمك الكبير فى هذا الزمن السينمائى الصعب ؟ وبسرعة قالت
ـ لم اتردد ، لم اتعود ان اكون موسوسة ، وخائفة ان اخطو خطوة ، فأنا اعترف بأنه لم يكن فيلما جيدا يعنى بين كل الافلام اللى عملتها اعتبره اوحش فيلم ، انا كنت سأعتذر عنه ، وقررنا ، انا والمنتج محمد عشوب أن نصرف النظر عنه بعد اعتذر هنرى بركات عن عدم اخراجه ، كلمنى من باريس الاستاذ هانى لاشين ، اعاد لى ثقتى بالقصة ، قال لى : لا تخافى القصة كلها ستتغير ، اغمضت عينى ، ووضعت ثقتى فى هانى لاشين لانى لا اعتبره مخرجا عاديا ولكن الفيلم ليس فيه المطلوب دلوقت ، العنف الرقص الضرب ،ومش حيبقى فيه هذه الاشياء بوجود وردة ، لاتصدق ان الناس تريد الافلام الرومانسية او العودة اليها ، نعم يحبون الافلام القديمة ، كما هى ، لكن تعمل مثل هذه الافلام اليوم ، لا يمكن ان تلاقى النجاح . قلت لها فين ايامك يا فليزة هذه الجملة ، سمعك اكثر من شخص وانت ترددينها ، رغم كل ما قيل عن المنافسة والناغشة بينكما .

ما الذى تشتاقين له فى أيام المطربة الراحلة فايزة أحمد ؟

فتنهدت وقالت ـ نعم كانت منافسة شريفة ، منافسة فى الحفلات ، عبدالحليم وحشنى ايضا فريد الاطرش ، فايزة أحمد ، حفلات شم النسيم كانت الناس تتلهف عليها ، منافسة تجعل الفنان يصل الى الكمال والتفوق ، لانة يريد الاحسن ، لم نكن نتصل ببعض انا وفايزة ، لكن عندما فاجاتها ازمتها المرضية اقتربنا جدا ، لكن بعد فوات الأوان ، لكن للحقيقة هى طول عمرها تهوى الخناق ، وكان دمها خفيفا بهذا ، بخناقاتها الحلوة ، يعنى بخناقاتها وحشانى بصراحة . فقلت من أحدث أعمالك الغنائية (حبك صلحنى على الدنيا ) وبعض الاغانى القصيرة الاخرى ، نلقى بعض الضوء عليها ؟ وقالت
هذه الاغنية كان قد لحنها صلاح الشرنوبى من زمان ، واخى مسعود اكتشفها مع (بتونس بيك ، ولم تظهر الا فى الشريط الاخيرة لانى احسست بان الجمهور رغم انه يحب ان يرقص ، لكنه ايضا يحب سماع الطرب سألتها :

هل أعطيت ظهرك للأغنية الطويلة ؟ وبسرعة ردت

ـ اطلاقا انا ما اقدرش اعمل حفلة من غير ان أغنى لحنا طويلا من الالحان القديمة ، ارضاء للجمهور ، وارضاء لى ، لو اعطيت ظهرى للاغانى الطويلة ، فكانى أدير ظهرى لنفسيى ، اتنكر لماضى وردة لا طبعا . قلت لها :
كانت هناك موافقة مبدئية منك على مشاركة محمد صبحى بطولة مسرحية )(ماما امريكا )
توقف المشروع بعد ازمتك الصحية ، ما الذى اعجبك فى هذا العمل ، وكنت تودين تقديمه ؟ فابتسمت وقالت :
ـ اعجبنى وجود محمد صبحى وحضوره عندى فى البيت كونه حضر عندى ، فهذا يعنى انه رأى ان الدور يليق بى ن وليس شخصيا يريد ان يجمل افيش المسرحية ، قطعا كان لى دور ، وطبعا غير الموجود حاليا وباعماله ، كل اعماله المسرحية مدعاة للفخر والاعتزاز له وللمسرح ، لكن يبدوان الاقدار كان لها مؤقف أخر ، فقد لازمت الفراش ، لكن هو حضر الى هنا فى البيت ، واتفقنا فعلا ، وقبلت ، فى الاسبوع من اجل راحتى ، ربنا ما كانش عايز ، خيرها فى غيرها فقلت
من يضحك من نجوم الكوميديا وبلا تردد قالت
ـ بلا شك محمد صبحى ، حتى اكون صادقة مع نفسى ، فهو يضحكنى من غير أن يلجأ إلى أعمال البلياتشو ، حتة ذكية تضحكنى .
وتابعت قائلا : مع بعدك وسفرك تأثرت شائعات مفرضة عن صحتك ، أقلقت جمهورك المحب .

فماذا تقولين له ؟

ـ انا فعلا كانت عندى أزمات تنتابني منذ بداية عام 1993 هذه المرة عند سفري إلى باريس ، عملت اللازم ، والباقى على ربنا ، ركبت بالونة فى شرايين القلب ، والحمد لله من يومها اتنفس جيدا ، وامشى دون تعب ، ولا أزمات ولا ألم والحمد لله.

لو أردت الآن أن ترسلي باقة ورد فى شكل كلمة حب لمن ستكون ؟

قالت : أرسل باقة ورد الى انسانة لم تعد موجودة هى أمي ، أتخيل أن كل الحلو الذي أعيش فيه منها أحمد الله أنني ابنة نفيسة يموت ، واشكرها لما أعطتني إياه عندما ولدت للدنيا ، منها أخذت الحنان ، والفن ، منها اخذت الرقة ، منها تعلمت حب الناس ، رحمها الله.