محمد حبيب يكتب: الخوف من الذكاء الاصطناعي ودور الفتوى الرشيدة في التصدي له

 

يخشى البعض من انتشار وسيطرة تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتأثيرها السلبي على الجانب الروحي والقيمي في المجتمعات، إلى درجة جعل الشعائر الدينية جوفاء بلا خشوع أو تقوى.
ورغم ما في هذه المخاوف من مبالغة، إلا أنها تنطوي على قدر من الحقيقة فيما يتعلق بإمكانية إساءة استخدام التقنية أو الإفراط في الاعتماد عليها بما يؤدي إلى إضعاف الجانب الروحي.
لكن في المقابل، فإن للفتوى الدينية الرشيدة دوراً أساسياً في التصدي لهذه المخاوف من خلال:
١- التأكيد على أن التقنية وسيلة لا غاية، وأن المعنى الحقيقي للعبادات لا يكمن في الشكل والصورة بل بالخشوع والتقوى.
٢- توعية الأفراد بضرورة التوازن بين الجوانب المادية والروحية، وعدم الانسياق وراء التقنية دون وعي وتمحيص.
٣- التأكيد على الحكمة من وراء الشعائر الدينية وأثرها في تزكية النفس وتهذيبها.
٤- تفعيل دور مؤسسات التنشئة الدينية كالمساجد ودروس المفتين على وسائل التواصل الاجتماعي في غرس قيم الإيمان والتقوى.
٥- إصدار الفتاوى التي تنظم استخدامات التقنية بما يحقق مقاصد الشريعة ويراعي الضوابط الشرعية.
٦- نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول كيفية التعامل مع مخرجات الذكاء الاصطناعي بحكمة واعتدال.
٧- تشجيع استخدام التقنية بما يخدم الدين وينشر القيم الروحية كتسهيل الوصول للعلوم الشرعية.
وهكذا، تستطيع الفتوى أن تضع الضوابط وترسم المنهجية السليمة للتعامل مع التقنية بما يحقق مقاصدها النافعة ويتلافى محاذيرها، مما يطمئن الناس ويزيل مخاوفهم من آثارها السلبية على جوانب القيم والروحانيات.
وكعادة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تحمل المسئولية في مواجهة هذه التحديات فقد خصصت مؤتمرها العالمي للإفتاء القادم لموضوع “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” يومي 18، 19 أكتوبر 2023 برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ فكل الأمنيات بنجاح مؤتمر الإفتاء؛ هذا المؤتمر المهم والرائع في موضوعه، وكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقيادات الأمانة العامة؛ فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.