مسجد محمد علي
كتبت سناء صفوت :
أحد المساجد الأثرية المشهورة بالقاهرة، أنشأه محمد علي باشا على الطراز العثماني، على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول، ويُدعى أحياناً بجامع المرمر أو الألباستر.
وخلال السطور التالية يعرض موقع «مباشر ٢٤» أهم المعلومات عن مسجد محمد علي
في البداية نتعرف على “محمد علي”، وهو محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا، الملقب بالعزيز أو عزيز مصر، مؤسس الأسرة العلوية، واستطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد، ليكون واليًا عليها بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا.
مكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.
نشأة الجامع
أنشأ محمد علي الجامع داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وذلك في موضع كانت تشغله قصور ترجع للعصر المملوكي، في عام 1265هـ/ 1848م.
وبحسب الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، استمر العمل في بناء الجامع بلا انقطاع منذ عام 1830 حتى وفاة محمد علي باشا، ودفن جثمانه في المقبرة التي أعدها لنفسه داخل الجامع.
عُرف هذا الجامع بـ “جامع الألبستر” إشارة إلى الألواح الرخامية التي كسيت بها جدارنه الداخلية والخارجية، وجامع المرمر أيضاً، وهو أحد أنواع الرخام النادر الذي كُسي به.
تخطيط الجامع
بنى الجامع على الطراز التركي، والذي يتكون من فناء مكشوف وبيت الصلاة، والذي يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة يحيطها أربعة أنصاف قباب، بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة في الأركان.
وللجامع منبران أحدهما من الخشب المطلي باللون الأخضر والذهبي، وهو المنبر الأصلي للجامع، أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقًا، وتعد مئذنتاه هما الأعلى بمصر، حيث يبلغ ارتفاع كل منهما ٨٤ متراً.
ويوجد بصحن الجامع برج نحاسي، يضم ساعة أهداها ملك فرنسا لويس فيليب إلى محمد علي عام 1845، وهي الهدية التي ردها محمد علي إلى ملك فرنسا بإهدائه مسلة رمسيس الثاني وتزين ميدان الكونكورد بباريس.
مظاهر اهتمام خلفاء محمد علي بالجامع
اهتم خلفاء محمد علي بالجامع، فأتموا البناء وأضافوا إليه بعض الإضافات البسيطة، كما جعلوه مقراً للاحتفال بالمناسبات الدينية السنوية، وكانوا على الترتيب عباس حلمي باشا الأول، محمد سعيد باشا، إسماعيل باشا، توفيق باشا.
إلا أن أضخم عملية ترميم كانت في عهد فؤاد الأول، الذي أمر بإعادة المسجد إلى رونقه القديم بعد أن أصابت جدرانه التشققات بفعل خلل هندسي، كما اهتم ابنه فاروق الأول من بعده بالمسجد أيضاً وافتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه.