نورالإيمان عباس تكتب :الأمور لاتسير بالشكل المعهود لها

أنام بطريقة اعتيادية كما ليلاتٍ سابقة غزاها القلق
بشكلٍ عاديّ كالجميع لا يجعل من الأحزان شيئاً ضخماً يضغط على صدري.
وأصحو كما يصحو الأجداد، على مهل
ببطءٍ وتعب، أيتعبُ شخصٌ يستيقظُ من أحلامه؟
لكنّه والله يتعب حين تكون مُغلّفة بالأرق وحين يلاقي واقعاً يُشبه كوابيس الصّغار.
اقرأ من أوجه الثّكالى حكايا عالمية تفوق الخيال
أتصفّح في أعينهم أملاً عطشان وأسمع من أفواههم نشيداً وطنيّاً ما سئموه بعد معلومات مش أكيدة
أهربُ إلى الرّصيف الآخر حيثُ ما زالت الأغاني قيد التّشغيل
والسجائر التي تشتعل بولّاعاتِ السّيارات الفارهة لا تنطفئ
حيثُ المنفصمين عن الواقع يعيشون حياتنا القديمة، برفاهية و دون حسرة.
السّاعة الرّابعة فتاة تسأل على الفيسبوك عن مزرعة شاغرة للإيجار
لأنها وبحسب المنشور الذي كتبته ‘ملّت من البحر والعجئة’.
السّاعة الرّابعة والنصف فتاة ثانية تشتمُ المسؤولين عن الجوع والفقر والغلاء
فتاة أصيلة من إحدى أزقة الوطن تراقب الرّصيف الملوّث.
أمضي في شوارع المدينة أحمل على أكتافي هموماً صغيرة
لا تُقارن ولا تُزان مع هموم سكانها
أجوبها ككلّ الّذين يمشون على أرصفتها بثقل
فـتمرّ الأيام سريعاً مثلما مرّت في عدة سنينٍ ماضية
بفارق أنّنا اليوم نحاول ترك ضعفنا حبيساً لا نصطدم به كلّ حين
نتناسى مشقّاتنا صغيرةً وخاملة، ونُمسك بما أمكننا بالدّعاء والرّجاء.