“فشل في أول قبلة”.. أشهر قصص حب جاري كوبر

اقترن أخيرا اسم الممثل الأمريكي جاري كوبر والنجمة الفرنسية جيزيل باسكال، التي قدمناها للقراء من قبل مع أمير موناكو الشاب، في سلسلة في فنانات في حياة العظماء، ولم يكن هذا أول غرام وقع فيه جاري كبرى، وفي هذا المقال صفحات من حياته منذ عرف الحب أول مرة، بحسب ما جاء في مجلة الكواكب في أحد أعدادها الصادرة عام 1977.
فشل في التقبيل
بعد ظهر يوم من خريف عام1924، تردد في أنحاء استوديوهات “يونيتد أرستس” بهوليوود، إن شيئا خارقا للعادة يحدث في البلاتو الذي يجري فيه تصوير فيلم” بربارا ورث”

إن شابا عملاقِا يقرب طوله من المترين، لا يعرف كيف يقبل بطلة هذا الفيلم، وكانت السينما صامته في ذلك الوقت، فأخذ المخرج يدل إليه في صوت مرتفع بمعلوماته عن كيف تكون القبلة، مستعينا في ذلك بقطعة موسيقية يعزفها أحد الموسيقيين، حتى يهيئ للشاب الجو الذي تلين فيه عواطفه، فيحسن التقبيل كما يريد المخرج.

وتمضي ساعة بعد ساعة والمشهد يعاد تصويره مرارًا وتكرارا، والمخرج يشد شعره في ثورة مكتومة، والماكير يصلح مكياج الشاب والفتاة التي تقف أمامه المرة بعد المرة، حتى بلغ عدد المرات التي فشل فيها الشاب في تقبيلها 47 مرة، وفي المرة الثامنة والأربعين فقط نجح الشاب في قبلته

حكاية أول فيلم سينمائي في حياة جاري كوبر

كان هذا الشاب هو الممثل الأمريكي جاري كبر، وكان هذا أول فيلم يمثل فيه دورِا كبيرِا، ولم يكن ذنب ذنبه في أنه لم يحسن التقبيل، فلقد كان من رعاة البقر، وفي هذا الفيلم بالذات أبعدوا عنه حصانه فأحس أنه تائه بدونه، فهل يلومه أحد إذا فشل هذا الفشل الذريع في تقبيل فتاة كان يعتبرونها وقت ذاك أجمل ممثلة في هوليود؟ وهي أستر والستون.

ومع هذا تمسك الاستوديو بجاري كبر كعاشق سينمائي، قالوا إنه سيعرف مع الوقت كيف يحب وكيف يقبل، ودفعوا به بعد هذا الفيلم إلى أحضان نجمة من أكثر نجمات السينما جاذبية في ذلك الوقت، هي “كلارا بو” حتى لقد قيل وقتها إن قبلته للنجمة استررالستون كلفتهم إعادة تصوير المنظر ثمانية وأربعين مرة، فلابد أن قبلته لكلارا بو ستستغرق في إعادة تصويرها ثلاثة أيام.

جاري ينجح في تقبيل البطلة من المرة الأولى

وكان هذا التقدم الملحوظ هو الذي جعلهم بعدئذ يدفعونه إلى أحضان أكثر النجمات فتنة وخطرا، ومن بينهم “لوب فيليز” و “مارلين ديتربش” و “تالولا بانكهيد”.

أول حب

وربما يتساءل أ: حد هل الحب أو التقبيل في السينما من الصعوبة إلى الحد الذي يفشل فيه الإنسان كما فشل جاري كوبر في أول مرة؟

ويرد هو على ذلك قائلا: إن شيئا في أعماق النفس وقتها كان يحول دون اندماجي في موقف التقبيل مع استرا ويستون، ولكي تعرفوا الأمر على حقيقته، أرجع إلى الوراء لأروي لكم طرفا من حياتي السابقة
كانت “درويس” زميلة لي في الجامعة التي كنت أدرس فيها، وقد ارتبطنا برباط قوي من الصداقة التي انقلبت على مر الأيام إلى حب، فخطبتها لنفسي، ورحت أضع معها خطط مستقبل هانئ كنا نتخيله في أحلامنا.

ولما تخرجت من الجامعة اخترت مهنة الرسم لأنني وجدتها أسرع طريق إلى تحقيق كل آمال خطيبتي، في.. إذ كان الكسب من وراء هذه المهنة جزيلا، ولكن فرص مزاولتها في بلدتي بولايه مونتانا الأمريكية كانت محدودة، فقد كان كل ما أمكنني الحصول عليه أجر عملي كرسام كاريكاتوري في جريدة البلدة هو بضعة ريالات كل أسبوع، تكاد لا تفي بنفقاتي أنا وحدي، وهنا قررت السفر إلى كاليفورنيا، فالمجال هناك أوسع وأكثر فائدة.

ولما عرضت عينات من رسومي على أصحاب الصحف في لوس أنجلوس لم يروا فيها ما يؤهلني للعمل معهم، وكان لابد لي من وجود عمل حتى لا أخيب آمال دوريس في كومبارس وراعي بقر.

وكان أحد المصورين الفوتوغرافيين هو الذي أنقذ الموقف، فقد استخدمني كمساعد أقوم بعمل البراويز للمصور التي يعدها لزبائنه، ولم يكن هذا بالعمل المجدي، فرحت أطرق أبوابا أخرى دون جدوى، ولما كاد اليأس يبلغ بى أشده التقيت صدفة بصديق لي من ولاية “مونتانا”، أخبرني أنه يعمل كومبارس في أفلام رعاة البقر التي تخرجها شركات هوليود، ووعدني بأن يقدمني إلى الاستديوهات التي يظهر في أفلامها.

