في لقاء لها كشفت الفنانة صفية العمري عن أغرب مواقف المعجبين في مجلة الموعد في عددها الصادر يوم 24 يوليو عام 1975 فقالت:” تصور .. رجلا يطرق الباب كل يوم فى الصباح، ويترك مع كل زيارة ” سللة مليئة ” ثم ينصرف .. والسلة ليس بداخلها المطلوب لإعداد الطعام، وهى ليست هدية حملها معجب أو صديق، وإنما هى بكل بساطة سلة ورق !. بداخلها خطابات، مئات الرسائل، وداخل كل واحدة من الرسائل العديدة طلب واحد لا يتغير:
نرجو ان ترسلى الينا واحدة من صورك لنحتفظ بها تذكارا عزيزًا، وتضرب كفا بكف وتقول أعمل إيه بس؟ ثم تتابع مغلوبة على امرها:
ياريت اللى جرى ماكان !
وزهرة الجاردينيا المزروعة على ضفاف النيل على حق في حيرتها والحيرة لها قصة، فقبل شهرين، رن جرس التليفون في منزل صفية العمرى ، وحمل ابنها السماعة، ثم صرخ:
_ألحقى ياماما واحد هندى على التليفون، الابن أضاعته اللهجة أو اللغة الغريبة ، فلم يكن المتحدث هنديا وإنما قادم من بلاد الصقيع ، وهو روسى يعمل بالصحافة حملوه رقم صفية فاتصل بها ، وتناولت هى السماعة وراحت وهنا المفاجأة ترد عليه بنفس لغته، وسألها
هل يمكن أن ألقالك؟ وردت زهرة الجاردينيا:
لأى غرض؟
وأضاف المتحدث: لأقدمك لتراء مجلة السينما الصوفيانية.
وقالت:
_يسعدنى أن البى رغبتك .. وتوجه إليها الرجل .. وراح يجرى معها حديثا طويلا : تشعب فشمل كل نواحى حياتها ، كم عاطفية، الى فنية، فراح يستفسر عن كل دور قامت به ، وكل شخصية مثلتها على الشاشة .. ونشر الحديث فى روسيا .. ومن عادة المجلات هناك ان تكتب عنوان النجم فى نهاية كل تحقيق ، وكان أن انهمر سيل الخطابات من روسيا إلى شاطئ النيل حيث بنعومة والخطابات أو وفرقتها على زهرة الجاردينيا الرقيقة مغروسة الأصح ، لها سببان .. الأول أن صفية هي تجيد اللغة الروسية، فقد لقنت أصولها في معهد خاص في مصر واشتهرت بهذا فكانت دائما الضيفة الاولى في كل لقاء فنى بين روسيا ومصر يقام بالقاهرة ، والسبب الثانى أنها حلوة، جميلة القصات ، ممشوقة القوام ..
من جديد تقول وقد اسقط فى يدها:
_أعمل ايه ؟؟
ثم تضيف:
_لو أنى رددت على كل رسالة لاحتجت الى ثلاث سكرتيرات، والاف الصور ، وطن من الورق .. يقول لها زوجها جلال عيسى محاولا ايجاد الحل :
_وجدتها ..
وتستصرخه قائلة:
_فى عرضك قوليلى
ويضيف متظاهرا بالجدية:
اكتبى العناوين كلها في ورقة طويلة، وساتر موسكو، ودورى على أصحاب الجوابات واحد واحد، وتضحك زهرة الجاريدينيا ، ثم تقول مداعبة ايضا:
لا … فالح
وفكرت صافية طويلا لإيجاد حل يعنى البوسطجية من الشكوى ،على طريقة رجاء عبده ، مطربة الأمس الشهيرة ، التى غنت في فيلم “الحب الأول”: البوسطجية اشتكوا من كثر مراسيلى، فكرت دون جدوى، حتى حمل إليها البريد نفسه الحل، فكان المشكلة، وكان الأنتقاد، أرسلت اليها إدارة المجلة من موسكو تقول لها فى رسالة مطولة أن البريد أنهال عليها طالبا صورها، أي صور صفية، وان المجلة رأت لهذا السبب أن تبعث الى الممثلة المصرية الشقراء طالبة أحدث صور لها بالألوان، حتى تطبعها في هدية منفصلة وتوزعها مع العدد الجديد على القراء.
وابتسمت زهرة الجاردينيا، وقالت: أهو كدا الحل ولا بلاش، وقال لها زوجها:
برضه مفيش فايدة.. وكأنه كان يقرأ غيبا فى لوحة الغد، فالذى كان يقرأ غيبا فى لوحة الغد، فالذى حدث أن عدد الرسائل بقى على حاله، الا أن طلب الحصول على الصورة انخفض، ولا زال الرجل، لابس البزة الصفراء، يدق الباب كل يوم ليترك سلته ويرحل.. ولا زالت زهرة الجاردينيا في حيرة تتساءل: اعمل إيه؟
ثم تشدو بصوت فيه رنة حلوة: “البوسطجية أشتكوا ” من كتر مراسيلى !”..