ذكريات مؤلمة..كيف قضت نعيمة عاكف طفولتها داخل السيرك؟
كتبت: سمر عبد الرؤوف
نشرت مجلة الكواكب في أحد أعدادها مقالا للفنانة الراحلة نعيمة عاكف، تروي فيه تفاصيل طفولتها المخزنة، و المآساة التي عاشتها طيلة حياتها، وكان ذالك المقال تحت عنوان “من ذكريات السيرك العزيز”، وجاء نص المقال كالتالي:
طفولة الفنانة نعيمة عاكف
قالت نعيمة عاكف “إن حياتى سلسلة من الأعاجيب، والمناقضات، وأنا منذ طفولتى لم أكن كسائر الأطفال، يعيشون فى بيوت مستقرة، أما أنا فكنت أعيش فى سيرك لا يستقر فى بلد إلا أياما لم يرحل إلى بلد أخر.
قصة أسرة نعيمة عاكف مع الجمباز
و أضافت “وقصة الأسرة مع الجمباز أو ( الأكروبات )، بدأت من خلال جدي إسماعيل عاكف، الذى كان معلما للألعاب الرياضية بمدرسة أم المصرين ومما تحفظه الأسرة من تاريخ جدى أنه كان شديد الولع بالأكروبات، يمارسها فى البيت، و يتفتن فى أداء حركاتها، وحدث أن جاء إلى القاهرة سيرك إيطالى، ولما شاهده جدى أبهرته ألعابه، وعاد إلى البيت ليحول أكثر أركانه إلى (سيرك ) الإيطالي.
تأسيس السيرك
و أكملت “جاء سيرك ألمانى شاهده جدى، وأخذ يقلده، ثم قرر أن يستقيل من عمله فصرخت جدتى: أأنت جننت ياإسماعيل ؟ .. وناكل منين وأخذ جدى يشرح لها العمل الجديد الذى سيحرفه وإذا بها تدق صدرها بيدها وتقول له: يا ندامه: أنت عاوز تشتغل بهلوان ؟ ولكن جدى لم يحفل بالاعتراضات، وأخذ يدرب أولاده جميعا على ألعاب الأكروبات فلم تمضي ثلاثة أشهر حتى كانت ( فرقة أولاد عاكف ) كاملة التدريب.
وصرحت قائلة “أخذ جدي مكافأته وفتح بها السيرك الذى سجل نجاحا فى كل مكان انتقل إليه هكذا كانت.
بداية نعيمة عاكف في السيرك
وأشارت “وفى هذا الجو نشأت وأنا رابعة أخواتي إذ لم ينجب أبى صبيانا.
وصرحت قائلة “وفى الثالثة بدأ والدى يدربنى على ( الشقلبة ) مع أخواتى، وكانت طريقته فى ذلك أن يستدعى إحدى شقيقاتى، ويأمرهم بأن تؤدى إحدى الحركات، وعندما تنتهى منها، يقبلها ويمنحها خمسة قروش، ويقول أن نعيمة لا تستطيع أن تفعل هذه الحركة، فأ بكى، وأؤكد له أننى أستطيع أن أؤديها وأودى أصعب منها، ذلك لأنى كنت ( غيورة ) من صغري.
ذكريات مؤلمة في حياة نعيمة عاكف
وتابعت نعيمة قائلة “عندما بدأت أفهم خطوات الحياة الأولى، رأيت أننا نعيش فى مأساة قائمة، فقد كان أبى رحمه الله يأخذ كل ما يربحه السيرك، ويقامر به دون أن يترك لنا ما نشترى به القوت الضرورى، فإذا عاد إلى البيت مفلسا بدأ فى شجار مع أمى التى كانت لطيب عنصرها تفصح عنه و تغفر له.
وقالت “فى كثير من الليالى كنا نعود من السيرك إلى البيت سيرا على الأقدام، وكان البيت فى أخر شارع الترعة البولافية، فأضطررنا للانتقال إلى بيت آخر فى شارع محمد على لنكون قربين من السيرك وبلغت الكارثة ثمنها عندما رهن أبى السيرك ليقامر، وبدأنا نواجه الحاجة والعوز وأخيراً اضطررنا للرحيل إلى رأس البر لنعمل فى فرقة على الكسار هناك، ولكن هذه ليست نهاية علاقتنا بالسيرك فقد استطعنا أن نقيم سيركا آخر.
مواقف من حياة نعيمة عاكف مع السيرك الجديد
و أكدت نعيمة قائلة “مع السيرك الجديد كانت لى ذكريات جديدة فأذكر مثلا معركة حدثت من أجلى فى أحد شوارع بور سعيد، كنت طفلة صغيرة وكان السيرك يعمل فى بور سعيد، فتسللت إلى الشارع، ومشيت أتفرج حتى تهت وضللت طريق العودة، فأخذت أبكى إلى أن رآني أحد المارة و سألنى عن سبب بكائي فقلت له أننى تائهة، ولما سألنى أن أصف له بيتنا قلت له ” بيتنا برجلين خشب ” وضحك الرجل ولم يفهم أننى أعنى عربات السيرك، ثم أخذني ومضى يسأل الناس لعل أحدا منهم يعرف أهلى وتجمع الناس على بكائي، ولما عرفوا منى أننى أعمل فى السيرك أدركوا أننى ابنة صاحبه، وهنا بدأت المشكلة تأخذ وجهة أخرى،.
فلم تعد مشكلة البحث عن أهلى، بل مشكلة عن من الناس المتجمعين يتولى إيصالي إلى السيرك ؟ إن كل واحد يريد أن يقدمني لأهلي ليحصل على حق ” الفرجة ” المجانية على السيرك، وبدأ الناس يتضاربون، وانا أبكى على رصيف الشارع، ولم تنته المشكلة إلا بقدوم والدى باحثا عنى، ثم أخذني دون أن يقطن المتعاركون إلى أن الصيد قد أفلت من القفص.
اقرأ أيضاً..في ذكراه.. مواقف وحكايات من حياة الفنان محمد وفيق
ورش حكي للأطفال وعروض فنية ضمن فعاليات قصور الثقافة بمعرض دمنهور للكتاب