ولم تمضي أيام حتى كنت أمتطى أحد الخيول ممثلا فوقه دور رئيس البوليس الذي يطارد الأشرار في أحد أفلام رعاة البقر، ومثلت بعده أدوار أخرى صغيرة، إلى أن أسند إلي دور كبير في فيلم قصير من فصلين، كان بطلته كلب.

صدمة عاطفية

كل هذا وخطيبتي “دوريس” ما تزال في انتظاري، وكنت أكتب إليها وأنتقي ردودها بين حين وآخر، ثم انقطعت عني خطاباتها، فلما بعثت إلى من يفيدني بسبب، جاءني الرد بأنها سئمت الانتظار فتزوجت من أحد الكيميائيين
وكانت صدمة قوية لم أتوقعها، ولكن جاءت معها فرصتي الكبيرة الأولى على الشاشة، وهي تمثيل دور البطولة في فيلم “بربارا ورث”، وهو الدور الذي عجزت فيه عن تقبيل البطلة كما كان يريد المخرج، لأنني كنت وقتها متأثرا بتلك الصدمة العاطفية.

وتوالت علي الأفلام حتى أصبح اسمي على كل لسان كنوع جديد من أبطال الشاشة، وهكذا لبست منذ عام 1924 حتى عام 1931 وأنا في عمل متواصل، ثم شعرت بانحطاط عام في قوي، فكان لابد من أجازة طويلة أسترد فيها قواي، وأبدل فيها الجو الذي سئمته من طول وجودي فيه، وسافرت إلى أفريقيا للصيد، ومررت بمصر في طريقي إلى أوروبا، ثم عدت إلى هوليود، وأنا أشد نشاطا وإقبالا على عملي في السينما.

بين الفن والزواج

وفي نهاية عام 1933 قابلت ممثلة من ممثلات الأدوار الثانوية اسمها “ساندرا شو”، ولم يكن هذا اسمها الحقيقي، فلقد كانت تعرف قبل ذلك باسم “فيرونيكا بالف”، وراقت لي الفتاة، فعرضت عليها الزواج، وقبلت، ثم هجرت عملها في السينما لكي تتفرغ لحياتها الزوجية، وكان ثمرة هذا الزواج ابنتنا “ماريا”.

وهي الآن في نحو العشرين من عمرها، وقد كانت دائما رسول خير بيني وبين أمها، مهما اختلفنا، ومهما تفاقمت بيننا أسباب سوء التفاهم، كانت مارية دائما هي الملاك الحارس، الذي يعيد الهدوء والوئام إلى بيتنا، وقد كان سوء التفاهم الأخير الذي كان الذي كان بيني وبين زوجتي بسبب الشائعات الكثيرة التي ترددت حول وجود علاقة بيني وبين زميلتي في عمل “باتريشيا نيل”.

ولا أنكر أنه كان بيني وبينها نوع من الاستلطاف، ولكنه لا يتعدى حدود الصداقة، فإن ابنتي ماريا كانت دائما ماثلة أمام نظري، ومن أجلها كنت أنسى العالم وما فيه، وأنا وأمها لا نعيش الآن إلا من أجل سعادتها، وهذه السعادة في أن يجمعنا بيتنا دائما في وئام وسلام.

هل هو غرام جديد؟

ولكن الأنباء تعود لتقارن اسم جاري كبر بالنجمة الفرنسية “جبزيل باسكال” فهو يقيم في فرنسا، حيث يجري في تصوير أحد أفلامه الجديدة، وتكررت رؤية جاري مع جيزيل في أكثر من مكان، والمعروف أن أمير موناقو الشاب البرنس ربينه يحب جبزيل باسكال، فلما اطلع على تلك الأنباء أسرع إلى باريس لمقابلة غريمه.

ترى كيف ستنتهي هذه المشكلة؟ وهل يكون جاري قد وقع حقا في غرام النجمة الفرنسية؟ أم أن ما بينهما مجرد صداقة كتلك التي كانت بينه ـ حسب قوله ـ وبين زميلته باتريشا نايل؟ هذا ما يترقبه الجميع كما يترقبون نهاية قصة غرام من القصص التي يشاهدونها على الشاشة.

كان الأستاذ السيد بدير يجلس مع بعض زملائه من الفنانين والأدباء، وجاء ذكر برنامج جديد أخرجه الأستاذ بدير لمحطة الشرق الأدنى، فقال له منافق من الحاضرين: يا سلام عليه ده برنامج عظيم جدا، أنا لما سمعته في الراديو عجبني قوي من ناحية التأليف والإخراج والتمثيل، فقال له سيد بدير: متشكر قوي، أنت راجل بتقدر الفن صحيح، وعندك حق تنبسط من البرنامج ده، بس فيه حاجة بسيطة أحب أقولها لك فسأله المنافق: هي إيه؟
فأجاب سيد بدير متهكما: البرنامج ده لسه هيذاع في الأسبوع الجاي لأول مرة.

من هو جاري كوبر؟

ويشار إلى أن  جارى كوبر أو Gary Cooper، هو ممثل أمريكي، ولد في هيلينا بولاية مونتانا بالولايات المتحدة الأمريكية في ٧ مايو من عام ١٩٠١بإسم Frank James Cooper، ورحل عن عالمنا يوم 13 مايو 1961.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى