طه حجاج يكتب: مولد رسول الله نور في ذاكرة التاريخ
مولد رسول الله نور في ذاكرة التاريخ
فى الثانى عشر من ربيع الأول من كل عام هجري يجمعنا التاريخ بمكان وزمان وحدث؛ أما المكان فهو سوق الليل فى وادٍ غير ذى ذرع عند البيت المحرم بمكة المكرمة.
وأما الزمان فهو فجر يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة خمسمائة وواحد وسبعين من ميلاد عيسى بن مريم عليه السلام.
وأما الحدث فهو أعظم حدث فى تاريخ البشرية قاطبة، ألا وهو بزوغ نور الشمس فى سماء الظلام بصرخة خير مولود شرف الوجود, مولد رسول الله.
فرح الزمــــان اليوم جاء الموعود جاءت لنا ذكراه جاء المولد
لقد أطل نجم فى السماء بنوره فى مثل هذا الشهر ولد محمد.
كما يجمعنا كذلك فى هذه الذكرى دعوة، وبشارة، ونور, كما ذكر لنا أبو أمامة، أنه قال: «قلت يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: “دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى ابن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام» (رواه الإمام أحمد فى المسند).
أما قوله عليه الصلاة والسلام: “دعوة أبي إبراهيم”؛ فإبراهيم لما رفع قواعد البيت دعا ربه فقال: “رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (سورة البقرة: الآية: 129).
فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا فكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله هو النبى المصطفى من الله للبشرية ليتلوا عليها آيات ربها و يعلمها و. يزكيها.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: “وبشرى عيسى ابن مريم”؛ فنبى الله عيسى قد بشر بنى إسرائيل ببعثة سيدنا محمد بعده, كما أخبر القرآن الكريم حكاية عن عيسى عليه السلام، “وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ”(سورة الصف: الآية: 6).
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: “ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام”؛ فكان خروج رسول الله من رحم أمه ساعة ولادته, نورًا أضاء الكون كله، هذا النور كان نورًا حقيقيًا, قد رؤى فى وجه أبيه عبدالله قبل أن يتزوج بآمنة أم رسول الله , كما ذكر بن كثير فى البداية والنهاية: أن عبدالمطلب قد خرج بولده عبدالله ليزوجه فمر به على كاهنة متهودة يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية وكانت قد قرأت الكتب السابقة وعلمت ببشارة نبى آخر الزمان، فرأت هذه الكاهنة نورًا عجيبًا فى وجه عبدالله، فتيقنت منه أن هذا النور ليس إلا نور النبوة، فأردت أن تحظى بهذا النور؛ فعرضت الزواج على عبدالله فأبى، ثم عرضت عليه نفسها فى اليوم التالى – أى من غير زواج- فأبى كذلك، وما كانت بصاحبة ريبة إلا أنها أردت أن تختص بنور النبوة، إلا أن قدر الله أن يُودع هذا النور فى رحم السيدة آمنة، فتروجها عبدالله وبقى معها ثلاث ليالٍ فاختفى النور من وجهه، وقد شرَّف به آمنة.
حملت النـــــــــــــــــــــــورَ آمنةُ وقد شرفت به
و تباشرت كل الأنام بقربه
واستبشــــرت وحــــــش الفــــــــــــلا فرحًـــــــا به
واستبشرت من نـــــــــوره
وكيف لا وهو الغياث ورحمة من ربه
فمولده صلى الله عليه وآله وبعثته نور فى ذاكرة التاريخ
اللهم وكما آمنا به ولم نره فلا تفرق يا مولانا بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله, احشرنا يارب فى زمرته, وتحت لواء محبته.
اقرأ أيضاً..ثورة يونيو صفحة جديدة في تاريخ المصريين
وفاة الفنان الأردني خالد الطريفي