محمد عبدالسلام: العالم بحاجةٍ ماسَّةٍ لحكماء الأديان ورموزها في تعزيز قيم المواطنة الشَّاملة
أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، أهمية الدور الذي يقوم به حكماء الأديان ورموزها ومؤسساتها المرجعية، في مجال تعزيز الانسجام بين الحقوق الفرديَّة والعامَّة داخل المجتمعات والدول، وتأكيد أهمية الحوار بين بين المناطق والثَّقافات المختلفة حول المواطنة الشَّاملة وحرية الدين والمعتقد والمواءمة بينهما.
وقال الأمين العام، في كلمته خلال الاجتماع الذي انعقد بالتعاون بين وزارتي الخارجية البريطانية والإيطالية وعدد من المؤسسات الفاعلة في مجال حوار الأديان وممثلي الأديان المختلفة، تحت عنوان “الحوار بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول المواطنة الشاملة وحرية الدين والمعتقد: المواءمة بين أهداف الأجندتين وتعزيزهما”، إن مجلس حكماء المسلمين يعمل من أجل إقرار هذه الحقوق وتأكيد دور قادة الأديان في مواجهة التَّحديات العالمية، بما في ذلك الحق في المناخ مثلًا؛ من خلال مواجهة آثار التغير المناخي، والتوعية بآثاره، فمشاركة المجلس في قمة COP 28 القادمة في دبي، التي ستسبقها قمة خاصة بزعماء الأديان حول الموضوع، تعد -ولا شك- مرحلةً جديدةً في تقوية حضور الخطاب الديني والأخلاقي في برامج مواجهة التغير المناخي فكريًّا ومؤسسيًّا، وتقوية حضور الرموز والمؤسسات الذي تمثله.
وأضاف المستشار عبد السلام أننا نأمُل أن نستطيع العمل بشكل مماثل في سائر قضايا الحقوق الإنسانية، بما فيها أجندة المواطنة الشَّاملة وحرية الدين والمعتقد المتأصلتين في الأديان، والعمل من خلال صيغ الشَّراكة والتَّعاون بشكل تتصالح فيه قناعات الضمائر مع مقتضيات المواطنة، بكل ما تحمله من حقوقٍ وواجباتٍ، وهو أمل يدفعنا إلى الاستمرار في العمل والتَّعاون مع كل الإرادات والمؤسسات.
وأوضح الأمين العام أن هذا اللقاء يعكس وعيًا ثقافيًّا وإرادة مؤسسية للمواءمة بين أهداف المواطنة الشاملة، وحرية الدين والمعتقد، في منطقة تواصل حضاري عالمي مهمة تجمع بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الضفاف الثلاث للبحر المتوسط، التي مثلت مُتنزَّل الرسالات السماوية، ومهد الفلسفات الإنسانيَّة عبر التَّاريخ، وأفقًا واعدًا للتفاعل والتعاون، مشيرًا إلى أنه بالرغم من المؤشرات الإيجابية لتنامي الوعي بهما فإن المواءمة بينهما لا زالت تواجه تحديًا مزدوجًا، يتمثَّل في الصورة النمطية المسبقة، ومدى إسهام الأديان والثَّقافات المختلفة بدورها في التأسيس للكرامة الإنسانية والأخوَّة والعيش المشترك في إطار علاقات المواطنة الكاملة، وهو ما يعمل عليه مجلس حكماء المسلمين، وكذلك نصَّت عليه وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، في أبوظبي عام ٢٠١٩ .
ودعا الأمين العام إلى ضرورة العمل على استثمار إمكانات الأديان وقدرة رموزها من أجل التأثير في ترسيخ تلك المنظومة المتكاملة من الحريَّات والحقوق العامة، التي لا يمكن لأحدِ مكوناتها أن ينجح أو يترسَّخ في التَّشريعات والممارسة المجتمعية دون الآخر، خاصةً أنها بحاجة ماسة للتعامل مع المعوقات الثقافية والجغرافية والعناصر الهوياتيَّة التي تحتاج إلى شرعيات أخلاقية ورمزية لتجاوزها.